عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26-12-2009, 04:54 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

الفصل الأول
الفضائيات ذات البرامج المختلطة
**************************************
أعني بالفضائيات المختلطة تلك الفضائيات المتنوعة في برامجها بين النذر اليسير من البرامج الدينية والإخبارية والثقافية والكم الكبير من البرامج المنحلة التى تمثل حياة الغربيين ، أو هى في حقيقتها امتدادا متصل للغزو الفكري التي تبناها العدو الغربي عبر مراحل صراعه مع الإسلام والمسلمين ، سواء كانت هذه البرامج هي بذاتها برامج غربية أو محاكاة لها في الفكرة والهيكل ، أو كان القائمون عليها غارقون في مخطط محكم من قبل الأعداء لمسح الهوية الإسلامية من وجوه أهلها ، أو أنها تقدم من قبل الحكومات العربية لتصوير المسلمين بالصورة التي يرغب الغربيون أن نكون فيها خشيه التهديد بختم الإرهاب والرجعية .
فالهيمنة لهذه البرامج التي تبث في تلك القنوات أسندت إلى من امتلأ جوفه وتشبع بدنه بالأفكار التي تجعله غربيا أكثر من كونه مسلما ولد بين المسلمين ، فهم فريسة الغزو الفكري ونتاج الجهد الغربي عبر القرن الماضي ، فربما تجد على رأس برامجهم علمانيا منحلا أو اشتراكيا مختلا أو حداثيا مملا أو فتاة عارية كاسية أو مذيعة خاوية .
هؤلاء في أغلب الفضائيات المختلطة يقدمون العلمانية على أنها الصورة المعتدلة للإسلام ، والخلاعة النسائية تحت مسمى الدعوة إلى الحرية والمرأة العصرية ، وكذلك قل في البرامج الرياضية والأغاني الشبابية الماجنة ، وبث الأفلام العربية والأجنبية التي تصور الجريمة والانحلال والخمور على أنها أمور مألوفة عادية ، والأفلام الكرتونية وغير ذلك من البرامج التي تفقد المسلم هويته الإسلامية وضوابط الالتزام([1]) .
فالقنوات الفضائية المختلطة تحل زائرة بغير استئذان على بيوت المسلمين وببث متلاحق عشوائي عبر ساعات طويلة ، حتى إذا لم تجد تلك القنوات ما تملأ به ساعاتها أقامت مذيعة عارية كاسية قد صبغت وجهها بمختلط من الألوان وكلمات مائعة من مائلة مميلة تدعوا إلى الفتنة والافتتان وإشاعة الفحشاء ، ثم فتحت الكاميرا والميكرفون على جمهور بائس من الخليج إلى المحيط لتعبث بالأخلاق والآداب كيفما شاءت وفي كل ليلة يتكرر الأمر دواليكاستخفافا وعبثا بحرمات الله .
وينبغي أن يعلم أن معظم ما تعرضه الفضائيات المختلطة ضرره ماحق وخطره كبير جدا في مجالات عدة ، وهذا ما يصرح به معظم العقلاء من بني الإنسان ، المسلمون منهم وأهل الكفر والفسوق والعصيان ومن كان له إمكانية الوقوف على الرصد الإحصائي والموضوعي في بعض المعاهد المتخصصة في الدول الغربية ذاتها فإنه سيقف مشدوها من حجم الأرقام المعلنة والتقارير المنشورة التي ترصد الأضرار والأخطار التي يسببها ما يعرض عبر هذه الفضائيات ، أضرار وأخطار في التصورات والمفاهيم وفي الآداب والأخلاق والقيم الإنسانية هذا فضلا عن هدم الثوابت الإسلامية وكذلك في الأمن والاستقرار وصحة العقول والأبدان .
فقد أظهرت إحصائية علمية ضمن رسالة جامعية بعضا من السلبيات المنعكسة على الأسرة بسبب متابعتهاللقنوات الفضائية وجاء ضمن ذلك أن نسبة 85./.من جمهور المشاهدين يحرصون على مشاهدة القنوات التي تعرض المناظر ال*****ة ، ونسبة 53./.قلت لديهن تأدية الفرائض الدينية ، ونسبة 32./.فتر تحصيلهن الدراسي ونسبة 42./.يتطلعن للزواج المبكر ولو كان عرفيا ، ونسبة 22./.تعرضن للإصابة بأمراض نسائية نتيجة ممارسة عادات خاطئة ([2]) .
إن الغزو الذي يأتي من هذه القنوات المختلطة والتي تغلغلت في بيوت المسلمين عكس أضرارا مباشرة على المشاهد والمجتمع الذي يعيش فيه بحيث تظهر آثاره الأشد فتكا على المدى البعيد في الحاضر والمستقبل وبعد جيل أو جيلين يتأقلم ويدمن أصحابه التكيف مع هذا البلاء فيصبح هو الأصل ويصبح الالتزام بالإسلام شذوذا وإرهابا وتطرفا .
