عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30-12-2009, 01:31 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

تمييز الأسماء الحسنى الثابتة
في الكتاب والسنة
أسماء الله الكلية وإحصاء الأسماء الحسنى:
من المسائل الضرورية التي تطرح نفسها عند الحديث عن أسماء الله الحسنى هي التمييز بين معتقد السلف الصالح في عدم حصر أسماء الله الكلية في تسعة وتسعين اسما ومعنى الإحصاء الذي ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والذي ورد فيه النص والتأكيد على ذكر العدد بقول النبي صلي الله عليه وسلم : ( إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) ([1]) .
ونظرا لعدم ورود النص على التسعة والتسعين اسما، أو سردها في حديث صحيح جامع، وكذلك صعوبة استخراج هذا العدد من الكتاب والسنة بجهد شخصي أو ضابط إلزامي، إذ لم يسبق أن توصل إليه أحد فيما مضى؛ تصور البعض أن أسماء الله الحسنى التي وردت في الكتاب والسنة تزيد عن هذا العدد بكثير؛ مما أدى إلى تضارب المعاني حول فهم حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وكيفية تفسيره أو الجمع بينه وبين معتقد السلف في عدم حصر أسماء الله الكلية؟!
والسؤال الذي يطرح نفسه على الأذهان ما الحكمة إذا من النص على هذا العدد بالذات؟ وهل من أحصى تسعة وتسعين اسما من جملة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة ـ على فرض أنها أكثر من تسعة وتسعين اسما ـ فقد تحقق فيه الوصف بدخول الجنة؟! وإن كان هذا المعنى هو المقصود فما عدد الأسماء الموجودة لدينا بالنص الصريح؟ هل يزيد عن المائتين أو الثلاثمائة أو أكثر أو أقل؟!
وما ميزة العدد المذكور بتسعة وتسعين اسما والذي سيحصيه المسلم باختياره هو عن العدد المتبقي؟ وهل قضية إحصاء التسعة والتسعين متروكة لاختيار الشخص أم لحكم الدليل وورود النص؟! أسئلة كثيرة تطرح نفسها على من جعل أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة أكثر من مائة إلا واحدا، ولذلك صار الناس بين فريقين ووجهة متوسطة:
الأول: فريق متوسع في الحصر يجمع باجتهاده ما يشاء من الأسماء، وحجته ما رواه أحمد وصححه الشيخ الألباني من حديث عبد الله بن مسعود t أن النبي e قال في دعاء الكرب: ( مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلاَ حَزَنٌ فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي وَجَلاَءَ حُزْنِي وَذَهَابَ همِّي إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجاً، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) ([2])، والشاهد قوله أو استأثرت به في علم الغيب عندك، فدل ذلك على أن أسماء الله غير محصورة في عدد معين، وفي المقابل غضوا الطرف عن العدد تسعة وتسعين المذكور في صريح النص، حيث حمله بعضهم على معنى يتوافق مع وجهتهم .

1. تقدم تخريجه ص 7 .

2. المسند 1/391 (3712)، ورواه ابن حبان في صحيحه، باب ذكر الأمر لمن أصابه حزن أن يسأل الله ذهابه عنه وإبداله إياه فرحا 3/253 (972)، والحاكم في المستدرك 1/690 (1877)، وانظر السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني 1/383 .
رد مع اقتباس