عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 26-12-2009, 05:02 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

الخاتمة
مشروع الفضائيات الإسلامية
*************************************
كان طبيعيا لقنوات تكرس لمثل هذه البرامج ألا تعير اهتماما للبرامج الدينية والأخلاقية التي تدعو إلى الفضيلة والقيم الإسلامية ، فمن العجب أن أغلب الفضائيات ما زالت تتعامل مع الإسلام كشعار ديني للتبرك به عند افتتاح البرامج حيث تقدم عدة دقائق تلاوة من القرآن الكريم وكذلك عند الختام مرورا بنقل شعائر صلاة الجمعة والأعياد والإشارة إلى مواعيد الأذان ، فضلا عن تقديم الأحاديث الدينية في دقيقتين قبيل نشرات الأخبار كما هو معروف وفق الأساليب اليومية النمطية القديمة ذات الأسلوب التلقيني الخطابي الجامد ، الأسلوب الخال من إثارة كوامن المعرفة وتلقيها والتشويق بوسائل الجذب المشروع ، بالرغم من أن روح العصر تفرض علينا الابتكار والجدية والإبداع وإيجاد وسائل تشويق تجذب الأطفال والشباب ومن ثم الانطلاق نحو فضائيات أرحب وأوسع لإيصال صورة الإسلام الحقيقية إلى الآخرين ([1]) .
ومن هنا توجبت الدعوة إلى إنشاء فضائيات إسلامية ، وأصبح الأمر ملحا منذ أن ظهرت الأقمار الصناعية الرقمية واستخدمت في مجالات البث التليفزيوني ، وخصوصا بعدما تعرضت المنطقة العربية الإسلامية للعديد من القنوات الفضائية الغربية التي حملت أفكارا وثقافات تختلف عن ثقافتنا وقيمنا ، فهذه القنوات تهدد هوية الثقافية العربية والإسلامية ومن هنا شعرت بعض المؤسسات بالمسئولية وأسهمت في إنشاء العديد من القنوات الفضائية التي يغلب عليها النمط الإسلامي،وكان أحد الأهداف التي تسعى إليها هذه القنوات تحسين صورة العرب والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية والرد على افتراءاتهم ([2]) .
إن حاجتنا لفضائية إسلامية حاجة ماسة ، فلو سخرت قناة كاملة لبيان التوحيد وما ينقضه من أنواع الشرك وإرشاد الناس إلى صحيح السنة وتحذيرهم من الخرافة والبدعة ورفع راية الفضيلة وكشف عور الرذيلة لعلت رسالة الدعوة التي بعثت بها خير أمة أخرجت للناس .
إن الطموحات الإعلامية تكمن في إطلاق أقمار صناعية إسلامية كما أطلقنا قمرا صناعيا عربيا وآخرين مصريين ، لأن هذا القمر يهدف إلى الدفاع عن الثوابت الإسلامية ، كما أن الغاية من هذه المنظومة أيضا هي الوصول إلى الجمهور الأجنبي بلغاتهم ، والتوجه صوب دول الأمريكتين وأوروبا ، ولذا فإننا نطالب الملوك والأمراء وحكام المسلمين وأصحاب المليارات التي أصابها العفن من كثرة ركودها في البنوك الغربية ، والتي تستخدم في مخططات غزونا فكريا وعسكريا أن يتحملوا مسئولياتهم أمام الله عز وجل .
نريد أقمارا صناعية إسلامية بهدف الوصول إلى المسلمين في كافة أنحاء العالم لزيادة معارفهم بأحكام دينهم وعقيدتهم وتعريفهم برسالة الإسلام ، فنسبة كبيرة جدا منهم لديهم أمية دينية وأمية تعليمية خاصة في الدول العربية ، كما أن هذا يفيد بشكل فعال الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية ، لأن هذه الدول تشتاق إلى معرفة الدين الإسلامي الصحيح وتعلم اللغة العربية ، لغة القرآن الكريم ، وفهم تعاليم الدين الإسلامي ، ومن ثم تتشارك الجهود في تحقيق الغاية والهدف من حياة المسلمين في كل مكان .
