أشهر رواد مدرسة الإحياء والبعث
* محمود سامي البارودي ( رب السيف والقلم) :
لقب بـ " رب السيف والقلم " لأنه كان فارسا وأديبا بعث الشعر من مرقده وأحيا تقاليده الموروثة
* دور البارودي في نهضة الشعر :
1- ارتقت علي يديه الكلمة والعبارة من الضعف والابتذال إلي صحة التركيب وقوته وصفاء السليقة ونقائها ، والعناية بالأسلوب وجماله ، وارتفع بهما من تكلف البديع وأثقاله إلي الرصانة والتحرر، ومن التعقيد والغموض إلي الوضوح والإفصاح .
2- نأي (بعد) البارودي بموضوعاته عن التكرار والجدب والسطحية إلي التجدد والتنوع مثل شكوى الزمن من المنافقين ، ووصف الطبيعة والحروب والليل والنيل ، ورثي والده وزوجته وكتب في السياسة والوطنيات .
3- الانتقال بالخيال الشعري من الضيق والسطحية إلي التحليق في سموات الشعر معتمدا علي حواسه فجعل الصور متحركة مرئية مسموعة ملموسة .
4- المحافظة علي موسيقاه التي تقوم علي وحدة الوزن ووحدة القافية والرنين الأخاذ .
5- الانتقال بالعاطفة من البرود والجفاف إلي الحيوية والحركة الذاتية.
6- محاكاة فحول الشعراء في عصور القوة والازدهار كامرئ القيس وعنترة وأبي تمام والمتنبي والبحتري والشريف الرضي وابن زيدون معتمدا علي صفاء ذهنه وسلامة فطرته وقراءته وحفظه جيد الأشعار وتتلمذ علي يد الشيخ المرصفى .
لذا يعد البارودي الرائد الذي أحيا الشعر العربي وبث فيه الروح والحياة.
* ما هيأ للبارودي النبوغ في الشعر (العوامل والاسباب التي أثرت فيه ) :
1- تعلمه الشعر علي أيدي أساتذة علماء أمثال الشيخ المرصفي مؤلف كتاب (الوسيلة الأدبية)
2- حبه للشعر والاطلاع ومداومة الاتصال بالتراث يجاري كبار الشعراء في عصور الازدهار (جاهلي وإسلامي وعباسي) ولا يقلدهم بل يتنافس معهم .
3- موهبته الشعرية الفذة وصفاء ذهنه وسلامة فطرته.
4- شخصيته وأحداث حياته المتعددة والمتنوعة (سبق عرضها)
* الرائد وتلاميذه :
بذلك كان البارودي رائداً لهذه المدرسة التي سيطرت علي الذوق قرابة قرن وكان له بالغ الأثر في كثير من الشعراء الذين ساروا علي دربه ومنهجه وذوقه مثل :
أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومحمد عبد المطلب وأحمد محرم من مصر
وجميل صادق الزهاوي ومعروف الرصافي من العراق
وشكيب أرسلان من سوريا ثم جيل علي الجارم وعزيز أباظة ومحمود غنيم .
* تطور مدرسة البارودي والمدرسة الكلاسيكية الجديدة ودور تلاميذ البارودي البارز وأسبابه
تكون من الشعراء الذين جاءوا بعد البارودي وساروا علي طريقته جيل أخذ يطور الاتجاه الذي أرسى البارودي أسسه وقواعده ، وتمكنوا من ذلك للعوامل (الأسباب الآتية)
1-تطور الحياة أمامهم إذ تيسر لهم من الاتصال والانفتاح علي الثقافة الغربية سواء بمعرفتهم للغات الأجنبية أو لاختلاطهم بالأجانب أو قراءتهم لما ترجم من الآداب الأجنبية وخاصة بعد نشاط حركة الترجمة.
2-نمو الوعي عند بعض المثقفين مما جعلهم يعودون لقراءة القرآن العربي والإسلامي ليرسخوا الإحساس بعظمة مجدنا القديم
3-إيمان الكثير من المثقفين بفكرة الجامعة الإسلامية كرمز لوحدة المسلمين في مواجهة الاحتلال الأجنبي ولحثّ الشعب علي الثورة والنضال ضد الاستعمار .
4-ظهور فكرة الحرية والاستقلال الوطني الذي دفع الكثيرين منهم إلي الدعوة إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي .
5-تعددت الأحزاب السياسية وظهرت دعوة الوحدة الوطنية بين المسلمين و الأقباط .
6-أنشئت الجامعة المصرية 1908 م وقامت دعوة قاسم أمين إلي تحرير المرأة.
وقد ظهرت كل هذه القضايا والموضوعات في شعر هذا الجيل من الشعراء الذين عالجوا مشكلات مجتمعهم وما يتصل به من الشئون الخارجية في العالم العربي والإسلامي ويمثل هؤلاء مدرسة " الكلاسيكية الجديدة " التي تستمد الشكل من القديم وتربط المضمون بالذات وأحداث العصر .
* التجديد الذي أحدثته " المدرسة الكلاسيكية الجديدة "
التجديد الذي أحدثته " المدرسة الكلاسيكية الجديدة هو:-
1-خطوا بالشعر خطوة فاقت ما صنعة البارودي في الاتجاه المحافظ .
2-اهتموا بالناحية البيانية في جمال الصياغة وروعة البيان وحلاوة الموسيقا .
3-كثرة التعبير عن التجارب الشعرية الذاتية .
4-نوعوا في الأغراض وخاصية الموضوعات السياسية والاجتماعية والقومية
5-ابتكروا الكثير من المعاني والأخيلة .
* جمعوا بين :
الأخذ من التراث
الالتفات إلي ثقافة العصر
اقتربوا من الجماهير حيث عبروا عما يهم الناس من قضايا وأحداث ومن هنا غلب علي شعرهم الاهتمام بالغير أكثر من الاهتمام بالذات
سهل أسلوبهم لارتباط شعرهم بالنشر في الصحافة التي تخاطب الجماهير .
__________________
التضحيـــــة عمــل رائـع تقدمـه لغيـرك و يـرفــض غيرك التعــامل بـهّ
|