شروط المعلم المتميز
شروط المعلم المتميز
أولا : حب المهنة ، فالحب هو أول شروط الإخلاص قال تعالى {{ يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم }}الآية من سورة المائدة فلم يقل سبحانه وتعالى يصلّون أو يزكون أو يصومون أو يحجون لأنه إذا وجد الحب جاء كل ذلك بعده فكيف تثبت حبك إلا بإخلاصك لمن تحب وطاعته ونلمح تفسير إثبات الحب في قوله تعالى {{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }} الآية من سورة آل عمران .فللحب فعل عجيب عجز عن تفسيره السابقون وحار في أمره المتأخرون ،وقد أحب النبي صلى الله عليه وسلم مهنته فرفض التخلي عنها تحت كل إغراء حتى قال { والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته } وسواء كان الحب مباشرا كأن تحب المهنة لذاتها ومن هنا قد يبقى ويبرز في التعليم معلم كافر لا يريد الأجر وقد يبرز معلم غني لا يريد الراتب ولكن أحبوا مهنة التعليم ، أو حب غير مباشر كحب ما وراء المهنة من الأجر والثواب والراتب والمكانة وأكتفي بهذا مع ما تبقى .
ثانيا : التأهيل بنوعيه العلمي والفطري ( الموهبة ) لأن فاقد الشيء لا يعطيه و ربما يحمل المعلم علما لا يملك موهبة لإيصاله و قد يملك موهبة تنقصها المعلومات فلا تنفعه موهبته لذا كان لا بد من التوازن بين التأهيل العلمي و التأهيل الفطري فليس كل من تعلم يمكن أن يكون معلماً ﴿ يؤتي الحكمة من يشاء ﴾ .
ثالثاً : الصبر على هذه المهنة و إذا كان الصبر سبباً لنيل الجنة في الآخرة من ذلك قوله تعالى ﴿ و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بم صبرتم ﴾ - و الباء للسببية – و قوله تعالى ﴿ و بشر الصابرين ﴾ و الآيات في هذا المقام كثيرة تجاوزت السبعين آية و كان المعلم الأول أكثر الخلق صبراً على كل بلائه فإن مهنة المعلم من أكثر المهن حاجة للصبر ، بل لا تكون بلا صبر و من عجز عن الصبر على صغائر أموره فهو عن مهنة التعليم أعجز .
رابعاً : عدم تخزين المواقف فالمعلم يواجه في كل صباح عشرات النفسيات المختلفة و عليه أن يجاري الجميع و أن ينسى كل ما حدث في المدرسة بعد خروجه منها و العودة إليها بنفسية جديدة و إلا أصبح عرضة للأمراض النفسية و الجسمية .
|