عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 29-12-2009, 05:48 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

موقفهم الصحابة في باب الأمر والطلب:
الطلب هو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب ويتطلب التنفيذ
قال تعالى: } فَليَحْذَرِ الذِينَ يُخَالفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَليمٌ { (النور:63) .
روى مسلم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قَال: (بَايَعْنَا رَسُول اللهِ e عَلى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي العُسْرِ وَاليُسْرِ وَالمَنْشَطِ وَالمَكْرَهِ، وَعَلى أَثَرَةٍ عَليْنَا، وَعَلى أَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلهُ، وَعَلى أَنْ نَقُول بِالحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لا نَخَافُ فِي اللهِ لوْمَةَ لائِمٍ) 9/373 .
وعنده من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي e قال: (عَلى المَرْءِ المُسْلمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ) .
روى البخاري 20/87 من حديث أبي هُرَيْرَةَ t أنه كَانَ يَقُولُ: (أَاللهِ الذِي لا إِلهَ إِلا هُوَ إِنْ كُنْتُ لأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلى الأَرْضِ مِنْ الجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لأَشُدُّ الحَجَرَ عَلى بَطْنِي مِنْ الجُوعِ، وَلقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلى طَرِيقِهِمْ الذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ، فَسَأَلتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، مَا سَأَلتُهُ إِلا ليُشْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلمْ يَفْعَل، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ، فَسَأَلتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، مَا سَأَلتُهُ إِلا ليُشْبِعَنِي، فَمَرَّ فَلمْ يَفْعَل، ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو القَاسِمِ e ، فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي، وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي، ثُمَّ قَال: يَا أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: الحَقْ، وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ فَدَخَل فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لي، فَدَخَل فَوَجَدَ لبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَال: مِنْ أَيْنَ هَذَا اللبَنُ ؟ قَالُوا: أَهْدَاهُ لكَ فُلانٌ أَوْ فُلانَةُ، قَال: أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: الحَقْ إِلى أَهْل الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لي .
قَال: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإِسْلامِ، لا يَأْوُونَ إِلى أَهْلٍ وَلا مَالٍ، وَلا عَلى أَحَدٍ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِليْهِمْ وَلمْ يَتَنَاوَل مِنْهَا شَيْئًا، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَل إِليْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا، فَسَاءَنِي ذَلكَ فَقُلتُ: وَمَا هَذَا اللبَنُ فِي أَهْل الصُّفَّةِ، كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِي، فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللبَنِ، وَلمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رَسُولهِ e بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لهُمْ، وَأَخَذُوا مَجَالسَهُمْ مِنْ البَيْتِ، قَال: يَا أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: خُذْ فَأَعْطِهِمْ، قَال: فَأَخَذْتُ القَدَحَ، فَجَعَلتُ أُعْطِيهِ الرَّجُل فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَليَّ القَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُل فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَليَّ القَدَحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَليَّ القَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلى النَّبِيِّ e وَقَدْ رَوِيَ القَوْمُ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ القَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلى يَدِهِ، فَنَظَرَ إِليَّ فَتَبَسَّمَ، فَقَال: أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ، قُلتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: اقْعُدْ فَاشْرَبْ، فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ، فَقَال: اشْرَبْ فَشَرِبْتُ، فَمَا زَال يَقُولُ اشْرَبْ حَتَّى قُلتُ: لا وَالذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا أَجِدُ لهُ مَسْلكًا، قَال:فَأَرِنِي فَأَعْطَيْتُهُ القَدَحَ فَحَمِدَ اللهَ وَسَمَّى وَشَرِبَ الفَضْلةَ) .
روى الإمام مالك في موطأه من حديث ابْنِ أَبِي مُليْكَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ مَرَّ بِامْرَأَةٍ مَجْذُومَةٍ وَهِيَ تَطُوفُ بِالبَيْتِ فَقَال لهَا: ( يَا أَمَةَ اللهِ لا تُؤْذِي النَّاسَ لوْ جَلسْتِ فِي بَيْتِكِ، فَجَلسَتْ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ بَعْدَ ذَلكَ فَقَال لهَا: إِنَّ الذِي كَانَ قَدْ نَهَاكِ قَدْ مَاتَ فَاخْرُجِي، فَقَالتْ:مَا كُنْتُ لأُطِيعَهُ حَيًّا وَأَعْصِيَهُ مَيِّتًا) 3/302 .
ما معنى الإيمان في حديث سفيان؟
وقد كان إرشاد النبي e لأصحابه يهدف إلى التسليم للوحي والإيمان به دون نزاع وأن صلاحهم يكمن في التمسك بكتاب الله وسنة رسوله e.
روى مسلم من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي t أنه قال: (قُلتُ: يَا رَسُول اللهِ قُل لِى فِي الإِسْلاَمِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ ؟ ـ وَفِى حَدِيثِ أَبِى أُسَامَةَ غَيْرَكَ قَال: قُل آمَنْتُ بِاللهِ فَاسْتَقِمْ) ([1]) .
وأصل الاستقامة الاعتدال على الطريق الذي رسمه النبي e لأصحابه في خط مستقيم، ولا يكون الاعتدال إلا بشمولية الإيمان بكل ما ورد عن الله ورسوله من أخبار والتسليم لكل ما جاء عنهما من تشريعات وأوامر ؛ فإن التقصير في جانب سيؤدي إلى المبالغة أو الانحراف في جانب آخر.
روى أحمد وصححه الألباني من حديث ابن مسعود t أنه قال: (خَطَّ لنَا رَسُولُ اللهِ e خَطًّا ثُمَّ قَال: هَذَا سَبِيلُ اللهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطاً عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَال: هَذِهِ سُبُلٌ عَلى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِليْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: } وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُل فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ { [الأنعام:153]) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (الكلام فى باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفى والإثبات، والكلام فى الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفيا وإثباتا، والانسان يجد فى نفسه الفرق بين النفى والإثبات والتصديق والتكذيب وبين الحب والبغض والحض والمنع حتى ان الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة ومعروف عند أصناف المتكلمين فى العلم كما ذكر ذلك الفقهاء فى كتاب الأيمان وكما ذكره المقسمون للكلام من اهل النظر والنحو والبيان فذكروا أن الكلام نوعان خبر وانشاء والخبر دائر بين النفى والاثبات والأنشاء أمر أو نهى أو اباحة، وإذا كان كذلك فلا بد للعبد أن يثبت لله ما يجب اثباته له من صفات الكمال وينفى عنه ما يجب نفيه عنه مما يضاد هذه الحال ولا بد له فى أحكامه) .
وقد ظل أمر السلف الصالح في القرون الفاضلة على نهج الوسطية والاعتدال والشمولية، يسيرون بفضل الله على درب نبيهم، يلتزمون بالسنة لا يقصرون فيها ولا يهونون منها، ويحذرون من البدعة وينبهون على خطورتها .
وظلت أمور العقيدة على هذا الحال صافية نقية والأمة الإسلامية تؤدي حقيقة العبودية التي أرادها الله U من استخلاف البشرية، حتى ظهر أثر الحاقدين في التشويش على عقيدة المؤمنين، وبرز فكر الجاهلين الذين يقدمون آراءهم وأهواءهم على كل نص قرآني أو حديث نبوي، فكان من أبرزهم في التاريخ الإسلامي عبد الله بن سبأ اليهودي، الذي أسهم في تفرق الأمة الإسلامية، وكان سببا مباشرا في ظهور الشيعة والخوارج كأبرز فرقتين ضالتين بين الطوائف الإسلامية .

(1)مسلم في الإيمان، باب جامع أوصاف الإسلام 1/65 (38) .
رد مع اقتباس