إلى أستاذى الفاضل:عادل حجى
أستاذى الكريم كل عام وأنت بخير ، واعلم أن مرورك على الموضوع شرف كبير لى أفخر به وتعليقك عليه هو تاج على رأسى وحين نختلف فوالله أنا لا أختلف من أجل الخلاف فقط وما أقصد أن أتعصب لرأيى وعندى من الشجاعة إن أخطأت أن أعترف بالخطأ فلسنا معصومين من الخطأ والعصمة لا تكون إلا لنبى ونحن بشر نخطئ ونصيب وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
وأنا يا أستاذى الفاضل حين قلت إن كتب البلاغة لم تشترط أن يكون المشبه به مشتقا كنت أعنى بهذه الكتب أمهات الكتب مثل( الجرجانى والسكاكى والجاحظ والعسكرى وحتى كتب المحدثين مثل البلاغة الواضحة للأستاذ على الجارم وعلى أمين) ولم أقصد أبدا كتب (الأضواء والوسام والرسالة وغيرها) فهذه الكتب ينقصها الكثير ولا يمكن أن تكون مرجعا للأساتذة من أمثال حضرتك
ولكن تعالى نتحدث عن الصالح العام لأبنائنا الطلاب ، أليس العبرة بما ورد فى الكتاب المدرسى ولنأخذ المثال من تحليل بعض النصوص ، ماذا قال كتاب الوزارة عن ( فلا تذكروها للنسيم فإنه لأمثالها من نفحة الروض سارق) فى نص جنة الحسن للبهاء زهير ألم يقل إنها تشبيه ضمنى حيث صور النسيم بالسارق ؟ أليست (سارق) مشتقاً
ثم تعالى نستعرض رأى الجرجانى حول الشروط التى تجعل من التعبير تشبيها وليس استعارة أو كنايةوإليك كلام الجرجانى من كتاب (أسرار البلاغة)بعد ما قاله عن أغراض التشبيه التى ذكرتها
وهنا ألاحظ أنّ أمثلة كثيرة اختلطت على الباحثين والكاتبين في علم البيان، هل يجعلونها من التشبيه أم من الاستعارة التي يسمّونها استعارة تخييليّة؟.
وكان ذلك منهم بسبب عدم فَرْزِ قسم التشبيه المكنّي عن التشبيه البليغ الذي يُذْكَرُ فيه المشبَّهُ باللفظ الدّالّ عليه مباشرة، ويُغْضُونَ النظر عن الضابط الذي ذكروه للفرق بين الاستعارة والتشبيه، وهذا الفرق يقضي بأن لا يجتمع في الكلام المشبَّه والمشبَّه به على وجه يُنْبِئ عن التشبيه، في وجه من الوجوه السّتّة الآتي شرحُها مع أمثلتها، لدى الكلام على الاستعارة، وهي:
"أن لا يكون المشبّه به خبراً عن المشبَّه - وأن لا يكون المشبّه به حالاً للمشبَّه - ولا صِفَةً له - ولا مضافاً إلى المشبَّه - ولا مَصْدراً مُبَيِّناً لنوعه - وأن لا يكون المشبَّهُ مبيِّناً في الكلام للمشبَّه به".
فالعبارات التي يكون فيها شيءٌ من هذه الوجوه السّتّة تكون من التشبيه لا من الاستعارة، بحسب ما قرَّروا، وهو حقٌّ.
غير أنّ كثيراً من الأمثلة الّتي يوردها بعض البيانيين في الاستعارة، ويعتبرونها من الاستعارة القائمة على التخييل، هي من التشبيه المكِنّي لدى التحليل.
وإليك بعضالأمثلة للتشبيه والمشبه به مشتق
ابن الرومي:
عَلى حِفافَيْ جَدْولٍ مَسـجـورأبيضَ مثلِ المُهْرَقِ المنشـور
ِوشبيهٌ به قولُ ابن المعتزّ، وبعد قوله في النرجس:
كأن عيون النرجس الغضِّ حولهامداهنُ دُرٍّ حشْوُهـنّ عـقـيقُ
كما قال أبو نواس فيُشبَّه الفرخ بالشيخ،:
أمُّ فُرَيخٍ أَحرزَتْه في لَـجَـفمُزَغَّبِ الأَلغادِ لم يأكُل بكَـفّ
كأنه مُسْتَقْعَدٌ منالـخَـرَفْ
كأنك قائمٌ فـيهـم خـطـيبـاًوكلُّـهُـمُ قـيامٌ لـلـصَّـلاةِ
اصبر على مضَض الحسودِ فإنّ صَبْرَك قـاتِـلُـهْ
كناطح صخرة يوما ليوهنها
كَأَنَّمَا الْمَاءُ في صَفَاءٍ * وقَدْ جَرَى ذَائِبُ اللُّجَيْنِ*
ولشخصك الكريم فائق التقدير والاحترام وفى انتظار رد سيادتك هدانا الله وإياك إلى الحق
أخوك شريف الشريف
مدرس أول (أ) لغة عربية
إدارة رشيد التعليمية
مدرسة إدفينا الثانةية للبنات
__________________
ورزقك ليس ينقصه التأنى
ولا يزيد فى الرزق العناء
آخر تعديل بواسطة الاستاذ شريف الشريف ، 11-01-2010 الساعة 07:43 PM
سبب آخر: هناك الجديد
|