عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 24-12-2009, 12:17 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

الكتب الهندوسية:
لـم تنسب النصوص المقدسة عند الهنود كما ذكرنا إلى شخص بعينه، والفيدا أو الويدا Weda التي تعني في لغة الهنود السنسكريتية المعرفة، هي عبارة عن مدونة كبرى أو موسوعة تحوي الكثير عن بلاد الهند وشعبها على امتداد قرون عديدة تبدأ مع حوالي 2500 ق.م.

والفيدا هذه مرّت بمراحل، فقبل أن تدون كان معناها التأمّل، ولكن بعد أن دوّنت وسجلت تاريخ الهند وتراثه ومفاهيم الهندوس الدينية، أصبحت هي التي تنظم حياة أتباعها وصولاً إلى المعرفة المنشودة.

ويرجح ديورانت أن أول من قام بمهمة التدوين للمرة الأولى بعض التجار الهنود من طائفة الدرافيديين، ما جعل هذه الكتابة كما يظهر لا تستخدم إلاَّ لأغراض تجارية وإدارية، وهذا يعني أن التجار لا الكهنة هم الذين ارتقوا بهذا الفن الأساسي.

وبناء على ذلك يصل السحمراني إلى نتيجة مفادها أنَّ تدوين الفيدا تطوّر مع تطوّر اللغة السنسكريتية نفسها، ولعلّ هذا التأخر في التدوين هو الذي حرّم الباحثين من مصادر المعرفة عن تاريخ الهند القديـم.

ويبدو أنَّ الكهنة الهندوس ـ البراهمة ـ قد شجعوا فيما بعد هذا التدوين لتكون الفيدات في أيديهم سلاحاً دينياً يضمن لهم السيطرة والموقع المتقدّم، خاصة بعد أن وطدوا أسس النظام الطبقي في الهند وأعطوه بعداً دينياً.

الفيدات كما يبدو لم تكن كتاباً واحدا،ً وإنَّما هي مجموعة كتب تصل إلى أربعة عشر كتاباً، وأهم هذه الكتب كتاب اسمه: «منُّوسَمَرتي» أو «شرع منُّو» وقد نقله إلى العربية إحسان حقّي، وفي تقديمه للكتاب يبيِّن ما في نصوص الكتاب من تشويش وعدم انسجام فيقول: «وإذا شئنا أن نصف منُّوسَمَرتي قلنا إنَّها مجموعة متناقضات، إذ بينما نراه يرتفع بتشريعه إلى أعلى درجات العقل والإدراك وسلامة الذوق والتفكير نراه ينحدر فجأة إلى درجةٍ من السخافة والإسفاف المخجل... ولئن دلَّ هذا على شيء فإنَّما يدلُّ على أنَّ هذا الكتاب كُتب في أوقات متباعدة وبأيدي أناس مختلفين اختلافاً كبيراً في العلم والعقل والإدراك».

نظام الطبقات عند الهندوس:
تدين غالبية الشعب الهندي بالهندوسية، التي تطوّرت مع تطوّر الهند نفسها، وكما سبق القول، فإنَّ الهندوسية ليست ديانة فحسب وإنَّما حوت من خلال مفاهيمها وكتبها، تاريخ الهند الحضاري.

وقد اختلط النظام الديني، كما يقول السحمراني، بمختلف الأنظمة من سياسي واجتماعي واقتصادي ولكي يضمن أصحاب النفوذ الديني وأصحاب النفوذ السياسي نفوذهم كرّسوا نظام طبقي اجتماعي يضمن لهم السيطرة، فكان من ذلك أن تبلور نظام الطبقات عند الهندوس، الذي وزّع الهنود في أربع طبقات مغلقة، ينتمي الأبناء بذلك إلى طبقات آبائهم حكماً.

الطبقات الأربع: يتكون المجتمع حسب الهندوسية من أربع طبقات هي: البراهمة، الكشاتريا، الويشاش، الشودر.

