
29-12-2009, 08:02 PM
|
 |
نـجــم الـعـطــاء
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
|
|
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار علي نهجه إلي يوم الدين ، أما بعد ..
فبعد أن صدر الجزء الأول من كتاب أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة والذي تناول إحصاء الأسماء وقواعد جمعها من النصوص القرآنية والنبوية ، وما لم يثبت منها أو يوافق شروط الإحصاء ، بدا استغراب كثير من العامة والخاصة وظهرت أسئلة كثيرة كان أبرزها يدور حول حقيقة الأسماء المشتهرة على ألسنة الناس منذ فترة طويلة وكيف أن سردها ليس من كلام النبي s ؟ بل إن بعض الأساتذة في الجامعة ويعد من المتخصصين عندما أهديته الكتاب وطلبت رأيه وتعليقه أخبرني أنه بعد قراءته للكتاب كانت المفاجأة التي استرعت انتباهه أنه لأول مرة يعلم أن سرد أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين المشهورة على ألسنة الناس مدرج في الحديث وأنه اجتهاد من جمع الوليد بن مسلم ألصقه في رواية الترمذي ، فقلت في نفسي إذا كان هذا حال المتخصصين فكيف يكون عامة المسلمين ؟
وقد كانت أغلب الملاحظات العلمية التي حدثني فيها أهل العلم من المتخصصين في العقيدة وغيرها عبارة عن استبيان واستفسار أو استغراب من غير إنكار ، أو اختلاف في وجهة النظر المتعلقة بتقيد اسم أو إطلاقه ، أو عدم التفريق بين التقييد الظاهر في النص والتقييد العقلي بالممكنات ، أو قضية التمييز بين حسن الأسماء في حال إطلاقها وحسنها في حال تقييدها ، وأن الأسماء المقيدة حسنها فيما قيدت به والمطلقة في الحسن هي المقصودة بالتسعة والتسعين اسما ، أو غير ذلك من الأخطاء المطبعية أو الرغبة في إعادة الصياغة اللغوية لبعض الجمل ومراعاة مفهوم المخالفة لبعض العبارات .
وأيا كانت ملاحظات المتخصصين أو العامة ، فموضوع إحصاء الأسماء الحسنى من الموضوعات التي يتوق إلى معرفتها جميع المسلمين ، وليس من السهل التطرق إليه أو البحث فيه ، وقد ذكرت أنني لما أقدمت على هذا البحث كانت بغيتي أن أتعرف على الأسماء الثابتة في الكتاب والسنة ، لأنني كنت أعلم أنه لم يثبت حديث صحيح في جمعها وسردها ، فرغبت أن أعلم نفسي وأمحو جهلي في هذه القضية ، وذكرت أنه كثيرا ما كنت أخجل من نفسي وأشعر بالحيرة والاضطراب عندما أسأل عن اسم من أسماء الله التي أدرجها بعض الرواة ، وأن نتيجة البحث كانت مفاجأة لي قبل غيري ، ولو كان هذا البحث لغيري لكان موقفي من الاستغراب والدهشة أشد وأعجب ، لكن هذا ما أسفر عنه استخدام تقنية الحاسوب في البحث عن الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة ، ويعلم الله أنني أثناء البحث ما تركت أحدا من إخواننا المتخصصين اتسع وقته لي أو يمكنني استشارته إلا وأخذت رأيه فيما أشكل علي من أسماء أو مفردات في البحث .
ومهما يكن من موقف المؤيدين أو المعارضين فإنه بعد هذا البحث لا يسع أي باحث منصف في التعرف على أسماء الله الحسنى وتتبعها أو جمعها من القرآن والسنة أن يتجاهل في بحثه ضرورة الالتزام بالقواعد العلمية أو الشروط المنهجية في عملية البحث ، فلا بد أن يكون الاسم واردا في القرآن أو صحيح السنة ، وأن يكون علما دالا على ذات الله ، وليس فعلا أو وصفا دلا على معنى لا يقوم بنفسه ، ويلزم أيضا في النص على الاسم إطلاق الحسن وعدم تقييده ، فلا بد أن يفيد المدح والثناء بنفسه ؛ لأن حسن الأسماء المضافة مرتبط بالنص وأن تذكر مقيدة كما ذكرها الله ورسوله s ، ولابد أيضا من دلالة الاسم على الوصف وتضمنه له ؛ فالاسم الذي لا يتضمن وصفا ليس فيه مدح ولا كمال ، وكذلك لا بد أن يكون الوصف الذي دل عليه الاسم في منتهى الحسن فلا يكون المعنى منقسما إلى كمال ونقص ، وجزا الله أبا يزن الفتحي خيرا لما قال عن هذه الضوابط :
: محصورةً في خمسةِ الضوابطِ
: وكونُه اسماً من الأعلامِ
: يحمل ذا الوصف بلا شقاقِ
: ليس بمقسومٍ ولا انفصالِ
ومن هنا أدعو إخواني الدعاة والباحثين ألا تكون مرجعيتهم في إثبات أسماء الله والإفتاء بها للناس الاعتماد على الأسماء المدرجة في الروايات دون تمحيص أو تحري ما ثبت منها وما لم يثبت ، فأسماء الله توقيفية على النص ولا يجوز تسمية الله بما لم يسم به نفسه في كتابه أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
|