عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27-12-2009, 03:51 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي



3. المعاشرة بالمعروف :
فقد قال تعالى وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) (11)
والمعاشرة بالمعروف من المبادىء و الأسس المهمة التي تعين على بناء حياة زوجية ناجحة ومستقرة , ترفرف السعادة على أرجائها . شعارها المحبة والمودة , والاحترام المتبادل بين الزوجين , والحوار بالكلمة الطيبة, والرفق واللين بعيداً عن العنف والشتم ، فلا يجوز للرجل أن يشتم زوجته ولا أن يعاملها بقسوة وعنف ولا يلجأ إلى الضرب إلا إذا استنفذ جميع وسائل الوعظ والإرشاد وقد بين رسول الله كيفية الضرب فقد روى جابر أن رسول الله خطب الناس يوم عرفة فقال ... فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربهن ضرباً غير مبرح ....) رواه مسلم
وعن أم المؤمنين عائشة ا قالت ما ضرب رسول الله شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم ) رواه مسلم .
وقد رأى الشعبي جاراً له من كندة يفزع امرأته ويضربها فقال فيه :
رأيت رجالاً يضربون نسائهم
أأضربها من غير ذنب أتت به
فزينب شمس والنساء كواكب
فشلت يميني يوم تضرب زينب
فما العدل مني ضرب من ليس يذنب
إذا طلعت لم يبدو منهن كوكب

ومن المعاشرة بالمعروف طلاقة الوجه وإظهار السرور عند محادثته لزوجته فقد قال رسول الله والكلمة الطيبة صدقة) رواه البخاري ، ومن أولى من الزوجة بهذه الصدقة ؟ فإن الكلمة الرقيقة العذبة تمنح المرأة الراحة والرضى والثقة بزوجها أكثر .
وأعلم أخي الزوج رعاك الله أن الكلمة الطيبة والقول الحسن هي من أسس العلاقة الزوجية الحميمة ، فإن كلمة طيبة واحدة تستطيع أن تبني بيوتاً قائمة على المودة والرحمة ، فالزوجة تفتخر بالكلمة العذبة التي يقولها زوجها وكأنها ملكت الدنيا وما فيها ، فلتكن الملاطفة والرفق شعار المعاشرة في الحياة الزوجية ، حينها ستسعد أيها الزوج وتشعر بدفء الحنان والعطف يدب في أعماق قلبك . وأما زوجتك فيصبح قلبها مفعماً بمحبتك وستندفع بكل قوة إلى خدمتك بابتسامتها المشرقة التي تعلو وجهها لتبدد الكآبة والجمود الذي قد يخـيم على أرجاء المنزل بين الحين والآخر ، فالنساء كالورود ومن أراد أن يشم الورد فلا بد أن ينال منه الشوك . والكمال لله وحده وليس من صفات البشر ، قال الشاعر :
ومكـلف الأيـام ضـد طبـاعها ** متطـلب في المـاء جذوة نــار

وبناءً على ذلك يجب على الرجل أن يكون واعياً متفهماً لطبيعة المرأة ومن ثم يحسن التعامل معها بالرفق واللين والصبر عليها ، [ فقد جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشكو سوء خلق زوجته فوقف على بابه ينتظر خروجه فسمع امرأة عمر تخاصمه وتعاوده بلسانها وعمر ساكت لا يرد عليها فلما سمع الرجل ذلك انصرف راجعاً وقال : إن كان هذا حال عمر مع زوجته فكيف بحالي أنا ؟ وخرج عمر من بيته فرأى الرجل راجعاً فناده : يا هذا ما حاجتك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين جئت إليك أشكو سوء خلق زوجتي فسمعت ما كان من زوجتك وقلت إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف بحالي ؟ فقال عمر : يا أخي إني احتملها لحقوق لها علي إنها طابخة طعامي وغاسلة ثيابي ومرضعة أولادي وليس ذلك بواجب عليها, فأنا أحتملها لذلك, فقال الرجل : يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي . فاحتملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة ].
وتذكر أخي الزوج أن التغاضي عن تعقب صغائر الأمور في البيت يرسي أركان الحياة الزوجية مما يعطي فرصة ليسود جو الانسجام والسرور في الأسرة .
ومن المعاشرة بالمعروف أن يكرمها ويكرم أهلها بذكرهم بالخير ومبادلتهم الزيارات وتقديم العون لهم إذا احتاجوا .
ومن المعاشرة بالمعروف أن يداويها إذا مرضت ويصبر عليها حتى لو طال مرضها ، فإن ذلك من حسن وفاء الزوج لزوجته وأن يباشر العناية بها بنفسه [ ولقد ضرب لنا عثمان بن عفان رضى الله عنه مثلاً أعلى للزوج الذي يقوم على رعاية زوجته بنفسه إذا مرضت . فقد تغيب عن غزوة بدر لأن زوجته رقية بنت رسول الله كانت مريضة فقال له رسول الله أقم معها ولك أجر من شهد بدراً وسهمه ]. رواه البخاري .