ومزاعم الهندوسية تصل إلى حدِّ التمييز في مصدر ما يتكوّن منه أهل كلّ طبقة, وفي شرع منُّو، المعروف باسم «منُّوسَمَرتي»، يقولون: «لسعادة العالـم خلق برهما البراهمة من وجهه، والكشتريين من ذراعيه، والويش من فخذيه، والشودر من قدميه».

ووصف البيروني حال هذه الطبقات بشكل لا يبعد عن المفهوم الوارد في "منوسمرتي"حيث يقول: «وهذه الطبقات في أوّل الأمر أربع، علياها البراهمة، قد ذُكر في كتبهم أنَّ خلقتهم كان من رأس براهم... والرأس علاوة الحيوان، فالبراهمة نقاوة الجنس، ولذلك صاروا عندهم خيرة الإنس، والطبقة التي تتلوهم كشتر خُلقوا بزعمهم من مناكب براهم ويديه ورتبتهم عن رتبة البراهمة غير متباعدة جداً، ودونهم بَيْش، خُلقوا من رجلي براهم. وهاتان المرتبتان الأخيرتان متقاربتان، وعلى تمايزهم تجمع المدن والقرى، أربعتهم مختلطي المساكن والدور».

أ ـ البراهمة: جاء في نصوصهم المقدّسة (منُّوسَمَرتي) أنَّ الإله الأكبر برهما قد «عهد إلى البراهمة بقراءة الويد وتعليمه والقيام بأعمال يكيه لأنفسهم ولغيرهم وخصهم بإعطاء الصدقات وقبولها».

وأبناء هذه الطبقة هم كما يقول كولر«من الكهنة والمعلمين الذي يعدُّون بصفة عامة حملة الثقافة، ومهماتهم هي الحفاظ على المعرفة والثقافة وإرضاء الآلهة, والحفاظ على العدالة والأخلاق».

ب ـ كشاتريا: الطبقة الثانية رتبة بعد البراهمة. تتولّى هذه الفئة مسألة الحفاظ على الأمن في البلاد، لذلك من الواجب أن يتميّز أبناؤها بالكفاءة السياسية والعسكرية معاً بحيث يكون لهم في المجتمع الإقدام والمهابة، ويقول جون كولر في تعريف الكشاتريا ما يلي: «وتتألف طبقة الكشاتريا من حماة المجتمع والقائمين على إدارة شؤونه، وهم حرَّاس باقي المجتمع، والقائمون على أمنه، وعلى تنفيذ القواعد المختلفة التي تقتضيها الوظائف الاجتماعية الضرورية، وجاء في الجيتا أنَّ البطولة والقوّة والاستقامة والحذق، وعدم الهرب حتّى في المعركة، والكرم والقيادة، تلك هي واجبات رجال الكشاتريا التي تولّدت من طبيعته».

وما يُناط بهذه الطبقة يستلزم، كما قال البيروني، أن يكون (الكشتر) «مهيباً في القلوب، شجاعاً، متعظماً، ذلق اللسان، سمح اليد، غير مبالٍ بالشدائد، حريصاً على تيسير الخطوب».

ج ـ الفايشاش أو الويش: مهمة هذه الطبقة أساسية في المجتمع يقع عليها توفير الأمن الغذائي وتأمين الرخاء والاستقرار المعيشي، والشأن الاقتصادي بيد هذه الطبقة، وعملهم هذا لايقومون به اختياراً بل تنص عليه (منُّوسَمَرتي)، أو (شرع منُّو) التي تقول: «وفرض على الويش سبعة أمور هي: حفظ الحيوانات ورعيها، وإعطاء الصدقات، والقيام بعبادة يكيه، وقراءة الويد، والعمل بالتجارة، والتعامل بالربا، والاشتغال بالزراعة».

وتحاول هذه الطبقة رفع مستواها رويداً رويداً، وتعمل على تحرير نفسها من قيود الحياة ومشاغل الأيام، ولكنَّها تظلّ خادمة للأمّة وللشعب، فهي المسؤولة عن الإنتاج والرخاء».

