
30-12-2009, 01:22 PM
|
 |
نـجــم الـعـطــاء
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
|
|
كما أن الله عز وجل قال: } وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا { [الأعراف:180]، وقال سبحانه: } فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى { [الإسراء:110]، ولم يقل: ولله الأوصاف الحسنى أو فله الأفعال الحسنى، وشتان بين الأسماء والأوصاف؛ نقول العليم متصف بالعلم والقدير متصف بالقدرة، والعزيز متصف بالعزة، والرحمن متصف بالرحمة، والخبير متصف بالخبرة ونحن دورنا إحصاء الأسماء وليس الأوصاف، فالأوصاف تتبع الموصوف وتقوم به ولا تقوم بنفسها وكذلك الفعل يقوم بفاعله، إذ لا يصح أن نقول: الرحمة استوت على العرش، أو العزة أجرت الشمس، أو العلم والحكمة والخبرة أنزلت الكتاب وأظهرت على النبي صلي الله عليه وسلم ما غاب من الأسرار، أو يرحم ويعز ويعلم فعل كذا وكذا، فهذه كلها أوصاف وأفعال لا تقوم بنفسها بخلاف الأسماء الحسنى الدالة على المسمى الذي اتصف بها كالرحمن والرحيم والعزيز والعليم والخبير والحكيم .
وعلى ذلك لا يصح تسمية الله عز وجلبالجليل حيث لا يوجد دليل في الكتاب أو صحيح السنة ورد فيه الاسم بنصه، ولكن ورد الوصف في قول الله تعالى: } وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ { [الرحمن:27]، وفرق كبير بين الاسم والوصف؛ فالله Uوصف نفسه بالقوة فقال: } ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ { [الذاريات:58]، وسمى نفسه القوي فقال: } وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ { [الشورى:19]، ووصف نفسه بالرحمة فقال: } وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَة { [الأنعام:133]، وسمى نفسه الرحمن الرحيم في قوله عز وجل: } تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ { [فصلت:2]، ولما كانت أسماء الله توقيفية ولا نسمي الله عز وجلإلا بما سمى به نفسه في الكتاب والسنة، فإن الله عز وجلوصف نفسه بالجلال فقال: } ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ { [الرحمن:27]، ولم يسم نفسه الجليل إذا لم يرد فيه دليل كما سبق .
وكذلك اسم الباعث والمحصي لم أجد حجة أو دليلا على إثبات هذين الاسمين والذي ورد في القرآن والسنة في نصوص كثيرة صفات أفعال فقط، كما في قوله تعالى: } يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ { [المجادلة:6]، ومن الملاحظ أن الذي اشتق الباعث من قوله يبعثهم، والمحصي من قوله أحصاه الله ترك المنبئ من قوله فينبئهم؛ لأن الآية لم يرد فيها بعد اسم الله الشهيد سوى الأفعال التي اشتق منها فعلين وترك الثالث في حين أن هذه الأسماء جميعها لم ترد نصا صريحا في الكتاب أو في صحيح السنة .
أما تسمية الله عز وجلبالضار النافع فهذان الاسمان لم يردا في القرآن أو السنة وخصوصا الضار لم يرد اسما ولا وصفا ولا فعلا، وليس لمن سمى الله بهما إلا الاجتهاد الشخصي في الاشتقاق من المعنى الذي ورد في قوله تعالى: } قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ { [الأعراف:188]، أو ما ورد عند الترمذي وصححه الشيخ الألباني من حديث ابن عباس t أن النبي صلي الله عليه وسلم قال له: ( وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ) ([1])، كيف يعقل تسمية رب العزة والجلال بالضار وليس فيه وصف كمال ولا حجة على ثبوته من كتاب الله أو سنة رسوله صلي الله عليه وسلم؟
وكيف يكون الضار اسما والمفترض أن تكون الأسماء التي نجمعها أو نحصيها كلها حسنى تفيد المدح والثناء على الله بنفسها؟ وكيف يكون الضار من الأسماء المحفوظة المشهورة في حين لا يذكر فيها اسم الله الأعلى ونحن نذكره في كل سجدة، وقد نص الله عز وجلعلى اسميته وعلميته فقال: } سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى { [الأعلى:1]؟ فالواجب على كل مسلم أن يقف عند النص، إن ورد فيه الاسم سمى الله به وإن لم يرد فليس لأحد الحق في تسمية الله عز وجلبه وإن صح معناه في حق الله، فالعدل مثلا اسم من الأسماء المشتهرة ضمن ما أدرجه الوليد بن مسلم باجتهاده في الحديث الذي رواه عنه الترمذي في سننه، لكن ما الدليل عليه؟ وأين النص الذي ذكر فيه؟
لقد تبين بعد البحث الحاسوبي أنه لم يرد في القرآن أو السنة اسما ولا فعلا، ولا دليل لمن سمى الله عز وجلبهذا الاسم سوى الأمر بالعدل في قوله تعالى: } إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان { [النحل:90]، والمفترض لو قلنا على منهجهم في جواز اشتقاق الاسم من الفعل أن يسمى الله عز وجلالآمر اشتقاقا من الفعل يأمر وليس العدل .
