وقد صدق ابن القيم في قوله : وله الكمال المطلق العاري عن التشبيه والتمثيل بالإنسان - وكمال من أعطي الكمال بنفسه أولي وأقدم وهو أعظم شان - أيكون قد أعطي الكمال وماله : ذاك الكمالُ أذاك ذو إمكان - أيكون إنسانٌ سميعا مبصرا : متكلما بمشيئة وبيان - وله الحياة وقدرة وإرادة ، والعلم بالكلي وبالأعيان - والله قد أعطاه ذاك وليس هذا وصفه فاعجب من البهتان - بخلاف نومِ العبد ثم جماعِة ، والأكل منه وحاجةِ الأبدان - إذ تلك ملزوماتُ كونِ العبد محتاجا وتلك لوازمُ النقصان - وكذا لوازم كونه جسدا نعم ولوازم الأحداث والإمكان - يتقدس الرحمن جل جلاله عنها وعن أعضاء ذي جُثْمِان - والله ربي لم يزل متكلما وكلامه المسموع بالآذان - صدقا وعدلا أحكمت كلماته طلبا وأخبارا بلا نقصان - ورسوله قد عاذ بالكلمات من لدغ ومن عين ومن شيطان - أيعاذ بالمخلوق حاشاه من الإشراك وهو معلم الإيمان - بل عاذ بالكلمات وهي صفاته سبحانه ليست من الأكوان .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ، وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين ، وسائر أصحابه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين .