قصيدة : " مواطن نموذجي.... !!! "
يا أيّها الجـلاّدُ أبعِدْ عن يدي
هـذا الصفَـدْ .
ففي يـدي لم تَبـقَ يَـدْ .
ولـمْ تعُـدْ في جسَـدي روحٌ
ولـمْ يبـقَ جسَـدْ .
كيسٌ مـنَ الجِلـدِ أنـا
فيـهِ عِظـامٌ وَنكَـدْ
فوهَتُـهُ مشـدودَةٌ دومـاً
بِحبـلٍ منْ مَسَـدْ !
مواطِـنٌ قُـحٌّ أنا كما تَرى
مُعلّقٌ بين السمـاءِ والثّـرى
في بلَـدٍ أغفـو
وأصحـو في بلَـدْ !
لا عِلـمَ لـي
وليسَ عنـدي مُعتَقَـدْ
فإنّني مُنـذُ بلغتُ الرُّشـدَ
ضيّعـتُ الرّشـَدْ
وإنّني - حسْبَ قوانينِ البلَدْ -
بِلا عُقـدْ :
إ ذ ْنـايَ وَقْـرٌ
وَفَمـي صَمـتٌ
وعينـا يَ رَمَـدْ
**
من أثـرِ التّعذيبِ خَـرَّ مَيّـتاً
وأغلقـوا مِلَفَّهُ الضَّخْمَ بِكِلْمَتينِ :
ماتَ ( لا أحَـدْ ) !
***
قصيدة : " قال الشاعر "
أقــولْ :
الشمسُ لا تـزولْ
بلْ تنحَـني
لِمحْـوِ ليلٍ آخَـرٍ
.. في سـاعةِ الأُُفـولْ !
**
أقــولْ :
يُبالِـغُ القَيْـظُ بِنفـخِ نـارِهِ
وَتصطَلـي الميـاهُ في أُوارِهِ
لكنّهـا تكشِفُ للسّماءِ عَـنْ همومِها
وتكشفُ الهمـومُ عن غيومِها
وتبـدأُ الأمطـارُ بالهُطـولْ
.. فتولـدُ الحقـولْ !
**
أقــولْ :
تُعلِـنُ عن فَراغِهـا
دَمـدَمـةُ الطّبـولْ .
والصّمـتُ إذْ يطـولْ
يُنذِرُ بالعواصِفِ الهوجاءِ
والمُحــولْ : رسـولْ
يحمِـلُ وعـدَاً صـادِقاً
بثـورةِ ا لسّيو لْ !
أقـولْ :
كَـمْ أحـرَقَ المَغـولْ
مِـنْ كُتُـبٍ
كم سحَقَـتْ سنابِكُ الخُيـولْ
مِـنْ قائـلٍ !
كَـم طَفِقَـتْ تبحـثُ عـنْ عقولِهـا العُقـولْ
في غَمْـرةِ الذُّهـولْ !
لكنّما ..
ها أنت ذا تقـولْ .
هاهـوَ ذا يقـولْ .
وها أنا أقـولْ .
**
مَـنْ يمنـعُ القـولَ مِـنَ الوصـولْ ؟
مـنْ يمنعُ الوصـولَ للوصـولْ ؟
مَـنْ يمنـعُ الوصـولْ ؟!
أقـولْ :
عـوّدَنا الدّهـرُ علـى
تعاقُـبِ الفصـولْ .
ينطَلِقُ الرَبيـعُ في ربيعِـهِ
.. فيبلغُ الذُّبـولْ !
وَيهجُـمُ الصّيفُ بجيشِ نـارِهِ
.. فَيسحـبُ الذُّيولْ !
ويعتلـي الخريفُ مَـدَّ طَيشِـهِ
.. فَيُـدرِكُ القُفـولْ !
ويصعَـدُ الشّتاءُ مجنـوناً إلى ذُرْوَتِـهِ
.. ليبـدأَ النّزولْ !
أقـولْ :
لِكُلِّ فَصْـلٍ دولـةٌ
.. لكنّهـا تَـدولْ !