عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 30-12-2009, 01:42 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

أما ما لم يدخله الشيخ السقاف حفظه الله مما ثبت من الأسماء اسم الله المسعر والوارث والمالك، وهي أسماء ثابتة تتوافق مع ضوابط الإحصاء كما سيأتي بيانها، وأيا كان الأمر فقد بذل الشيخ جهدا مباركا مشكورا يشهد له كل منصف، بل يعد ما توصل إليه الشيخ في كتابه من نتائج أقرب ما يكون إلى بحثنا من حيث الاتفاق في إحصاء الأسماء حيث اتفق معنا في ستة وتسعين اسما .
والقصد أن الأمر في إحصاء الأسماء الحسنى يتطلب منهجا علميا دقيقا مبنيا على قواعد أو ضوابط أو أسس تحدد الشروط اللازمة لإحصاء الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة .
وهؤلاء العلماء الأجلاء من أفضل ما يعتمد على أبحاثهم في تمييز الأسماء الحسنى والتعرف عليها حتى الآن، حيث يدور إحصاؤهم جميعا حول تسعة وتسعين اسما، وهي دائرة قريبة جدا كما هو ملاحظ مهدت الطريق لاستخراج الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة .
غير أن الأمر في إحصاء الأسماء الحسنى لا يكفي فيه كما سبق مجرد تتبع اللفظ الثابت في النص الصحيح، بل لا بد من مراعاة الضوابط العلمية الأخرى التي يمكن من خلالها تمييز الاسم عن الوصف والفعل، ومتى يراد به في النص العلمية ومتى يراد به الوصفية؟ هذا مع تحري دلالة الاسم على مطلق الكمال والحسن، ومراعاة ما إذا كان الوصف مطلقا في الدلالة على الكمال أو مخصصا مقيدا بالإضافة؛ أو محمولا على وجه الكمال فقط عند انقسام المعنى وتطرق الاحتمال، حيث يكون المعنى عند تجرده كمالا في حال ونقصا في حال، وهل قضية اشتقاق الأسماء الحسنى من الأوصاف والأفعال تعود إلى اجتهاد الشخص أو إلى ثبوت النص؟
ومن ثم لا بد من تحديد الضوابط اللازمة للتعرف على أسماء الله الحسنى بحيث يكون البحث والتمييز المعتمد عليها سهلا ميسرا في مقدور العامة والخاصة أن يصلوا بأنفسهم إلى تسعة وتسعين اسما إذا طبقوها بدقة، ولا يكون الأمر مقتصرا فقط على تمييز الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة، بل لا بد أيضا من بيان الأسماء التي لم تنطبق عليها شروط الإحصاء مع ذكر العلة في استبعادها، فيقال هذا اسم والعلة كذا وهذا ليس باسم والعلة كذا وكذا، وفوق ذلك وقبله يتطلب البحث كما ذكر ابن الوزير اليماني توفيقا ربانيا في جمع النصوص واستيفائها والالتزام بمنهجية البحث والدقة في تطبيقها .
وبعد بحث طويل وجهد كبير في استخراج الشروط المنهجية أو القواعد الأساسية لإحصاء الأسماء الإلهية التي تعرف الله U بها إلى عباده يمكن حصر هذه القواعد أو تلك الضوابط في خمسة شروط لازمة لكل اسم من الأسماء الحسنى دل عليها بوضوح شديد قوله U: } وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا { [الأعراف:180]، وقوله: } قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى { [الإسراء:110]، وحديث أبي هريرة t في الصحيحين مرفوعا: ( إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) ([1])، أما كيفية استخراج الشروط من هذه الأدلة فبيانها مفصلا على النحو التالي:

1. تقدم تخريجه .
رد مع اقتباس