الموضوع
:
الرفق والإحسان إلى الناس يحولان البغض إلى حب .
عرض مشاركة واحدة
#
2
23-12-2009, 12:38 PM
خالد مسعد .
نـجــم الـعـطــاء
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى:
23
يأتى شاب شرح الله صدره للالتزام فأعفى اللحية ، وقصر الثوب ، وحافظ على مجالس العلم ، ولا زال أبوه بعيداً عن طريق الله ، ولا زالت أمه بعيدة عن طريق رسول الله
، فيجعل هذا الشاب من البيت حريقاً محرقاً مدمراً ، يسئ إلى والده ، ويسئ إلى أمه ، يسفه أباه ويحتقر أمه ، ويضرب أخوته ، ويسئ إلى إخوانه ، فيظن أهل البيت أن الالتزام غصب مستمر . لا يا أخى أنت أسأت إلى الإسلام من حيث لا تدرى ، وأسأت إلى منهج النبى
فى الدعوة من حيث لا تشعر ، ففرقوا أيها الشباب وأيها المسلمون بين مقام الجهاد الذى يحتاج إلى الغلظة والقسوة والشدة ، وبين مقام الدعوة الذى يحتاج إلى اللين والحكمة والرحمة قا
ل تعالى :
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
[النحل:125].
أيها الأحبة الكرام ...
أنه مشهد بالغ الروعة اعترف بداية أننى أعجز عن أن أصور لحضراتكم روعته وعظمته وجلاله ، فرسول الله
هو الرحمة المهداة والنعمة المسداه ، لا للموحدين فحسب بل للعالمين
قال تعالى :
َمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
[الانبياء:107]
.
قال ابن عباس رضى الله عنهما : رسول الله رحمة للبار والفاجر فمن آمن به تمت له النعمة ، وتمت له الرحمة فى الدنيا والآخرة ، ومن كفر أمن من عذاب الدنيا حتى يلقى الله فى الآخرة مصداقاً
لقول
الله تعالى:
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ
بـل وخـاطب الله نبيين كريمين خاطب موسى وهارون :
اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى
فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى
[
طـه:43-44
]
.
أيها الأحبة الكرام ...
أنه مشهد بالغ الروعة اعترف بداية أننى أعجز عن أن أصور لحضراتكم روعته وعظمته وجلاله ، فرسول الله
هو الرحمة المهداة والنعمة المسداه ، لا للموحدين فحسب بل للعالمين
قال تعالى :
َمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
[الانبياء:107]
.
قال ابن عباس رضى الله عنهما : رسول الله رحمة للبار والفاجر فمن آمن به تمت له النعمة ، وتمت له الرحمة فى الدنيا والآخرة ، ومن كفر أمن من عذاب الدنيا حتى يلقى الله فى الآخرة مصداقاً
لقول
الله تعالى:
اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى
فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى
[
طـه:43-44
]
.
قرأ سيدنا قتادة - رحمة الله - الآية فبكي ، وقال سبحانك ما أحلمك ، أن كنت تأمر موسى و هارون أن يقولا لفرعون قولاً ليناً ، فإن كان هذا هو حلمك بفرعون الذى قال : أنا ربكم الأعلى ، فكيف يكون حلمك بعبد قال سبحان ربي الأعلي؟!.
أحبتي في الله :
إن ثمامة تأصلَّ البغض في قلبه ، و أنتم تعملون أن البغض الآن متأصل في قلوب كثيرة في الشرق و الغرب.
أقول: تأصل البُغض في قلب ثمامة. لا لشخص النبي
بل لدين النبي بل لبلد النبي فما الذي حدث؟!
تحول هذا البغض إلى حب بالرفق والإحسان والحكمة والرحمة واللين.
هذه هي متطابقات مقام الدعوة إلى الله ، البغض الآن متأصل في قلبي الشرق والغرب علي الإسلام ، فصورة الإسلام مشوهة ، مُحرَّقة ، مبدلة !! كيف نحول هذه الصورة إلى حقيقتها ؟!! والإجابة : إذا عدنا نحن ابتداء إلى هذا الإسلام ، فحولنا الإسلام بعظمته بيننا ابتداءً وعلى أرض الواقع ، وفي دنيا الناس إلى واقع عملي ، وإلى منهج حياة ، يتألق سمواً وروعة وجلالاً ، فإن القول إذا خالف الواقع و العمل ، بذر بذور النفاق في القلوب كما قال علام الغيوب :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ
كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ
[
الصف:2-3].
ولاحظ أن ثمامة لما شرح الله صدره للدين وضع كل قدراته وإمكانياته وطاقته لنصر الدين فاستشعر المسئولية العظيمة التى أُلقيت على عاتقه منذ أول لحظه دخل فيها إلى دين الله
–
جل وعلا - فخلع رداء الكفر على عتبة التوحيد
والإيمان
، وأعلن الفاصلة الحاسمة بين الإيمان و الشرك فأعلن الولاء لله ورسوله والمؤمنين وعلى الفور عادى الشرك والمشركين.
هذه كلها دروس مترابطة لا ينفك درس منها عن الآخر ، بمجرد أن يشرح صدر المرء للإسلام لابد من
أن يخلع رداء الكفر على عتبة الإيمان ، وأن يعلن الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين وأن يعلن البراءة من الشرك
والمشركين ، وأن يسخر كل طاقته وقدراته وإمكانياته لنصرة هذا الدين الذي منَّ الله به عليه.
لاحظ قولة ثمامة وهو يقول للمشركين : والله لا تصل إليكم حبة حنطة حتى يأذن رسول الله
، وعاد ثمامة ليضرب حصارا اقتصاديا على قريش. والسلاح الاقتصادي من أخطر الأسلحة ، وبكل أسف يُستخدم الآن ضد المسلمين . حصاراً اقتصادياً على العراق .. حصاراً اقتصادياً على السودان .. حصاراً
اقتصادياً
على
ليبيا
..
حصاراً
يستخدم لإذلال
المسلمين
.. و ليت الأمة تعي يوم أن استخدمت هذا السلاح مرة واحدة في حرب العاشر من رمضان
–
لا أقول حاصروا الغرب حصاراً اقتصادياً كاملاً بل بسلاح واحد من أسلحة الحصار ، ألا وهو سلاح البترول - تغيرت الموازين وانقلبت.
خالد مسعد .
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع خالد مسعد . المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها خالد مسعد .