ومن المعاشرة بالمعروف الوفاء للزوجة حتى بعد وفاتها فقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يثني على أم المؤمنين خديجة ا ويبالغ في تعظيمها حتى أن عائشة قالت ما غرت من امرأة مثل ما غرت من خديجة من كثرة ما كان رسول الله يذكرها . فقد روى مروان بن معاوية عن وائل بن داود عن عبد الله البهي قال : عن عائشة قالت كان رسول الله إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم ثناء عليها واستغفاراً لها فذكرها يوماً ، فحملتني الغيرة فقلت : لـقد عوضك الله من كبيرة السن . قالت : فرأيته غضب غضباً أسقطت من خلدي - القلب – وقلت في نفسي اللهم إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء فلما رأى رسول الـله ما لـقيت قـال : كيف قلت ؟ والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس؛ وآوتني إذ رفضني الناس؛ ورزقت منها الولد وحرمتموه مني . قالت فغدا وراح علي بها شهراً ) (12)
فالرجل العاقل يتخذ من الزوجة سبيلاً لتدريب نفسه على الصبر والاحتمال وسعة الصدر؛ وبالخلق الحسن وحسن المعاشرة يؤدي لها حقها وبالحزم الحكمة يتحقق له القوامة عليها.
ولقد اطلعت على شكاوى كثير من النساء خلال تعاملي معهن في المحاضرات والدروس ،ومنها أن هناك بعض الأزواج يتجاهلون حقوق المرأة الواجبة عليهم كالمعاملة الحسنة بالكلمة الطيبة التي هي الأساس المتين الذي تبنى عليه علاقات المودة والرحمة . ويحرمون أنفسهم وزوجاتهم من سعادة قد تكون كامنة في كلمة فيها مؤانسة ومجاملة يقولها أحدهما للآخر ، بحجة أن وقت المجاملة والملاطفة قد مضى وانتهى ، أو بحجة زحمة العمل وضيق الوقت الذي يستنفذ كل طاقاتهم لتحقيق أهدافهم الماليه أو العلميه أو السياسيه . فهناك رجل الأعمال الذي يقضي معظم وقته خارج البيت متنقلاً بين عقد الصفقات التجارية ومتابعة أسعار العملات من علو وهبوط و أحوال التجارة من ربح وخسارة .
وهناك الرجل العالم المتعلم فهو في بحث دائم بين أمهات الكتب تارة قارئاً وتارة كاتباً ومرة مسافراً لحضور المؤتمرات العلمية أو المنتديات الفقيهة التي تعقد هنا وهناك وما أن يحصل على درجة علمية حتى يهم في الوصول إلى أخرى .
وهذا معلم المدرسة يقضي وقته بين الكراسات وتحضير الدروس وتصحيح الامتحـانات ووضع الدرجات ، وإن كان هناك وقت متوفر فإنه يعمل عملاً آخر في المساء .
وهذا رجل الدعوة وصاحب الكلمة هو في السجن تارة ،وخارجه تارة أخرى تعلو وجهه الهموم وشرود الذهن ، وكأنه يحمل هموم العالم فوق ظهره .
والمصيبة الأدهى والأمر ، إذا كان رجل ممن طمس الله على قلوبهم فأعمى بصائرهم وأبصارهم فهو دائم السهر خارج البيت يرتاد الأماكن المشبوهة ويمارس الأعمال المحرمة يعود آخر الليل فاقد الوعي خائر القوى .
