عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 29-12-2009, 08:03 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

ثانيا :انتهجت في تفسير الأسماء شرح الاستعمال اللغوي أولا ثم تفسير المعاني الاعتقادية ثانيا ، وقد التزمت في شرح المعنى اللغوي بيان اشتقاق الاسم واستعمالاته في المراجع اللغوية مع اعتبار نصوص القرآن والسنة شواهد لغوية لجميع مداخل الأسماء الحسنى ،واستقصاء وجوه استعمال اللفظ في هذه الشواهد من خلال البحث في الموسوعات الإلكترونية حتى تظهر المعاني المتنوعة التي ترددت بين الصحابة yوالتابعين ، وقد قدمت هذه الشواهد على غيرها وجعلت لها الأولوية في حصر المعاني وتوجيهها وتنظيمها وترتيبها ، لأن القرآن والسنة من أرقي أنواع الشواهد اللغوية ، هذا مع صياغة المعنى اللغوي وتلخيصه من المراجع المختلفة وترتيبه بأسلوب سهل يظهر ارتباط المعنى اللغوي بالمعاني الاعتقادية التي ستأتي في تفسيركل اسم ،ثم الإشارة إلى المراجع اللغوية التي وردت فيها هذه المعاني أو بعضها .
ثالثا :انتهجت طريقة السلف في تفسير الاسم لأنه المنهج الذي يكشف حقيقة المعاني الاعتقادية كما وردت بها النصوص القرآنية والنبوية دون توجيهها من الخلف بأصول كلامية أو آراء فلسفية أو تأويلات تعطيلية ، هذا مع صياغة المعاني المختلفة والمذكورة بصورة جزئية في المراجع المتنوعة ، وإخراجها في صورة أدبية مصاغة بعبارات سهلة تدل على أوجه الكمال والجمال في كل اسم وارتباطه الوثيق بالأصول القرآنية وما صح في السنة النبوية .
رابعا : انتهجت بصورة أساسية في الشرح والتفسير الرجوع إلى المراجع اللغوية التي لم يتأثر أصحابها بالمذاهب الكلامية وكذلك كتب التفاسير العامة والخاصة بالأسماء ، وكان أهم المراجع اللغوية لسان العرب لابن منظور فشواهده اللغوية شواهد مجردة تفصح عن المعنى دون تأثير خارجي ، فتجده يورد الشواهد القرآنية والنبوية وغير ذلك من الشواهد الشعرية ويفرغ منها المعنى كما حملته النصوص،وقد ظهر أثر ذلك في التفريق بين معاني الأسماء المشتقة من وصف واحد كالعلي والأعلى والمتعالي ، فهذه الأسماء لو فسرت على منهج السلف لظهر الفرق بينها واضحا بحيث تنسجم معه النصوص،ولو فسرت على طريقة المتأثرين بمذهب المتكلمين فإنها جميعا تظهر بمعنى واحد ([1]) ، ولذلك فإن كثيرا من الذين شرحوا معاني الأسماء جمعوا بينها في مدخل واحد ، ومن ثم فإن المراجع التي تأثرت بالمنهج الكلامي أو الصوفي لم نأخذ منها إلا ما وافق أصول السلف في العقيدة ،سواء في شرح الاسم من الناحية اللغوية أو تفسير معناه بالأدلة النقلية .
أسأل الله عز وجل أن يكون هذا البحث زادا لنا عند اللقاء وأن يطهر قلوبنا من الشبه والأهواء ، وأن نكون ممن قال فيهم : }وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ {[الحشر:10]،وقال سبحانه: }وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَاب{[الزمر:17/18].
وكتبه د/ محمود عبد الرازق الرضواني


رد مع اقتباس