عرض مشاركة واحدة
  #126  
قديم 20-12-2009, 07:03 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي دفء لذيذ

أتوقف أمام إعلان كبير عن ساندوتش لذيذ في مطعم للوجبات السريعة ، يغريني الجوع بالشراء ثم يلح ثانية ، يحاول تمرير الفكرة إلى نفسي فتحول بينهما مصفاة عقلي . يعظني تدريبي ، هذا الذي وقف جواري منذ أن وضعت النقود في يداي وقت المراهقة فعودت نفسي أن لا تشتري الطعام جاهزا مهما اشتد الجوع . الجوع أهون شراً من جراثيم يعج بها الطعام و مكونات تفسد كل توازن إذ تحل في ضيافة جهازي الهضمي.
اليوم تأخذ الشهية الزمام تقودني تجاه الساندوتش الجاهز . الجو البارد و الحركة الدؤوبة على مدى ساعات تركاني أشتهي .
يعدل عقلي مسار قدماي عدة أمتار إلى محل الجزار فيستقبلني بالترحاب ، أنا من زبائنه . يعرض علي مقاطع اللحم البلدي الشهية فأختار نصف كيلو من الكبد الضاني الطازج .
أخرج منه فتستوقفني رائحة الخبز في المخبز ، لا يسعني العبور دون شراء أرغفة الخبز البلدي من الدقيق الأسمر الطيب.
ثم شيئ من الخضرة ثم يقودني طريقي إلى البيت .
في المطبخ ، يصدح الشيخ الجليل بقرآن رب العالمين بينما ينضج الكبد على نار متوسطة تقوم بعملها بدقة و احتراف ، أجل الملح فقط ذلك لا أكثر و كذلك الدهن .
يمزج عصير الليمون البقدونس و الجزر المبشور فتختلط الجزئيات بزيت الزيتون و تستقبلني رائحة فواحة نضرة تزيد الشهية مراراً.
أملأ الأرغفة بالكبد المطهو و السلطة الشهية في أربع ساندوتشات لأهل البيت .
يجلسون أمام التلفاز ، يأكلون ، يحسّن الطعام الطيب المزاج فنغلق التلفاز و نتحدث ..
_ سلمت يداك
هو من فضل الله .
يغمرني الدفء فيتركني على حافة الرضا .
دفعت من المال لذلك كله ما يعادل ثمن ساندوتش واحد جاهز لا يحوي بين جنباته ما يشبع النفس أو يصلح المزاج !