عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26-12-2009, 05:00 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

- تمييع المصطلحات وانعكاس المعايير والثواب الإسلامية ، فإن من أخطر أسلحة أعداء الإسلام وأشدها فتكها والذي تتبناه الفضائيات الرياضية تغيير الأسماء وتزييف الحقائق ، فيسمون الحق بالأسماء الشنيعة الوضيعة المنفِّرة ، ويسمون الباطل بالأسماء الجميلة الحسنة المرغوبة ، فهم يسمون اللاعب الذي كرس حياته للعب واللهو وفساد الغاية والفعل يسمونه بطلا ونجما وصانعَ تاريخ ومحققَ أمجاد ، ويسمون غلبةَ أحد المتنافسين نصرا ونجاحا وفوزا وفلاحا ، وما كانت العرب تقول قبل الإسلام ولا بعده إلا : سابقه فسبقه وصارعه فغلبه ، ونحو ذلك دون ألفاظ النصر والنجاح والفوز والفلاح ، ويسمون المشجعين المتفرجين المضيعين لأوقاتهم أنصارا وليت شعري أين هم من الأنصار .
5- الصدُّ عن ذكر الله والواجبات الشرعية ، فكثير من المتابعين لهذه الفضائيات الرياضية لا يؤدون الصلاة في وقتها أو مع الجماعة في المسجد وهذا أمر معروف عند عامة الناس وخاصتهم ، فكم من أناس ممن يتابعون المباريات يسهرون إلى النصف الأخير من الليل ليشاهدوها ثم تفوتهم صلاة الفجر ، وكم منهم من يتخلف عن الجماعة بسبب الجلوس أمام الشاشات ، بل منهم من لا يحضر الجمعة لأجل ذلك ، أضف إلى ذلك ما يقع من كثير من الغارقين في أوحال هذه المنافسات من تضييع لحقوق الوالدين والأولاد والأرحام بحيث يقدمها على مصالحهم وحقوقهم .
6- استعباد النفس والسيطرة على المشاعر ، فلا يستطيع أحد أن ينكر أن كرة القدم وغيرها تؤثر على نفسية اللاعب والمتفرج على حد سواء ، ولا أدل على ذلك مما يعرض لبعض المتفرجين من أزمات قلبية تؤدى للوفاة غالب بسبب تتبع المبارة بنفس منقبضة وأعصاب متوترة وعضلات متشنجة ، وهذه الصور تعكس ارتداد ونكوص الرياضة عن دورها الصحيح في تهذيب الروح وبناء الجسم إلى سلاح قاتل يفتك بالأنفس والأرواح ، وما أقبح موت من يموت في الملعب أو على مدرجات الملاعب أو يموت في سبيل فريق كرة وما أسوأ مبعثه ، فإن المرء يبعث على ما مات عليه ([1]) .
7- إفساد العلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية ، فإن هوس هذه البرامج التي تبث في الفضائيات الرياضية قد اقتحم بيوتا كثيرة ودخلها من غير استئذان ، وبعث فيها الإفساد وزرع الشقاق والخلاف ، فكم من طلاق وقع كان سببه هذه المباريات ، تجد الزوج يتعصب لفريق معين فإذا انهزم فريقه صبَّ جام غضبه على زوجته وربما ضربها من فرط الغضب ، وكم حصل بين الإخوة من مشاجرات ومضاربات بسبب اختلافهم في الفريق الذي يشجعون ، وهذا ما يطمع إليه أعداء الدين لكي يتصدع كيان الأسرة المسلمة ، وتحل بالأمة النقمة ([2]) .
8- إثارة الكراهية والبغضاء والعداوة والشحناء فالمعلقون الرياضيون يزعمون أن المنافسات الرياضية وسيلة حضارية لتمتين العلاقات وتعميق مشاعر التآلف والاندماج وإقامة جسور التواصل والتعايش ، ولكن الواقع يشهد بأنها ما كانت إلا مِسعر حرب ووقود فتن وفتيلاً لإشعال نيران العداوة والبغضاء ، سواء بين اللاعبين أو بين مشجعي الفرق المتنافسة ([3]) .
9- تبذير الأموال وامتصاص الدخل القومي للبلاد حيث تُصرف الأموال الطائلة في نفقات تجهيز الملاعب ، ودعم النوادي وتأمين تكاليف إقامة المباريات ، وإصلاح الأضرار المادية التي تلحق المرافق العمومية وتجهيزات الدولة من جراء تعبير الجماهير عن سخطها وعدم ارتياحها لأداء فريقهم ، أضف إلى ذلك ما تتطلبه مواجهة الجماهير من تجهيزات أمنية تشكل عبئا كبيرا على ميزانية الدولة ، ومن المؤسف حقا أن تتصدر بعض الدول العربية قائمة الدول التي ترصد لهذه الرياضة قدرا مهما من ميزانيتها،بل تنفق في هذا المجال ما لا تنفقه في مجال الدين والعلم، وأدهى من هذا كلِّه وأمرّ أن يُستضاف لاعبٌ واحد بمبالغ خيالية ليشارك في مباراة واحدة كما حصل للاعب المشهور مثَلِ السوء ، وقد فاق كرمُ إحدى دول شمال إفريقيا العربية حدودَ العقل والواقع تجاه مدرب فريقها الوطني الذي يتقاضى شهريا ما قيمته 25 مليون ، أي ما يعادل الراتب الشهري لخمسين أستاذا بالتعليم العالي .
10- ومن أبرز أثارها على شباب الأمة كونها مجالا خصبا للميسر والقمار ، فهذه المنافسات تتيح مجالا واسعا لمسابقات التخمين والقمار التي جاء الشرع بتحريمها كالتي يشرف عليها الفيفا ، والتي تقوم بمراهنات أسبوعية لنتائج المباريات لمعظم المدن الأوربية ، ويحصل مثل ذلك حتى في بعض الدول العربية تحت اسم لوتو ، وتذهب إيرادات هذا الميسر الضخمة لصالح القائمين على هذا القمار .

(1)جريدة الأخبار ، بتاريخ 12 مايو 1973م .

(2)الشرباصى : أحمد ، حينما ننحرف بالرياضة ، مجلة الوعى الإسلامي، العدد 106 بتاريخ 24 أكتوبر 1973م .

(1)عزوز شخمان : حادث شيفيلد الكروى ، جريدة الإصلاح المغربية ، السنة الثالثة العدد 41 ، بتاريخ الجمعة 6 شوال 1408هـ ، الموافق 12 مايو 1989م .