د ـ شودار: أو سودرا؛ وهذه أدنى طبقات المجتمع في هرم التوزيع الهندوسي، وهؤلاء أشبه ما يكونون بالعبيد، فواجبهم الخدمة والعمل وإنجاز كلّ ما يوكل لهم من الطبقات الأعلى. يقول البيروني: «ويكون شُودر مجتهداً في الخدمة والتملُّق، متحبباً إلى كلّ أحدٍ بها، وكلّ من هؤلاء إذا ثبت على رسمه وعادته نال الخير».

أمّا إذا لـم يقم بواجبه ناله العقاب، وقد نص شرع الهندوس (منُّوسَمَرتي) بشأن وظيفة هذه الطبقة بما يلي: «وفرض الإله الأعظم على الشودار أمراً واحداً وهو أن يقوم بإخلاص تام بخدمة هذه الفرق الثلاث»، ويقصد بها الطبقات السابقة الذكر وهم: البراهمة، الكشاتريا، والفايشاش.

أوجد هذا التقسيم الطبقي انقسامٍاً حادٍاً في المجتمع الهندي الذي يربطه الهندوس بأصل النشأة، وهذا يعني إقفال الطريق أمام الكفاءات والقدرات، وبالتالي فقدان العدالة، ما أدى إلى قيام العديد من المحاولات للتخلص من هذا النظام الطبقي الجائر، وكانت أبرز هذه المحاولات محاولة المهاتما غاندي، في أوائل القرن العشرين، ولكن المحاولة لم تحقق النتائج المرجوة، لأن التميز الطبقي متأصل في العقيدة، وفي المجتمع عند الهندوس.

شعائر وعبادات الهندوس:
1 ـ الطهارة: يُلاحظ أنَّ المواقع المقدّسة التي يحج إليها الهندوس تتوزّع على ضفاف الأنهار، وخاصة نهر الغانج الذي يُعتبر أكثر الأنهار قداسة، ويلقى فيه رماد موتاهم بعد حرق جثثهم، ويكتسي هذه الأهمية من كونه ينبع حسب زعمهم من تحت قدمي الإله الحافظ «فيشنو».

فالجنابة كما جاء في نصوص كتابهم منُّوسَمَرتي يتمّ التطهر منها بالاغتسال «إذا ما خرج المني من الإنسان فإنَّه يتطهر بالغسل»، كما أنَّ «المرء يطهر بالغسل إذا ما لامس شخصاً من الأسافل، أو امرأة حائضاً أو نفساء، أو جثمان ميّت أو لمس من قد لمس جثمان ميّت».

وعندهم أيضاً أنَّ دم الشهيد طهرٌ له وبالتالي لا يغسَّل، ويقولون في شرعهم: «وكلّ من يموت في معركة أو قتال أو يهلك بصاعقة أو دون بقرة أو برهمي، أو يقتل بأمر الملك، أو يريد الملك أن يكون طاهراً، لا يتنجس أحد بموته»، أما للمرأة فإنَّها «تطهر بعد الإجهاض بيوم عن كلّ شهر من أشهر الحمل، وتطهر بعد الحيض بالغسل».

والطهارة عند الهندوس على نوعين؛ حسيّ وهو الاغتسال بالماء، ومعنوي كطهارة الروح بالعلوم المقدسة والقلب بالعبادات، وهكذا...

2 ـ الصلاة: يُعتبر الاستحمام، وارتداء الثياب النظيفة ذات اللون الأصفر أو الأبيض، هذا مع غسل الأيدي والأفواه بالماء المعطّر، ويؤدي كلّ من الرّجل والمرأة الصلاة بهيئة مختلفة عن الآخر، فالرّجل يجلس متربعاً والمرأة تجثو على ركبتيها، أمّا أداء الصلاة فيكون أداؤها كما يلي: «ليس في الهندوسية صلاة جامعة، ولا صلاة جماعة، فالصلاة كلّها فردية» كما ذكر شلبي، في كتابه أديان الهند الكبرى.