وقد يقال إنني أبالغ في هذا الوصف ولكن هي صور ونماذج لبعض الرجال أخذت تظهر على الساحة في واقعنا المعاصر . فإذا كان لمثل هذه الحالات وجود في مجتمعنا , قل لي بربك ما مصير العلاقة الزوجية في ظل غياب الرجل عن بيته وإهماله لواجباته اتجاه زوجته وأولاده ؟
إن الواحد من هؤلاء لا يلبث أن يستيقظ من غفلته فإذا هو في واد وزوجته وأولاده في واد آخر ، ولسوف يتجرع العناء والشقاء جراء هذا الإهمال والتقصير ، حتى إذا مرت السنون وكبر الأولاد, وأصبحوا شباباً صاغ كل واحد فيهم حياته بالطريقة التي يريد , بعيداً عن رعاية الأب وتوجيهه , وأما الزوجة فقد بدت ملامح الكبر على وجهها , وأخذ الشيب يخط شعرها , وأخذت مشاعر الجفاء تسري في قلبها محدثةً شرخاً بينها وبين الزوج , فهي قد أمضت حياتها صابرة محتسبة ومتحملة لغياب الزوج عنها وتركه لواجباته الزوجية , حتى إذا أفاق الرجل من غفلته بعد أن حقق أحلامه العلمية أو التجارية أو السياسية , وأراد أن يندمج في حياته من جديد مع زوجته وأولاده ,شعر بالغربة عنهم وبذهاب الشعور العاطفي نحوهم محملاً الزوجة المسؤولية عن هذا الأمر, متناسياً أنه هو السبب في وصول حياة الأسرة إلى هذا الحال من الفتور والجمود وقد يعترض البعض فيقول : إذن أين الزوجة الصابرة المخلصة الوفية لزوجها إذا كانت النساء تشتكي حال الزوج الناجح في عمله , ألا يكد ويتعب من أجلها وأجل أولادها ؟ ألايصنع المجد والسمعة ليصبح له مكانة مرموقة في المجتمع وأيضاً ليكون لأولاده وزوجته احترام وتقدير بين الناس ؟
إن هذا قول صحيح, ولكن هذا لا يعني أن يكون النجاح على حساب مشاعر الزوجة وأحاسيسها فماذا يعني نجاح الرجل في تحقيق أحلامه وهو لا يراعي فقه الموازنات والأولويات في حياته مع زوجته وأولاده ، فإن الزوج الناجح حقاً هو الذي يجتهد في إعطاء كل ذي حق حقه , ولا يجعل اهتمامه في جانب واحد من الحياة يطغى علىاهتمامه بالجوانب الاخرى ، فما الفائدة من رجل أعمال ناجح وصلت تجارته آفاق الأرض فحقق الكثير من الأرباح حتى أصبح من رجال الأعمال المرموقين في المجتمع لكنه فشل في مد جسور المودة والمحبة بينه وبين أهل بيته .
وما الفائدة من رجل خطيب مفوه استطاع بالكلمة القوية المؤثرة أن يجمع بين قلوب كثير من الناس من كل حدب وصوب . لكنه فشل في جمع أولاده وزوجته حوله ليكونوا عوناً له في حمل الأمانة وتبليغ الرسالة ونشر العلم لينتفع به الآخرون فيرثوا عنه المجد والعلم والفقه .
ما الفائدة من رجل داعية مصلح استطاع أن يصلح أحوال المجتمع .فأصلح بين كثير من الناس . لكنه في زحمة هذا العمل الناجح نسي أهل بيته فكانوا بحاجة لمن ينظر في حالهم و يصلح من أمرهم , حتى أنهم لم يظفروا منه ولو بوقت قصير ليستمع إليهم ويلبي مطالبهم ويحقق لهم ما يحلمون به من أمنيات , ولم يشاركهم التخطيط لمستقبلهم , ولم يغمرهم بحبه بعطفه .
وقد يقال: إذن أين الأم الصالحة التي تربي وتعلم وتقوم على رعاية النشأ ؟ أليست هي خليفة الأب في حال غيابه ؟
والحقيقة: أن الأم مهما كانت صالحة ومتعلمة وواعية فإنها لن تستطيع أن تحل محل الأب فتعوض الأبناء عن عاطفة الأبوة اللازمة لبناء شخصيتهم وتحقيق ذاتهم, لأن وجود الأب على رأس الأسرة وقيامه بدور القيادة والتوجيه له أثر كبير في صياغة مواقف أفرادها وتحديد دورهم في البناء الإجتماعي .
فهذه المرأة التي تصبر وتضحي من أجل سعادة أبنائها وزوجها تريد أن تأخذ كما تعطي . تريد من يقدر لها هذه الوقفات المشرفة . لا أن تقابل بالإهمال وعدم الاهتمام بوجودها , ونسيان فضلها في نـجـاح أفراد الأسرة وارتقائهم سلم المعالي . فمن المعروف أن الزوحة إذا شعرت بالإهمال تحول قلبها العطوف الحنون إلى صخرة صماء , حتى تتبلد فيها المشاعر والأحاسيس , فلا تكن أخي الزوج سبباً في حرمان نفسك وزوجتك من مشاعر السعادة والتي كل رأسمالها الكلمة الطيبة والابتسامة المشرقة التي هي قوت القلوب وحياتها . فلئن يجلس الزوج مع أبنائه وزوجته يجمع قلوبهم على محبته ويحيطهم بعطفه وحنانه , ويغمرهم بمشاعره الفياضة خير له من جمع الأموال الطائلة التي ستكون أخيراً سبباً في قطع حبل الود بينه وبين زوجته وأولاده . فالحياة الزوجية الناجحة أثمن بكثير من المال والذهب فالحب القائم على التفاهم والتوافق أجره عند الله تعالى عظيم . ولقد أرشدنا رسول الله إلى الوسائل التي تعين الزوج على غرس السعادة في قلب زوجته فقال إرموا واركبوا وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا وأن كل شيء يلهو به الرجل باطل . إلا رمية الرجل بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته امرأته فإنهن من الحق ومن نسي الرمي بعدما علمه فقد كفر الذي علّمه ) رواه مسلم .