ما المانع أن يكون للجامعات الإسلامية في العالم الإسلامي قنوات فضائية عامة ومتخصصة تنقل محاضراتها نقلا حيا بلا زخرفة ولا تكلف وتعطي عاملا للقدوة من خلال العلماء وأساتذة الجامعات بدلا من الكم الكبير الذي هيمن على الساحة من المنحلين والمنحلات ممن وصفوا بالزور في هذا العصر أنهم أصحاب الفن ، لابد للشباب من إبراز القدوة الحقيقية التي استبدلها الأعداء بقدوة الممثلين والممثلات والراقصات الفاجرات التي ضجت من خلاعتهم مئات الفضائيات التي تتبناه أكثر الحكومات على نفقة البلاد وقوت العباد .
كما أنه أصبح من الضروري الآن تعديل أو تغيير الصورة الطافية على الساحة الأجنبية للإسلام والدول الإسلامية ، وهذا يستلزم التوجه إليهم بلغتهم ، وهو ما بدأت فيه بعض الدول العربية والإسلامية ونشير إلى أهمية إنشاء قناة باللغة العبرية واللغات الأجنبية ، للوصول للرأي العام النصراني واليهودي ودعوتهم إلى الإسلام والرد على شبهاتهم وبيان الحجة عليهم والمعذرة إلى ربهم ولعلهم يهتدون .
مشروع القناة الهادفة هام جدا ويجب أن تبذل له الكثير من الجهود والطاقات ، ويجب أن ترصد له موازنات ضخمة حتى يستطيع المنافسة في خضم هذه القنوات الفضائية ، ولذلك لابد أن تكون البداية قوية حتى تعطي مصداقية وقبولا منذ البدء وليس بعد حين ، فمن الأسس التي يجب أن تقوم عليها تلك القنوات الإسلامية أن تعتمد الشمولية فيما تقدمه فهي تقدم المادة التربوية والثقافية والدينية فضلا عن المواد الترفيهية ضمن الضوابط الإسلامية ، ويجب أن تكون القناة عامة لكل أفراد المجتمع الطفل له نصيب ، والمرأة كذلك ، فضلا عن الرجل وشريحة الشباب بجنسيه حتى تكون القنوات بديلا معقولا عن الغثاء النازل من الفضاء .
أما لغة الخطاب فتكون بسيطة وعامة وتستهدف المشاهد العادي بالجملة ، ولا بأس من وجود مواد قليلة للمثقفين والنخب الاجتماعية ويمكن لها أن تنافس وبقوة في ظل الزخم الفضائي الهابط والممل ، فالناس أصابها الضجر من القنوات الأخرى التي لا تحترم عقل المشاهد ولا ذوقه ولا تعبأ بخلفيته الدينية وقيمه الاجتماعية ، ولا نشك في أنها بإذن الله سوف تنجح ، ليس بالضرورة ماديا لكن من المؤكد إسلاميا وأدبيا فالناس يتلمسون مثل هذا المشروع وينتظرونه .
وليس من مهمة القنوات الإسلامية جمع الناس حول قضايا معينة بل يكفي أنها تؤدي دورا توعويا في قضايا الأمة الكلية ، أما واقعها الحالي فهي تساهم في دعم قضايا المسلمين وعلى رأسها قضية الصراع اليهودي في فلسطين وسائر المضطهدين من المسلمين .
فالقناة الإسلامية الهادفة ليست قاصرة على البرامج الدينية بكافة وسائلها ولكنها أوسع من ذلك ، فهي تقدم مواد دينية ومواد تعليمية عامة ، ومواد ترفيهية لأفراد الأسرة ، لكن كل ذلك داخل الإطار الإسلامي ، بمعنى آخر أنها تقدم كل شيء بشرط ألا يخالف أصول الدين وضوابطه المحددة والمتفق عليها ([3]) .