أمّا من ناحية الوقت، فقد جاء في منوسمرتي، أنهم يقيمونها في اليوم مرتين: صباحاً ومساءً، فصلاة الصبح عليه أن يؤديها وهو واقف على قدميه من انبلاج الفجر حتّى مطلع الشمس، ويقرأها في صلاة المساء، وهو جالس، إلى ظهور النجوم، فصلاة الصبح بهذه الطريقة تُذهب كلّ ذنوب الليل، وصلاة المساء تُذهب كلّ ذنوب النهار.

وقد تشدّد الهندوس في أمر الصلاة، وقد نصت منوسمرتي على طرد من لـم يؤدّها ويصبح من المنبوذين (الشودار) أو يُحرم من حقوق المولودين ثانية، أي من انتقلت إليهم روح كانت لها حياة سابقة.

ولشدّة ولع الهنود بالتنسك والاعتزال في الغابات وعلى ضفاف الأنهار، رأوا أنَّه «لا بأس بأن يقوم المرء بالعبادات حتّى ولو بقراءة كايتري وحدها، وذلك بالقرب من نهر أو غابة، وهو مطمئن البال، مستجمع الفكر».

ويستخدم الهندوس عند طقوسهم في معابدهم برفقة الكاهن، إضافة إلى الماء في الطهارة، النّار التي يوقدون بها البخور ومع ذلك الأزهار، والصلاة التي تؤدّى في المعابد تؤدّى ،كما يذكر شلبي، على الشكل التالي:

«يتلو الكاهن تعاويذه التقليدية، وبعدها يركع الشخص تحت قدمي الصنم متضرعاً... يتلو الكاهن الأدعية التقليدية... كلّ طبقة لها وضع خاص في الأدعية التي يتلوها الكاهن... في الختام يتلو الكاهن دعاءً مخصوصاً... يصلّي الشخص ثُمَّ يُرشُّ الماء ثُمَّ يخرج».

3 ـ إحراق الموتى: النفس هي الأساس في المفهوم الهندوسي، والبدن ليس له اعتبار كبير ضمن نظام التناسخ، فإنَّ النفس عندهم تنتقل في دورة الحياة من بدن إلى آخر طلباً للتزكية والتطهّر حتّى إذا ما تـمَّ لها ذلك توقف حلولها في الأبدان واتحدّت بالروح الكلية «النيرفانا».

لذلك اعتمدوا نظاماً قاسياً مع البدن في الحياة، وإذا ما مات المرء فيكون في طقوسهم إحراق جثمانه، ومن ثُمَّ وضع الرماد في أنبوب وإلقاء هذا الرماد في نهر الغانج، النهر المقدّس عندهم.

أمّا الإجراءات للحرق فهي كما حدّدها الدكتور شلبي كما يلي: «المقومات: النّار ـ الحطب ـ الجثة ـ الماء.

هذه الأشياء ينقلها أبناء الميّت تحت قدم الصنم.

طريقة التنفيذ: يغسل الميّت بالماء القراح ثُمَّ يُغسل مرة أخرى بالماء المعطر... كلّ الفتوح في الجسم تغلق تماماً. يحرق الجسم بالنّار المحترمة عندهم التي يقررها الكاهن... يلقى عليها الحطب الذي يعترف بأنَّه محترم عندهم... التراب المتخلّف (الرماد) من الحريق تتلى عليه التعاويذ والتراتيل الهندوسية»، ثُمَّ يتمّ وضعه في أنبوب لرميه بعدها في نهر الغانج.

4 ـ اليوغا: الإنسان في الهندوسية من نفس «آتمن» وجسده أشبه ما يكون بحاجز كثيف يمنع النفس من الانعتاق من توالي دورة الحياة عليها ليتحقّق الاتحاد بالروح الكلية أو بالإله برهما.