ولو تساءلنا أيضا عن تسمية الله عز وجل بالمميت هل ورد النص عليه في الكتاب والسنة؟ تبين بعد البحث الحاسوبي أنه لم يرد، والذي ورد في القرآن في أربعة عشر موضعا الفعل المضارع يميت كما في قول الله تعالى: } هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ { [يونس:56]، وورد الفعل الماضي أمات في ثلاثة مواضع كقوله عز وجل : } وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا { [النجم:44]، وهذا لا يكفي وحده في إثبات الاسم؛ فلا يجوز أن نسمي الله عز وجل بما لم يسم به نفسه في كتابه أو في سنة رسوله صلي الله عليه وسلم، وسوف يأتي بإذن الله تفصيل الأدلة حول كل اسم من الأسماء المدرجة في روايات السنة .
إن من دوافع البحث الرئيسية أن باب الأسماء الحسنى يفتقر إلى دراسة علمية استقصائية حصرية تشمل كل ما ورد في الأصول القرآنية والنبوية، وكم راودتني نفسي منذ زمن طويل أن أجد جوابا شافيا لنفسي قبل غيري في التعرف على أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين التي ورد النص عليها إجمالا والتي ثبتت في الكتاب والسنة، وكنت كلما هممت باستقصاء الموضوع والبحث فيه أجد من الهيبة ما يوهن عزيمتي ويضعف إرادتي لأن الموضوع أكبر من طاقتي وأوسع من دائرتي، وهذا يتطلب كما سبق جهدا يخرج عن قدرة البشر المحدودة وأيامهم المعدودة .
1.الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع 4/667 (2516) .
قال: } وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا { [الأعراف:180]، وقال سبحانه: } فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى { [الإسراء:110]، ولم يقل: ولله الأوصاف الحسنى أو فله الأفعال الحسنى، وشتان بين الأسماء والأوصاف؛ نقول العليم متصف بالعلم والقدير متصف بالقدرة، والعزيز متصف بالعزة، والرحمن متصف بالرحمة، والخبير متصف بالخبرة ونحن دورنا إحصاء الأسماء وليس الأوصاف، فالأوصاف تتبع الموصوف وتقوم به ولا تقوم بنفسها وكذلك الفعل يقوم بفاعله، إذ لا يصح أن نقول: الرحمة استوت على العرش، أو العزة أجرت الشمس، أو العلم والحكمة والخبرة أنزلت الكتاب وأظهرت على النبي صلي الله عليه وسلم ما غاب من الأسرار، أو يرحم ويعز ويعلم فعل كذا وكذا، فهذه كلها أوصاف وأفعال لا تقوم بنفسها بخلاف الأسماء الحسنى الدالة على المسمى الذي اتصف بها كالرحمن والرحيم والعزيز والعليم والخبير والحكيم .
وعلى ذلك لا يصح تسمية الله عز وجلبالجليل حيث لا يوجد دليل في الكتاب أو صحيح السنة ورد فيه الاسم بنصه، ولكن ورد الوصف في قول الله تعالى: } وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ { [الرحمن:27]، وفرق كبير بين الاسم والوصف؛ فالله عز وجلوصف نفسه بالقوة فقال: } ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ { [الذاريات:58]، وسمى نفسه القوي فقال: } وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ { [الشورى:19]، ووصف نفسه بالرحمة فقال: } وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَة { [الأنعام:133]، وسمى نفسه الرحمن الرحيم في قوله عز وجل: } تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ { [فصلت:2]، ولما كانت أسماء الله توقيفية ولا نسمي الله عز وجلإلا بما سمى به نفسه في الكتاب والسنة، فإن الله عز وجل وصف نفسه بالجلال فقال: } ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ { [الرحمن:27]، ولم يسم نفسه الجليل إذا لم يرد فيه دليل كما سبق .
