عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-12-2009, 03:50 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

حقوق الزوجة على زوجها
قد تعترض بعض النساء على كثرة الواجبات والصفات التي يجب على المرأة أن تتصف بها وتلتزم بأدائها ، فمن حسن الطاعة ، إلى الصبر والتضحية واللباقة والرقة في الكلام ، وحسن التعامل مع الزوج وأهله ، والحفاظ على بيته وماله وولده , وتقف مستنكرة ومتسائلة :
ألا من حقوق للمرأة على الرجل ؟ خاصة أن المرأة في عصرنا الحاضر تشارك الرجل معظم جوانب الحياة , فهي زوجة وأم ومربية وعاملة خارج البيت أيضاً ، ومع ذلك فإن الرجل محتفظ ومتمسك بوظيفته الأساسية وهي أنه رب الأسرة يأمر فيطاع ويأخذ حقوقه كاملة غير منقوصة , لا يتغاضى عن أي زلة قد تقع فيها الزوجة ؛ وله الكلمة الأولى و الأخيرة في البيت؛ وإذا ما طلبت منه الزوجة أن يساعدها في العناية بالأطفال كأن يحمل أحدهم أو يسكته حتى تقوم بإنجاز ما عليها من أعمال ، تجده ثائراً في وجهها عابساً متبرماً صارخاً قائلا ً : إن هذا ليس من اختصاصه ولا من شأنه ، فهي الأم والمربية وهي التي يجب عليها القيام بإدارة شؤون البيت متناسياً أنها تعمل خارج البيت لتساعده في توفير عيش أفضل له ولأولاده . فمتطلبات الحياة أصبحت كثيرة وراتب الزوج وحده لا يكفي لتوفير حياة هانئة مستقرة ، ينال كل فرد فيها ما يحتاجه من متطلبات العلم والصحة والغذاء والمسكن .
ولا شك أن التعامل مع المرأة بهذه الطريقة فيه ظلم وحيف ،فهناك أصول شرعية تبين للرجل كيفية التعامل مع زوجته لتتحقق العدالة في مؤسسة الأسرة التي هي حجر الأساس في بناء المجتمع .
وسوف أعرض لعظمة شريعتنا الغراء في هذا المجال ، فقد أقرت بأن هناك حقوقاً مادية ومعنوية واجتماعية للمرأة على الرجل ومنها :
1. حق النـفـقـة :
ويشمل المأكل والمشرب والملبس والمسكن فقد قال تعالى الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ). (8)
فحق القوامة للرجل لأنه هو الذي يتقدم لخطبتها طالباً الزواج منها؛ وهو الذي يدفع المهر ، وهو المكلف بالإنفاق عليها . والقوامة لا تعني القهر والاستبداد ولا تعني إهدار شخصية المرأة والتقليل من شأنها لأن المرأة شريكة الرجل في هذه الحياة ويجب أن تقوم هذه الشراكة على التفاهم والتشاور فيما يخص شؤون الأسرة .
2 . توفير السكن المستقل المريح :
فقد قال تعالى أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ). (9)
و السكن المستقل للزوجة هو من أسباب السعادة الزوجية ودفعاً للحرج الذي قد يلحق بالزوجة إذا سكنت مع أهل زوجها ؛ويجب أن يكون السكن متناسباً مع متطلبات العصر و تتوفر فيه مقومات الحياة الضرورية ، فعن معاويه بن حيدة رضى الله عنه قال يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال :أن تطعمها إن طعمت , وتكسوها إذا اكتسيت , ولا تقبح الوجه , ولا تضرب ). وفي رواية أخرى ولا تهجر إلا في البيت , كيف وقد أفضى بعضكم إلى بعض , إلا بما حل عليهن ) رواه أبو داود .
أما كيف كان رسول البشرية محمد عليه الصلاة والسلام يتعامل مع زوجاته ليكون قدوة للرجال في تعاملهم مع زوجاتهم . فقد سُئلت عائشة ا ما كان النبي يصنع في بيته ؟ قالت كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة ) أخرجه البخاري . وقال عليه الصلاة والسلام خيركم . خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) أخرجه الترمذي وصححه .
إذن فإن الرجل لو شارك زوجته بعض أعمال المنزل فإن ذلك لا يقلل من شأنه , فرسولنا العظيم كان يشارك نسائه أعمال البيت ، ومشاركة الرجل في تربية الأبناء أمر واجب عليه , و كونه عطوفاً علـيـهم فإن ذلك يرفع من شأنه عندهم . وإلقاء المسؤولية كلها على كاهل المرأة وحدها إلى جانب عملها خارج البيت أمر فيه ظلم وحيف، يجعلها تئن تحت وطأة الواجبات الكثيرة الملقاة على عاتقها . فالرجل دائم الطلبات ولا يعفيها من أي عمل واجب عليها, متناسياً قول الله تعالى وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (10)
فقد قررت هذه الآية أن هناك حقوقاً للنساء مثل ما عليهن من واجبات فلهن حسن العشرة ولهم عليهن الطاعة ، وقد قال بعض المفسرين إن الدرجة هي في الميراث والجهاد ، وقال آخرون هي درجة الأمر والطاعة .
وقال ابن عباس :[ وللرجال عليهن درجة تعني صفح الرجل عن بعض الواجب الذي له على الزوجة وإغضاؤه عنه فأنا ما أحب أن استنظف - آخذ - جميع حقي عليها وهذا ما رجحه الطبري في تفسيره ]. وأمـا القوامـة فهي لـلرجل ولا خلاف في ذلـك .
أما إذا تبين للزوج أن هناك طبعاً سيئاً في زوجته فلا يعني هذا أنها امرأة غير صالحة للحياة الزوجية, لأن حكمة الله تعالى اقتضت أن الكمال ليس من طبيعة البشر . وقد قال رسول الله لا يفرك - لا يبغض - مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر ) رواه أحمد ومسلم .
ويحضرني قول الشاعر :
من ذا الذي ما ساء قط *** ومن له الحسنى فقط
رد مع اقتباس