عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26-12-2009, 04:51 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير وسمي نفسه بالرؤوف الرحيم فقال : ( وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ على الأَرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لرَؤُوفٌ رَحِيم ٌ) (الحج:65) وسمي بعض عباده بالرؤوف الرحيم فقال : ( لقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَليْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَليْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) (التوبة:128) وليس الرؤوف كالرؤوف ولا الرحيم كالرحيم ، وسمي نفسه بالملك فقال سبحانه : ( فَتعالي اللهُ المَلكُ الحَقُّ لا إِلهَ إِلا هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ ) (المؤمنون:116) وسمي بعض عباده بالملك : ( وَقَال المَلكُ إِنِّي أَرَي سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ للرُّؤْيا تَعْبُرُونَ) (يوسف:43) .
وقال : ( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي البَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلكٌ يَأْخُذُ كُل سَفِينَةٍ غَصْباً) (الكهف:79) وليس الملك كالملك ، وسمي نفسه بالمؤمن وسمي بعض عباده بالمؤمن فقال : ( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) (السجدة:18) وليس المؤمن كالمؤمن ، وسمي نفسه بالعزيز فقال : ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَليْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ العزيز الحَكِيمُ ) (البقرة:129) ، وسمي بعض عباده بالعزيز فقال : ( وَقَال نِسْوَةٌ فِي المَدِينَةِ امْرَأَتُ العَزيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) (يوسف:30) ( قَالتِ امْرَأَتُ العزيزِ الآنَ حَصْحَصَ الحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لمِنَ الصَّادِقِينَ) (يوسف:51) ( قَالُوا يَا أَيُّهَا العزيز إِنَّ لهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً ) (يوسف:78) ( فَلمَّا دَخَلُوا عَليْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا العزيز مَسَّنَا وَأَهْلنَا الضُّرُّ ) (يوسف:88) وليس العزيز كالعَزيزِ ، وسمي نفسه الجبار المتكبر فقال : ( هُوَ اللهُ الذِي لا إِلهَ إِلا هُوَ المَلكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العزيز الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (الحشر:23) وسمي بعض خلقه بالجبار المتكبر فقال : ( الذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الذِينَ آمَنُوا كَذَلكَ يَطْبَعُ اللهُ على كُل قَلبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) (غافر:35) ونظائر هذا متعددة ، وكذلك صفاته سماها بأسماء وسمي صفات عباده بنظير ذلك ، فقال : ( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ ) (البقرة:255) ، وقال : ( إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ) (الذريات:58)
وقال : ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الذِي خَلقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت:15) وسمي صفة المخلوق علما وقوة ، فقال : ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُل الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلمِ إِلا قَليلاً) (الاسراء:85) وقال : ( نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُل ذِي عِلمٍ عَليمٌ) (يوسف:76) ، وقال : ( فَلمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ العِلمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) (غافر:83) ، وقال : ( اللهُ الذِي خَلقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَل مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَل مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَليمُ القَدِير ُ) (الروم:54) ، وقال : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِليْهِ يُرْسِل السَّمَاءَ عَليْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إلي قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلوْا مُجْرِمِينَ ) (هود:52) ، وليس العلم كالعلم ولا القوة كالقوة ووصف نفسه بالمشيئة ووصف عبده بالمشيئة فقال : ( لمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ العَالمِينَ) (التكوير:29) وقال : ( إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إلي رَبِّهِ سَبِيلا ً وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كَانَ عَليماً حَكِيماً) (الإنسان:30) ، وكذلك وصف نفسه بالإرادة ووصف عبده بالإرادة فقال : ( مَا كَانَ لنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لهُ أَسْرَي حتى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللهُ عَزيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:67) ووصف نفسه بالمحبة ووصف عبده بالمحبة فقال :
( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه ) (المائدة:54) ( قُل إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31) ووصف نفسه بالرضا ووصف عبده بالرضا فقال : ( جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلكَ لمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (البينة:8)، ومعلوم أن مشيئة الله ليست كمشيئة العبد ولا إرادته كإرادته ولا محبته كمحبته ولا رضاه كرضاه ، وكذلك وصف نفسه بأنه يمقت الكفار ووصفهم بالمقت فقال : ( إِنَّ الذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إلي الإيمان فَتَكْفُرُونَ) (غافر:10) وهكذا وصف نفسه بالمكر والكيد كما وصف عبده بذلك فقال : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الذِينَ كَفَرُوا ليُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ ) (لأنفال:30) وقال : ( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً ) (الطارق:15) .
ووصف نفسه بالعمل فقال : ( أَوَلمْ يَرَوْا أَنَّا خَلقْنَا لهُمْ مِمَّا عَمِلتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لهَا مَالكُونَ) (يّس:71) ووصف عبده بالعمل فقال : ( ثُمَّ تُرَدُّونَ إلي عَالمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:94) وليس العمل كالعمل ، ووصف نفسه بالمناداة والمناجاة فقال : ( وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً) (مريم:52) ووصف عباده بالمناداة والمناجاة فقال :
( إِنَّ الذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (الحجرات:4) ، وقال : ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُول فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلكَ خَيْرٌ لكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ، ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالأِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُول وَتَنَاجَوْا بِالبِرِّ وَالتقوى وَاتَّقُوا اللهَ الذِي إِليْهِ تُحْشَرُونَ) (المجادلة:9) ، وليست المناداة ولا المناجاة كالمناجاة والمناداة ، ووصف نفسه بالتكليم في قوله : ( وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَليْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لمْ نَقْصُصْهُمْ عَليْكَ وَكَلمَ اللهُ مُوسَي تَكْليماً) (النساء:164) وقوله : ( تِلكَ الرُّسُلُ فَضَّلنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ) (البقرة:253) ، ووصف عبده بالتكليم في قوله :
( وَقَال المَلكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلصْهُ لنَفْسِي فَلمَّا كَلمَهُ قَال إِنَّكَ اليَوْمَ لدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ) (يوسف:54) وليس التكليم كالتكليم ، ونظائر هذا كثيرة ، فلا بد من إثبات ما أثبته الله لنفسه ، ونفي مماثلته بخلقه ، فمن قال ليس لله علم ولا قوة ولا رحمة ولا كلام ولا يحب ولا يرضي ولا نادي ولا ناجي ولا استوي كان معطلا جاحدا يمثل الله بالأصنام والجمادات وأخس المخلوقات ، ومن قال له علم كعلمي أو قوة كقوتي أو حب كحبي أو رضاء كرضائي أو يد كيدي أو استواء كاستوائي ، كان مشبها ممثلا لله بالحيوانات ، فلا بد من إثبات بلا تمثيل ، وتنزيه بلا تعطيل .
فالألفاظ المجردة المقطوعة عن الإضافة في أي لغة من اللغات صالحة للاستخدام في حق الخالق والمخلوقات ، فإذا أضيفت إلي الخالق كان لها معني يختلف عن المعني الذي تضاف فيه إلي المخلوق ، فإذا قلنا : على متكلم ، علمنا معني الكلام وأدركنا كيفية التكلم لأننا نراه أو نري له مثيلا ، أما إذا قال الله : ( وَكَلمَ اللهُ مُوسَي تَكْليماً ) ، علمنا معني الكلام ولم ندرك كيفيته لأننا ما رأيناه وما رأينا له مثيلا ، ومن ثم فقد أخطأ بشر بن الوليد حين أقر بالعبارة على إطلاقها وسوف نري موقف الإمام أحمد من هذه العبارة .
رد مع اقتباس