وكذلك اسم الباعث والمحصي لم أجد حجة أو دليلا على إثبات هذين الاسمين والذي ورد في القرآن والسنة في نصوص كثيرة صفات أفعال فقط، كما في قوله تعالى: } يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ { [المجادلة:6]، ومن الملاحظ أن الذي اشتق الباعث من قوله يبعثهم، والمحصي من قوله أحصاه الله ترك المنبئ من قوله فينبئهم؛ لأن الآية لم يرد فيها بعد اسم الله الشهيد سوى الأفعال التي اشتق منها فعلين وترك الثالث في حين أن هذه الأسماء جميعها لم ترد نصا صريحا في الكتاب أو في صحيح السنة .
أما تسمية الله عز وجلبالضار النافع فهذان الاسمان لم يردا في القرآن أو السنة وخصوصا الضار لم يرد اسما ولا وصفا ولا فعلا، وليس لمن سمى الله بهما إلا الاجتهاد الشخصي في الاشتقاق من المعنى الذي ورد في قوله تعالى: } قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ { [الأعراف:188]، أو ما ورد عند الترمذي وصححه الشيخ الألباني من حديث ابن عباس t أن النبي e قال له: ( وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ) ([1])، كيف يعقل تسمية رب العزة والجلال بالضار وليس فيه وصف كمال ولا حجة على ثبوته من كتاب الله أو سنة رسوله صلي الله عليه وسلم؟
وكيف يكون الضار اسما والمفترض أن تكون الأسماء التي نجمعها أو نحصيها كلها حسنى تفيد المدح والثناء على الله بنفسها؟ وكيف يكون الضار من الأسماء المحفوظة المشهورة في حين لا يذكر فيها اسم الله الأعلى ونحن نذكره في كل سجدة، وقد نص الله عز وجلعلى اسميته وعلميته فقال: } سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى { [الأعلى:1]؟ فالواجب على كل مسلم أن يقف عند النص، إن ورد فيه الاسم سمى الله به وإن لم يرد فليس لأحد الحق في تسمية الله عز وجلبه وإن صح معناه في حق الله، فالعدل مثلا اسم من الأسماء المشتهرة ضمن ما أدرجه الوليد بن مسلم باجتهاده في الحديث الذي رواه عنه الترمذي في سننه، لكن ما الدليل عليه؟ وأين النص الذي ذكر فيه؟
لقد تبين بعد البحث الحاسوبي أنه لم يرد في القرآن أو السنة اسما ولا فعلا، ولا دليل لمن سمى الله عز وجلبهذا الاسم سوى الأمر بالعدل في قوله تعالى: } إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان { [النحل:90]، والمفترض لو قلنا على منهجهم في جواز اشتقاق الاسم من الفعل أن يسمى الله عز وجلالآمر اشتقاقا من الفعل يأمر وليس العدل .
ولو تساءلنا أيضا عن تسمية الله عز وجل بالمميت هل ورد النص عليه في الكتاب والسنة؟ تبين بعد البحث الحاسوبي أنه لم يرد، والذي ورد في القرآن في أربعة عشر موضعا الفعل المضارع يميت كما في قول الله تعالى: } هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ { [يونس:56]، وورد الفعل الماضي أمات في ثلاثة مواضع كقوله عز وجل : } وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا { [النجم:44]، وهذا لا يكفي وحده في إثبات الاسم؛ فلا يجوز أن نسمي الله عز وجلبما لم يسم به نفسه في كتابه أو في سنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، وسوف يأتي بإذن الله تفصيل الأدلة حول كل اسم من الأسماء المدرجة في روايات السنة .
إن من دوافع البحث الرئيسية أن باب الأسماء الحسنى يفتقر إلى دراسة علمية استقصائية حصرية تشمل كل ما ورد في الأصول القرآنية والنبوية، وكم راودتني نفسي منذ زمن طويل أن أجد جوابا شافيا لنفسي قبل غيري في التعرف على أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين التي ورد النص عليها إجمالا والتي ثبتت في الكتاب والسنة، وكنت كلما هممت باستقصاء الموضوع والبحث فيه أجد من الهيبة ما يوهن عزيمتي ويضعف إرادتي لأن الموضوع أكبر من طاقتي وأوسع من دائرتي، وهذا يتطلب كما سبق جهدا يخرج عن قدرة البشر المحدودة وأيامهم المعدودة .
1.الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع 4/667 (2516) .
|