وقال أيضاً : ( دينار أنفقته في سبيل الله ، ودينار أنفقته في رقبة ، ودينار تصدقت به على مسكين ، ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك ) رواه مسلم .
وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام الزوج الرفيق بزوجته حتى أنه كان يداعب عائشة فيناديها يا عائشُ ويدعوها فيسابقها فتسبقه ويسبقها ويواريها بردائه لتشاهد لعب الأحباش في ساحة المسجد .
وقد كان عطوفاً رفيقاً بأولاده حتى أنه كان يقول فاطمة بضعة مني وكان يحب أولادها الحسن والحسين حباً جما حتى أنه كان يحملهما على ظهره ويمشي . فيقول : نعم الجمل جملكما . وقد كان أحياناً يصلي وهو يحمل أمامة ابنة زينب بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها ، إلى جانب ذلك فقد ضرب لنا رسولنا الكريم مثلاً أعلى باحترامه لرأي المرأة , ففي صلح الحديبية أمر رسول الله الصحابة رضوان الله عليهم أن ينحروا هديهم فقال قوموا فانحروا ثم احلقوا ، قالها ثلاثاً . فما قام منهم أحد فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما كان من المسلمين . فقالت : يا نبي الله أخرج إليهم ولا تكلم أحداً حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك ، فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك . نحر بدنه ودعا حالقه فحلق فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً ... ) أخرجه البخاري .
وقد يقال هذا النموذج هو لرسول يوحى إليه من السماء , لذلك فقد كان قادراً على إقامة التوازن في جميع أمور حياته فمن أين للرجل في عصرنا الحالي من أوقات يستطيع من خلالها أن يقوم بكل الواجبات التي عليه لزوجته وأولاده وأقربائه وأصحابه ؟ وللرد على ذلك أذكر قول الأستاذ سيف الدين حسن البنا :[ لقد كان والدي يحرص على تطبيق السنة تطبيقاً متناهياً وعندما تزوج حرص أن يعرف أقارب زوجته فرداً فرداً وأحصاهم عداً وزارهم جميعاً رغم بعد أماكنهم وكان رحمه الله يفاجئ والدتي بأنه اليوم قد زار فلاناً لأنه يمت لها بصلة القرابة , كذلك كان دقيقاً في رعايته لشؤون بيته رعاية كاملة غير منقوصة فكان يكتب بنفسه الطلبات وكل أنواع المواد الاستهلاكية التي يحتاجها المنزل شهرياً ويدفعها إلى أحد أصحاب البقالة ليوفرها كل شهر وكان رحمه الله يشعر بثقل التبعات الملقاة على زوجته فعمل على أن يكون بجوارها دائماً خادمة تساعدها في أعمال المنزل ] .
وتقول ابنته الدكتورة ثناء :[ لقد كان رحمه الله هادئ الطبع واسع الصدر هيناً ليناً لم أذكر أن صوته ارتفع على أحد في البيت لأي سبب من الأسباب ... كان يعاون والدتي في بعض أعباء البيت رغم انشغاله في أعباء الدعوة لقد كان ملماً بكل صغيرة وكبيرة في البيت فكان يعرف كل شيء يخص البيت لدرجة أنه كان يعرف موعد تخزين الأشياء كالسمن والبصل والثوم ... وتقول : لقد كان عطوفاً رحيماً بنا كنا لا نحس فيه الغلظة أبداً بل كان يغمرنا بالمودة والعطف وكان يدخل البيت متأخراً في الليل وبكل هدوء حتى لا يزعج أحداً من النائمين وكان يدخل فيطمئن على غطاء كل الأبناء ]. (13)
فهذا مجدد الدعوة في القرن العشرين الإمام حسن البنا يضرب لنا مثلاً أعلى في تعامل الرجل مع زوجته وأبنائه . ولكم فيه معشر الرجال أسوة حسنة .
فإذا كان الرسول الذي يوحى إليه من السماء يعلي من شأن النساء وكان يوصي بهن خيراً , فكان يستشير نسائه في أمور المسلمين العامة , فما بال الرجال في عصرنا يقللون من شأن المرأة ولا يقيمون وزناً لرأيها في أمور الحياة .
===================
(8) سورة النساء الآية 34 .
(9) سورة الطلاق الآية 6 .
(10) سورة البقرة الآية 228 .
(11) سورة النساء آية 19 .
(12) الإصابة في تمييز الصحابة 12/218 .
(13)الأخوات المسلمات وبناء الأسرة القرآنية /ص276-277
رد مع اقتباس