ونحن إذا تأملنا في أنواع الأضرار والمخاطر الناجمة عن التأثر بالغزو الذي يعرض عبر شاشات القنوات الفضائية المختلطة نجد أنه يتمثل في الوجوه التالية ([3]) :
أولا : معظم ما تبثه تلك القنوات يورث ضعف الإيمان بالله تعالى ويؤدي إلى الإعراض عن طاعته والانغماس في عبودية الشهوة ، وهذا الأمر مشاهد ملموس ، فإن المشاهد المحرمة التي تعرضها تلك القنوات تضعف الإيمان وتباعد بين العبد وربه ؛ فتجعله يستغرق في ارتكاب المحرمات حتى يألفها ويستوحش الطاعات ، فمن حديث حذيفة tأنه سَمِعْ رَسُولَ اللَّهِ Sيَقُولُ : ( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَي قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، وَأَي قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حتى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ : عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ )([4])، وإذا وصل الشخص إلى هذه المرحلة تثاقل العبادة واستصعبها ، وفي المقابل يجد نشاطا وإقبالا على المعاصي ثم يصل به الأمر إلى أن تكون الشهوات المحرمة إلها يعبد من دون الله .
ثانيا : من التأثير الخطير الذي تحدثه هذه النوعية من الفضائيات إضعاف عقيدة الولاء والبراء ، ومن المعلوم أن هذه العقيدة لها أصلها المتينمن هذا الدين ، فالواجب محبة المسلمين ومحبة الخير لهم ، والفرح بكل ما يؤدي إلى نصرهم ورفعة دينهم ، ويجب بغض الكفار والتبرؤ منهم والحذر من مودتهم ، فمن البرامج ما يقدمه بعض النصارى الرجال والنساء فتجد المتابع أو المتصل بالهاتف يبدي إعجابه وتعلقه بهم ويحرص على لقائهم أو مشاركتهم في المسابقات ، وخاصة إذا كانت المقدمة أو المذيعة امرأة ، وأيضا من خلال المقابلات مع الممثلين والمغنيين الفاسقين المنحلين والذين حازوا ظلما وزورا على مصطلحات خداعة كالنجوم والملوك الفنانين ، تجد جمهورا عريضا يتابعهم ويتابع إنتاجهم ويتصل بهم عبر هذه الفضائيات ويطلب التوقيع على أوتوجراف ، ويفرح بذلك ويفاخر به بين أهله وعشيرته ، ولا شك أن هذه محبة لهم ، وقد ثبت من حديث ابن مسعود t أن النبي S قال : ( الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ )([5]) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " إن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر ، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة ، حتى إن الرجلين إذا كانا من بلد واحد ثم اجتمعا في دار غربة كان بينهما من المودة والموالاة والائتلاف أمر عظيم ، وإن كانا في مصرهما لم يكونا متعارفين أو كانا متهاجرين ، وذلك لأن الاشتراك في البلد نوع وصف اختصا به عن بلد الغربة ، بل لو اجتمع رجلان في سفر أو بلد غريب وكانت بينهما مشابهة في العمامة أو الثياب أو الشعر أو المركوب ونحو ذلك لكان بينهما من الائتلاف أكثر مما بين غيرهما ) ([6]) .
ثالثا : من تأثير الغزو العقدي الناجم عما تبثه كثير من الفضائيات المختلطة التشبه بالكفار والانبهار بعاداتهم وتقاليدهم ، وذلك أن معظم ما تبثه كثير من هذه الفضائيات يظهر المجتمعات الغربية المنحلة بوجهها الجميل فقط ، وجه القوة والنظام والإنتاج والإبداع ، ولا غرابة في ذلك إذ أن إنتاج تلك المواد الإعلامية هو تحت نظر الغربيين وسمعهم والمنبهرين بهم المتشبهين بثقافتهم ، لكن أين ذلك التصوير الحقيقي لحياتهم التي يعيشونها الآن من إحساس بالخواء الروحي والشقاء والحيرة والاضطراب والتفككالأسريوالانحلالالخلقيوالشذوذالجنسيوالتشتت الاجتماعي الذي يهربون منه إلى جحيم المخدرات والمغامرات الحمقاء ، والشذوذ في مختلف مناحي الحياة ، هذه الصورة لا تعرضها القنوات الفضائية عن واقع الغرب ، ولكن تعرض الصورة على أن ما لدى الغرب من تقليعات هو قمة التحضر والتقدم ، ونتيجة لذلك لا نكاد نمر في طريق إلا ونجد واحدا من أبناء المسلمين أو البنات المسلمات قد تأثربشيء من تلك التقليعات ، وهذا التشبه يورث المحبة لهم ولا شك .