لذلك اعتمد الهندوس كما يقول السحمراني، مصطلح «كارما»؛ ويشير هذا المصطلح إلى نظريتهم في الولادة وتناسخ الأرواح بين الأبدان، ومصير الإنسان، خاصة النفس مرهون بأعمال الإنسان نفسه.

فإذا سلك الإنسان سُبُل الخير والعمل الصالح، وقام بواجباته الدينية بلغ الـ «موكشا» وانعتق من دورة الحياة والموت واتحدّ بالكلي «برهما».

وإذا سلك الإنسان طريق الشر والمفاسد وأهمل الواجب، بقيت روحه متنقلة من جسدٍ إلى آخر وتتكرر عليها دورة الحياة والموت.

لهذه الغاية عمد الهندوس إلى رياضة «اليوغا». وكلمة «يوغا» سنسكريتية معناها: النير، وفي ذلك إشارة إلى أنَّ هذه الرياضة «اليوغا» تحقّق خلاص النفس من نير الأبدان.

إنَّ براهما وآتمن (النفس) واحد، لذلك تكون اليوغا، كما يقول كولر، من أجل إعادة هذه اللحمة التي انفكَّت عند نزول النفس في بدن، فمطلب تحرير النفس لتتحدّ ببرهما إذن هو غاية اليوغا.

ويضيف في قوله: إنَّ العمل لملاشاة البدن وإطفاء نار الشهوة وإخمادها ليست كافية إن لـم يعرف الإنسان الحكمة وينتفي الجهل عنده، وعندما يتمّ إنجاز هذه الحكمة، لا تعود هناك معاناة، إذ لا يعود البوروشا (الروح) مرتبطاً على نحو خاطئ بالبراكريتي (المادة) المتغيِّر والمتعرِّض للمعاناة».

وبذلك يكون الوصول إلى رضوان الإلـه الخالق كما يقول شلبي هو الهدف، ووسيلة ذلك «ممارسة رياضة اليوغا (Catuyoga)، تلك الرياضة التي تقوم على أساس من التذكر والتفكير والصمت».

أما كولر فيقول إن اليوغا هي السبيل للخلاص من الآلام والبلايا تمهيداً لتحقيق النرفانا التي بها يتمّ الاتحاد والذوبان الكامل لآتمن (الروح) ببرهما.

وبذلك تنتهي اليوغا بالإنسان ـ كما يقول السحمراني ـ إلى خلاص من نير البدن، ومن نوازع الأنا ليكون محبّاً للنّاس جميعاً، هذه الدرجة الرفيعة تعطي لصاحبها لقب «مهاتما»، وهو لقب يطلق على الصلحاء والقديسين عند الهندوس، والكلمة بالأصل من مقطعين: آتما أو آتمن، أي الروح و «مها» معناه العظيم وبذلك يصبح مَنْ تحقّق له الخلاص صاحب الروح الأعظم.

5 ـ سَرادّة: Sraddha: وهي ـ كما ذكر البستاني في دائرة معارفه ـ لفظة هندية معناها الوضيمة وهي تُطلق على احتفال يجرونه في الهند للموتى ولأرواح الموتى، فإذا أجريت لشخص متوفٍ من مدّة قريبة يكون المقصود منها إيصال روحه إلى السَّماء وتسهيل قبولها بين الأرواح الخالصة المسماة بيرس، وعندهم أنَّ عدم إجراء هذا الاحتفال يُبقي الروح تائهة على وجه الأرض مع الأرواح النجسة، وأنَّ الذي يتأخر في أداء هذه الفروض نحو أقربائه المائتين تلعنه الآلهة والبشر وتبقى أرواح أقربائه محرومة مدّة سنوات معلومة من وليمة الأرواح الخالصة، والذي يموت بدون أن يترك ابناً ليتمّم بعده الفروض المأتمية يكون سبباً لطرد أرواح سلفائه من الجنَّة إلى الجحيم.