شعرت بأني سأعيش في شئ جديد وشعور جديد ربما يكون مرا او حلوا

نعم أحسست في قرارة نفسي ونحن في الطريق الى المنزل ذلك المنزل الذي سنقيم فيه بأني ساعيش تاريخا جديدا ، نعم سأعيش بين أحضان بلد لا اعرفه ....

اتذكر يوم ان غادر كل من بالمنزل اخي الأكبر الى الصف الثاني الثانوي .... وأختي للصف الأول الثانوي ... واخي الأخر للصف الثاني الابتدائي .... وانا لازلت قابعا بين زوايا البيت انتظر مصيري المحفوف بالمخاطر نعم الصف الأول الابتدائي .... لكنه كان يبدأ بالدراسة بعد أسبوع من كل الصفوف ... تركوني وحيدا ورحلوا

أحسست بدقات قلبي تزداد واحدة تلو الأخرى ... سمعت صدى أنفاسي وصدري يعلو ويهبط ... دقت الساعة أجراس الوحدة والخطر .... قمت من سريري الى دورة المياة اخذت حماما ساخنا وكانت المياة ساخنة لطبيعة الجو ثم مكثت امام النافذة اترقب وصول احدهم ... ما أن لمحت عيناي قدوم أخي الذي كان عائدا من مدرستة الابتدائية التي تقع على بعد امتار من البيت فبانت رسوم الفرح على وجنتاي وارتسمت بسمة عريضة على شفتي وأحسست ساعتها بأن روحي عادت لمستقرها .....

تذكرت أيام الطفولة في مصر أيام الحضانة كنت أذهب الى الحضانة مع اصدقائي وأعود منها لاقوم بعمل واجباتي ثم اتناول الغذاء ... ثم ارتاح قليلا ... استيقظ من نومي واخرج من بيتنا الى الشارع حيث العب مع الأطفال ونلهو .... كم تبقى الى الأن صوت اذان المغرب يتردد صداه في أذني ...... كام كان ممتعا شعور بالأمان في أحضان الوطن ....

ااه لقد بحرت في احلام ذاكرتي وانا طفل .... دخل أخي ومرت الأيام لأدخل الى المدرسة ...... شعور جميل بدأت اشعر به بدأت اختلط مع من حولي واشاطرهم احلام الطفولة رأيت في عيون معظمهم الخمول والكسل ولمحت في عيون الاخرين نظرة نسور وطيور جارحة وكأن شرارة من النار تشتعل في اعينهم....

أحسست بأني في معركة مع ذاتي .... اتعلم وادرس كي أصبح شيئا شخص له كيان وليس شخص بلا كيان ...... حلمي كان أن أصبح طبيبا مثل اخ والدتي وهو خالي ....

اتذكر وقوفنا في طابور الصباح والاذاعة المدرسية واستاذ الموسيقى ....... لي ذكريات مع الموسيقى وذاك الاستاذ سأسردها لاحقا ...... وكم اتذكر لحن الموسيقى للنشيد الوطني لسلطنة عمان .... والكشافة تنكس العلم ثم ترفعه عند اداء تحية العلم ....

اتذكر كلمات النشيد حرفا حرفا كأني رددتها منذ زمن قصير الموسيقى تتردد في أذني شعور جميل .....نشيد سلطنة عمان



يا ربنا احفظ لنا جلالة السلطان
و الشعب في الأوطان
بالعز و الأمان
فليدم مؤيدا
عاهلا ممجدا
بالنفوس يفتدا
يا عمان نحن من عهد النبي
أوفياء من كرام العرب
أبشري قابوس جاء
فلتباركه السماء
و أسعدي و التقيه بالدعاء


كم كنت استسيغ تلك الكلمات وكم أشتقت الى كلمات نشيد وطني

بلادي بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي........

تذكرت كل هذا وانا لازلت في أول ايام دراستي

...... وانتهى طابور الصباح ولكن .......

-
-
-
-

يتبع