
08-12-2009, 04:48 PM
|
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
|
|
(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله).
اليوم لفرط طوله يمتد حد الأبد ، هكذا أشعر و أنا أعد طبق الغذاء في الثالثة و النصف مساء . أتوجه لحجرة الجلوس و أدير التلفزيون على برنامج أمريكي تطهو فيه المضيفة طعام العشاء و تمزج برنامجها ببعض نصائح عن البيت و الثياب و ما يخص المرأة . برنامج خفيف يدوم نصف ساعة ، تتخلى فيها أعصابي عن بعض الذكريات العالقة بها من يوم العمل و الشارع و كل مصلحة أقضيها .
تجري المذيعة اليوم لقاء مع مطرب أمريكي تطرب له و تطير فرحاً لأنه سيغني في برنامجها ، يا للحدث العجيب . في الحقيقة تصر أنه لروعته تصطك ركبتيها عند سماعه . يصيبني حماسها بالعدوى فتغريني بسماعه .
الدقيقة الأولى : يقيّـم فيها عقلي المطرب : صوت جميل و حساس و كلمات عن حب عميق فياض ، يحجبني عنه حاجزاً لا أفهمه يحول بينه و بين التأثير علي .
الدقيقة الثانية : ينتابني ضجر من تكرار الكلمات و الحركات و النغم ، كما يصيبني كل ما هو آلي مبرمج بلا تفكير.
الدقيقة التالية : يعتري عقلي غضب إذ تجلده سياط الصوت ، ينتفض ألماً : كفى .
تمتد يدي إلى زر آلة التحكم عن بعد فتطفىء الجهاز . الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاهم به .
و لأن الأناقة في وضع الأبيض مع الأسود فتكتمل الصورة بنقيضها ، أكتب التالي :
الملل يخنق أمسيتي تجاه الموت ، بقايا قوة تقاوم فأدير الحاسب و أنصت لقرآن رب العالمين .
_ سبحان الذي أنزله ، هذا ما فاضت به نفسي و أنا أنصت لسورة البقرة تتدفق إلى نفسي عبر صوت الشيخ الجليل .
*********************
(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون.( الآية 21 من سورة الحشر
|