إن النجاح والفشل بيد الله، لكن الأخذ بالأسباب في إمداد هذه القنوات بجيل من الإعلاميين الإسلاميين أصحاب القدرة على المحاورة وفهم الإسلام بصورته الصحيحة يعد أمرا ضروريا على رأس أسباب النجاح ، وإني لأعجب من وجود ألاف المتفوقين النابغين في الدراسات الإسلامية في مختلف الكليات والذين لا يجدون وظيفة في قوائم التعيينات كيف لا يصرفون أنفسهمإلىمثلهذه الغاياتوهم لديهم من الإمكانيات ما يجاوز بمراحل المتأهلين في كليات الإعلام وغيرها ، الذين نبتوا على التربية العلمانية الانحلالية ، إن جيلا واحدا أو جيلين من النابغين في الدراسات الإسلامية وكليات الدعوة وأصول الدين والكليات الشرعية يكفي لإمداد القنوات الفضائية الإسلامية عقودا قادمة ، وذلك إذا اكتسوا بحسن النية والإخلاص لله تعالى وبذلوا الأسباب الصحيحة وتوكلوا على ربهم ([4]) .
وربما يقول البعض : كيف المخرج وما البديل حاليا خاصة وأن متابعة ما يعرض عبر الشاشات بات أمرا لصيقا بالحياة اليومية لجميع الناس على اختلاف أعمارهم وأجناسهم وثقافاتهم ؟
لا شك أن معالجة مثل هذا الأمر ليست سهلة أو ميسورة ، فلو أن الشخص قام بضبط الأمور في بيتهفلن يسلم من آثار الخلطة بمن له بهم صلة من جيرة أو رحم أو غير ذلك ، لكن جلب أجهزة القنوات الفضائية المختلفة وشراءها وإحضارها للمسكن دون تحفظ أو قيود خطأ فادح لما يترتب عليه من الأضرار الحاضرة والمستقبلية ، ولذا أفتى أهل العلم بتحريم اقتناء تلك الأجهزة في الوقت الحالي طالما أن فيها من الشر المؤكد ما لا يقوى المسلم على دفعه ، ولعل البدائل الثقافية والترفيهية عبر برامج الكمبيوتر النافعة والمفيدة تكون بديلا يملأ فراغ الشباب بما ينفعهم ويوسع مداركهم من غير إضرار بهم ، وتلك البرامج تتناسب مع جميع أفراد الأسرة ذكورا وإناثا صغارا وكبارا .
إننا إن لم نحافظ على أولادنا وبناتنا في هذه المرحلة التي تمر بها الأمة فسنقع في مستنقع لا مخرج منه إلا بمشيئة الله ، ولنا في حال الغرب الذين أطلقوا لأنفسهم العنان فركبوا كل ما اشتهته أنفسهم من الشهوات المحرمة أعظم عبرة ، فإن ذلك لم يزدهم إلا حسرة وضيقا ونكدا ، فكثر اكتآبهم وتتابعت أزماتهم وزادت نسب الانتحار بينهم ، ألم تر إلى الشباب منهم كيف يبدوا الذكر لوطيا يفاخر بشذوذه ولوطيته ، والأنثى تكون مثار السخرية لو ظلت على بكوريتها قبل الزواج ، حياة بهيمية لا يحكمها منهج رباني ولا ضابط أخلاقي غير اللذة البهيمية والأرصدة المالية فمن من الموحدين يرغب في هذه الحياة ؟!

(1)http://www.alshaqaeq.com/d1.htm ، حوار أجرته مجلة الشقائق بعنوان : أين الفاتح المنتظر لفضائية هادفة ؟ بتصرف .

(1)مثال ذلك قناة اقرأ ، وقناة الشارقة ، ومنظومة فضائيات المجد العربية والإنجليزية ومشروع قناة مكة وطيبة ، وغير ذلك من القنوات التي تبث باللغات الأخرى على الأقمار الأوربية والأمريكية والكندية .

(1)الأحمد : الدكتور مالك الطريق إلى فضائية هادفة ، انظر بتصرف :

(1)السابق بتصرف .