منك الضحايا و إن كانوا ضحايانا
كم من ردى في حياة و انخذال ردى
في ميته و انتصار جاء خذلانا
إنّ العيون التي طفّأت أنجمها
عجلنّ بالشمس أن تختار دنيانا
و امتد كالنور في أعماق تربتنا
عرس لنا من دم و اخضلّ موتانا
فازّلزلي يا بقايا كاد أولنا
يبقي عليها من الأصنام لولانا
نحن الذين اقتلعنا من أسافلها
لاة و عزّى و أعليناه أنسانا
حييت بورت سعيد من مسيل دم
لولا افتداء لما يغليه ماهانا
عاناك في الليّل داج من جحافلها
نورا من الله أعماها و نيرانا
ما عاد ليل قد استخفى بأقنعة
من أوجه الناس لولا أنت عريانا
ليل تعيد الكعوف السود آنية
فيها وفكا لموتاها و صوّانا
من بعض ما فيه من ظلماء ما عرفت
باسم لها فهي قبل اسم إذا كانا
حييت من قلعة ما آد كاهلها
عبء السماوات الا خفّ ايمانا
أمسكتها أن يميد الظالمون بها
دينا لنا وانتصارات وعنوانا
يا مرفأ النور ما أرجعت وادعة
من غير زاد ولا آويت قرصانا
ولا تلفظت من مرساك معتديا
الا مدمى ذليل الهام خزيانا