لايفجع الروح ويفطر الفؤاد ويحرق النفس مثل ان تفقد عزيز، إنه أكثر الأحزان والآلام توغلا في القلب والروح وحتى البدن، و ذلك أن طعم مرارته يغص به الفاقد ليل نهار، ولا يستطيع التعايش معه أو استيعابه، وأكثر مرارات الفقد تجليا وفداحة، هو الموت نهاية النهايات وغاية الغايات وهادم اللذات، ذلك أن الغربة والهجران والبعد عن الوطن والأهل وقسوة الحياة هي فقد بغيض ومرير لكنه ليس قوي وصريح وحاسما مثل الموت، الذي يحضر مقتحما فينهي كل شيء، وأي شئ، فأوجاع الافتقاد الأخرى تداوى وتعود بالوله والولع والوجد والشوق والمناجاة وحتى الدمع، غير أنه لا أمل في الرجوع حين الاصطدام بحقيقة الموت، هذا الفقد النهائي.. يأخد منا الأحباب و يبعد عنا الأهل والأصحاب .. دون إنذارا ولا يسبقه عتاب.
هذه الكلمات غزتني في لحظة رثاء أهل أخانا وحبيبنا الاستاذ وليد،هذه مشاعري أسطرها ولن أعترض بها عن حكم وقضاء ربي، فالنفس ضعيفة والموت قوي وتعلق النفس بشئ أخده القوي أمر صعب و غاية لا بصيص أمل لتحقيقها.
فالله نسأل أن يلهمه الصبر والثبات فالمصاب عظيم والخطب جلل فاللهم هون عليه والهمه الصبر
__________________
وما من كتاب إلا سيفنى **** ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شئ **** يسرك في القيامة أن تراه
|