
26-12-2009, 05:01 PM
|
 |
نـجــم الـعـطــاء
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
|
|
·فتن كقطع الليل المظلم :
قال رَسُولَ اللَّهِ S: ( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أَ، وْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ) ([1]) ، وقال Sفي فتنة العامة والدهماء : ( ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ ، لا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ : انْقَضَتْ تَمَادَتْ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ ، فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لا إِيمَانَ فِيهِ ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ ) ([2]) .
لقد أصبح المسلمون في زمان تتجاذبه الأهواء وتتلاطم فيهأمواج الفتن والإغواء ، فغزو أرضى آخر فضائي يشنه علينا مختلف الأعداء يركزون سهامهم على أهدافمنتقاة ، ونماذج مدروسة ، وبنية الأمة القوية وهم شبابنا الذين يمثلون قلعة حصينة ودرعا منيعا للإسلام على مر التاريخ إذا هم صلحواواستقاموا ، ومن ثم كانوا هم الهدف الأسمى والغنيمة العظمى التي يسعى لكسبها أعداءُ الله الحاقدين ، فيحيكون الدسائس لهم وينصبون الفخاخ في طرقهم، منها الخفي ومنها الواضح المرئي حتى يخرجوهم من حصنهم المنيع ومنهجهم الإسلامي البديع إلى قاذورات الأديان المحرفة و*****تها المضللة ([3])لتصبح أمتنا خائرة القوى ويصبح شبابها ما بين مدمن للمخدرات ومشغول في اتباع الملذات والشهوات ، وما بين صريع لأمراض جنسيةقاتلة ، وما بين مدخن قد أتلفت رئتيه وقلبه تلك السجائر المسمومة ، فخارت قواهم عن مواجهة الأعداء ([4]).
فالأعداء خططوا ونفذوا وشنوا حربا خفية منذ أعوام عديدة وآماد بعيدة ، فأرسلوا إليهم الآن القنوات الفضائية التي تهافت عليها كثير من شباب المسلمين تهافت الفراش على النار، فأضحت الفضائيات في عصرنا عدوا قاتلا لا بالجيش الجرار ولكنبسيئ الأقوال والأفعال فتقتل العفة والحياء والمروءة بل وتنشئ المودة والمحبة بين المسلمين والكفار ، فكثير من شبابنا اليوم تجده قد تعلق بممثل كافر أوممثلة ، أو مغنية فاجرة كافرة فيواليهم ويحبهم حتى إنك تسمع أصوات أغنياتهم وعلو قرع طبولهم في سيارته بلاحياء ، فصار البيت كله متعلق بهذه الفضائيات وما يعرض فيها معرضا عن نصيحة الناصحين ، لأن القلوب افتتنت وأشربت بهذا العفن الساقطمن بالوعات الغرب المنتنة فأصبح هو المتحكم ، ولا تتعجب إن رأيت طفلا وطفلة في خامس عمرهما يتعانقان ويقبلان بعضهم بعضا ، أو رأيت هذا الصغير البريء يرقص كالمرأة الطروب والغانية اللعوب ([5]).
وهل اكتفى الأعداء بذلك ؟ لا بل أرسلوا وما زالوا يرسلون إلينا سموما عديدة ، فجعلوا ديار الإسلام هدفا وسوقا لتجارة المخدرات فتناولها من لا يعقل من الشباب ، فأدمن عليهاوربما باع عرضه من أجل جرعة ، وربما سرق وضحى بأمه أو أخته ، ولا غرابة لمثل هذا أنيقدم زوجته أو ابنته لمروج مخدرات يفعل بها ما يشاء ليعطيه جرعة من هذا المخدر المسموم ، وبعد أن تكون نتيجة غزو الأعداء هكذا ، كيف نقوى على مواجهتهم أو إيقاف احتلالهم للعراق وما سيأتي على القائمة ، فالقوة منهكة ، والبنية مهدمة ، والقلوب مأسورة بحب الشهوات ، ولذلك تجد العرب المسلمين صامتين في سكون نائمين بلا عيون .
لقد كان الشباب في صدر الإسلام يطلبون الشهادة في سبيل الله ، بل كان أحدهم يبكى بكاء شديدا لأنه منع من قتال العدو ومواجهته مواجهة الأبطال وجها لوجه بالسيف والرمح والنبال ، فكانت قلوبهم تمتلئ غلا وحنقا على المشركين ، وشوقا إلى نيل الشهادة والفوز بجنات النعيم ، وليس كما يفعلون الآن عند الفوز بالدوري حيث يقوم الشبان برفعهم على أعناقهم وحملهم الدوران بهم .
وشبابنا المسلم إلا منرحم الله ينقاد لتلك القطعان التي شبهها الله عز وجل بالأنعام ، بل إنه فضل الأنعام عليهم لجهلهم بغايتهم فقال : } وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {[الأعراف:179] ، وذلك لأن الأنعام تهتدي لراعيها وتنقاد لمالكها ومن يقوم بعلفها وتتعهدها ، وتعرف من يحسن إليها ممن يسئ إليها ، وهؤلاء لا ينقادون إلى ربهم ولا يعرفون إحسان خالقهم ، ولا يطلبون منه ثوابا ، ولا يخافونه من عقاب ، ومع ذلك ترى كثيرا من المسلمين يمجد أفكارهم ويمتدح انحلالهم ويعلق صورهم على جدرانغرفته أو في سيارته ، وأعظم من ذلك كله من يعلق تلك الصور على صدره دون خوف منالله أو حياء من الناس ، وبالمقابل ترى بعضهم يستحى من إرخاء لحيته أو يعبث فيها على ما حدده له لوطية الغرب وشواذهم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
(1)مسلم في الإيمان برقم (118) من حديث أبي هريرة t .
(2)أبو داود في الفتن والملاحم (4242) ، وصححه الألبانى في صحيح الجامع (4194) .
(1)http://www.mknon.net/new2/fthaeah.htm .
(2)السابق بتصرف .
(1)http://www.mknon.net/new2/fthaeah.htm.
|