(1)من أمثلة الفضائيات المختلطة : أغلب الفضائيات العربية مثل الفضائية المصرية الأولى والثانية والثالثة إلى الثامنة وما شابه ذلك من القنوات المصرية ، وقناة المحور الفضائية والتنوير والفضائة العمانية والأردنية الفلسطينية،والفضائية واليمنية والسورية والعراقية قبل الاحتلال أما بعده فأصبحت الحرة أمريكة ، والكويتية والسعودية الثانية والإمارتية والفضائية المغربية والتونسية والجزائرية والليبية والسودانية ، وقناة أبى ظبى وقناة دبى الفضائية وقناة عجمان الفضائية والفضائية البحرينية وقناة قطر الفضائية وقناة الأندلس ، وقناة mbc الفضائية وهى من أقدم الفضائيات التى وجهت إلى العالم العربى ومن أخطرها وأشدها غزوا وفتكا بالهوية الإسلامية ، وأغلب برامجها يدخل تحت نوعية القنوات الانحلالية ، وقبيل احتلال العراق من قبل الأمريكان حتى الآن انتقلت أغلب هذه الفضائيات نقلة نوعية إلى ما هو أشد فتكا وأقوى تأثيرا ، وخصوصا الفضائية الكويتية والإماراتية وقناة أبى ظبى وقناة دبى الفضائية وقناة عجمان الفضائية والفضائية البحرينية وقناة قطر الفضائية والفضائة العمانية ، وأخطرهم كما تقدم قناة mbc الفضائية ، بل فتحوا لها صنوا جديدا مخصصا للفسق والدعوة للانحلال والمجون وهى mbc2 ، أو channel2 ، إذ يلاحظ المشاهد بثا مكثفا متواصلا لم يكن من قبل لأفلام الخلاعة الأمريكية وأفلام الرعب الخيالية والشرك والوثنية التى تعبر عن خواء الشخصية الأمريكية ، وذلك إشباعا لرغبة عسكر الأمريكان فى أوقات فراغهم ، وتدميرا منظما مقصودا لنوعية معينة من أصحاب الفطرة النقية فى الدول الإسلامية ليألفوا استحلال ما حرم الله فى هذه الفضائيات ، ويستعذبوا شيئا فشيئا إشاعة الفحشاء بين المسلمين فى دول الخليج وبقية البلاد العربية .

(1)الشايع : خالد عبدالرحمن ، مقال بعنوان القنوات الفضائية وآثارها العقيدة والثقافية والاجتماعية والأمنية ، http://www.mknon.net/new2/fthaeah.htm

(1)السابق بتصرف .

(2)أخرجه مسلم فى كتاب الإيمان برقم (144) .

(1)أخرجه البخاري فى كتاب الأدب برقم (6168) .

(2)ابن تيمية : أبو العباس أحمد بن عبد الحليم 1369هـ ، اقتضاء الصراط المستقيم ،تحقيق محمد حامد الفقي ، القاهرة ، مطبعة السنة المحمدية ، ص221.