
26-12-2009, 05:01 PM
|
 |
نـجــم الـعـطــاء
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
|
|
إن الإسلام يأمرنا بالخير ومكارم الأخلاق والقرآن يدعونا إلى الاعتصام بحبل الله وينهانا عن الافتراق ، ويحذرنا عاقبة الركون إلى الأعداء ويدعونا لأكمل الأخلاق ، فهل من متمسك بهذا الدين ومحافظ على هذا التراث ؟ إن الشباب كانوا في صدر الإسلام لا هم لهم إلا طاعة الرحمن وليس لهم هدف إلا دخولالجنان ، حيث الحياة الخالدة والعيش الهنيء ، فكانوا يجتمعون على كتاب الله عز وجلحفظا وعلما وتطبيقاوعملا ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ tقَالَ :
(كَانَ شَبَابٌ مِنَالأَنْصَارِ سَبْعِينَ رَجُلا يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ ، كَانُوايَكُونُونَ في الْمَسْجِدِ ، فَإذا أَمْسَوُا انْتَحَوْا نَاحِيَةً مِن الْمَدِينَةِ ، فَيَتَدَارَسُونَ وَيُصَلُّونَ ، يَحْسِبُ أَهْلُوهُمْ أَنَّهُمْ في الْمَسْجِدِ ، وَيَحْسِبُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ أَنَّهُمْ في أَهْلِيهِمْ ، حتى إذا كَانُوا في وَجْهِ الصُّبْحِ اسْتَعْذَبُوا مِنَ الْمَاءِ وَاحْتَطَبُوا مِن الْحَطَبِ ، فَجَاءُوا بِهِ فَأَسْنَدُوهُ إِلَى حُجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ S فَبَعَثَهُمُ النَّبِي S جَمِيعًا ، فَأُصِيبُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ ، فَدَعَا النَّبِي S عَلَى قَتَلَتِهِمْ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا في صَلاةِ الْغَدَاة ) ([1]) .
فانظروا إلى أولئك الشباب كيف كانوا يقضون أوقاتهم بين المدارسة والمراجعة ثم يختمون ذلك بعمل عظيم ألا وهو جلب الحطب والماءلمن كان له الفضل بعد الله على الأمة أجمع وهو سيد المرسلين S ، فكيف يكون حالهم هل يشعرون بالملل أو السآمة ؟ كان الشباب يغزون مع رسول الله S حيث الموت والرحيل عن الدنيا ، ولم يبالوالأنهم عرفوا أن ما عند الله خير وأبقى ، بل كان أحدهم إذا قتل يصرخ بأعلى صوتهوقال : ( اللَّهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ) ([2]) ، فتدوي هذه الكلمة في أذن الكافر ويظل يتساءل بم فاز وهو المقتول ، فيجد الجواب بعد حين أنه فاز بالجنة وما لا عين رأت ولا أذن سمعتولا خطر على قلب بشر فيشرح الله صدره للإسلام فيسلم ، فكانت حياتهم جهادا ودعوةحتى الرمق الأخير ، بل كانوا رضوان الله عليهم يستمتعون بفعل الطاعات ويتلذذونبها ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو tقَالَ : ( جَمَعْتُ الْقُرْآنَ فَقَرَأْتُهُكُلَّهُ في لَيْلَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ S : إني أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ الزَّمَانُ وَأَنْ تَمَلَّ فَاقْرَأْهُ في شَهْرٍ ، فَقُلْتُ : دعني أَسْتَمْتِعْ مِنْ قوتي وشبابي ، قَالَ : فَاقْرَأْهُ في عَشْرَةٍ قُلْتُ:دعني أَسْتَمْتِعْ مِنْ قوتي وشبابي،قَال: فَاقْرَأْهُ في سَبْعٍ ، قُلْتُ : دعني أَسْتَمْتِعْ مِنْ قوتي وشبابي ، فَأَبَى ) ([3]) .
فانظروا إلى العهد السابق والشباب الصادق ، الذي صدق مع نفسه وربّه وقان مع شباب العصر قال تعالى : } فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئا ً{[مريم:59/60] .
(1)أحمد في المسند برقم (13050) ، وانظر مشكاة المصابيح (1289) .
(1)البخارى في كتاب الجهاد والسير برقم (2801) .
(2)حديث صحيح رواه ابن ماجه في إقامة الصلاة برقم (1346) .
|