[اسامة بهادر]

رسالة في ليلة التنفيذ
قصيدة من أجمل ما كُتب فى الشعر العربى تفتحت عليها عينى وأنا فى نهاية المرحلة الإعداديية لأعيش مع كلماتها وموقفها المأساوى والإنسانى الفريد وما يحمله من انفعالات وأفكار وإيمان وعقيدة ومن شدة تأثرى بها أذكر أنى التقيت معها فى كلمات تعبر عن حال المعتقلات بوقتها فرحم الله الشهيد هاشم الرفاعى ومما عجب له الكثيرون أنى مع شدة إيمانى بهذا الشاب المناضل صاحب العقيدة القائمة على معرفة ونشأة دينية كنت فى نفس الوقت شديد الإيمان بهذا الزعيم القائد جمال عبد الناصر وأعتقد أن ذلك يرجع لإيمانى ببشرية الحكام لا تنزيههم كما يعتقد البعض فقد يخطأ الزعيم ويظل زعيماً وحسبه عبد الناصرقوانين الإصلاح حسبه النهضة الصناعية التى أحدثها حسبه عروبته وقوميته ويده الممتدة للإخوة العرب حسبه تأميم قناة السويس حسبه بناء السد العالى حسبه مقالة خروشوف لأحد أعوانه فى الباخرة حينما أقترب من مصر حيث قال "أعطنا آخر كأس فسيحرمنا منها أبو خالد"
ومن جمييل قصائد هاشم الرفاعى قصيدتة الخالدة " ملكنا هذه الدنيا قرونا فليت شبابنا يعى تلك الحقيقة فيزداد إيمانهم بقدرتهم على أن يسودوا كما سادوا من قبل

ملكنا هذه الدنيا قرونا

للشاعر هاشم الرفاعى

ملكنا هذه الدنياقرونا .:. وأخضعها جدود خالدونا

وسطرنا صحائف من ضياء .:. فما نسى الزمان ولا نسينا

حملناها سيوفالامعات .:. غداة الروع تأبى أن تلينا

إذا خرجت من الأغماديوما .:. رأيت الهول والفتح المبينا

وكنا حين يرميناأناس .:. نؤدبهم أباة قادرينا

وكنا حين يأخذناولي .:. بطغيان ندوس له الجبينا

تفيض قلوبنا بالهدي بأسا .:. فما نغضي عن الظلم الجفونا

وما فتئ الزمان يدورحتـ .:. ى مضى بالمجد قوم آخرونا

وأصبح لا يرى في الركب قومي .:. وقد عاشوا أئمته سنينا

وآلمني وآلم كل حر .:. سؤال الدهر : أين المسلمون ؟

ترى هل يرجع الماضي ؟فإني .:. أذوب لذلك الماضي حنينا

بنينا حقبة في الأرض ملكا .:. يدعمه شباب طامحونا

شباب ذللوا سبل المعالي .:. وما عرفوا سوى الإسلام دينا

تعهدهم فأنبتهم نباتا .:. كريما طاب في الدنيا غصونا

هم وردوا الحياض مباركات .:. فسالت عندهم ماء معينا

إذا شهدوا الوغى كانواكماة .:. يدكون المعاقل والحصونا

وإن جن المساء فلاتراهم .:. من الإشفاق إلا ساجدينا

شباب لم تحطمه الليال .:. ي ولم يسلم الى الخصم العرينا

ولم تشهدهم الأقداح يوما .:. وقد ملأوا نواديهم سجونا

وما عرفوا الأغاني مائعات .:. ولكن العلا صنعت لحونا

وقد دانوا بأعظمهم نضالا .:. وعلما، لا بأجزلهم عيونا

فيتحدون أخلاقاعذابا .:. ويأتلفون مجتمعا رزينا

فما عرف الخلاعة في بنات .:. ولا عرف التخنث في بنينا

ولم يتبجحوا في كلأمر .:. خطير، كي يقال مثقفونا

كذلك أخرج الإسلام قومي .:. شبابا مخلصا حرا أمينا

وعلمه الكرامة كيف تبنى .:. فيأبى أن يقيد أو يهونا

دعوني من آماني كاذبات .:. فلم أجد المنى إلا ظنوناً

وهاتوا لي من الإيمان نور .:. وقووا بين جنبي اليقينا

أمد يدي فأنتزع الرواسي .:. وأبني المجد مؤتلقاًمكينا