وفقنا الله تبارك وتعالى بتوضيح اباحة التعدد المطلقة في العهدين القديم و الجديد
و بالبرغم من عدم وجود ادنى شبة حول اي نص
في العهد قد يظن انها تبيح التعدد
فالتعدد في العهد القديم كما راينا يسابقا
((مفتوحا))
و لكن المشكلة حول العهد الجديد و هذة ليست مشكلة بعيدة
و ربما العهد الجديد فقير الى هذا الحد و التي تؤدي بنا الى
الحاجة لتاويل النصوص في العهد الجديد
للحصول على نصوص
تثبت التثليث
و اخرى تثبت اصالة الكتاب المقدس
و اخرى تثبت تحريم التعدد
و هكذا ....................
فهل الكتاب المقدس فقير الى هذا الحد
حيث يحتاج الى كل هذة الحاجة من التعديل و التأويل
و الان نحن بصدد الحديث عن بعض النصوص والتي يظن انها تحرم تعدد الزوجات في العهد الجديد
و الربط بينها و بين نصوص الاباحة الصريحة بالتعدد
كما اسلفنا سابقا
فنبدأ بامر الله تعالى وعونة
إنجيل متى 19
1 وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هذَا الْكَلاَمَ انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ.
2 وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.
3 وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟»
4 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟
5 وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.
6 إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ».
7 قَالُوا لَهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟»
8 قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا.
9 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي».
10 قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ، فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!»
11 فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم،
12 لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».
والان اسئلة لا بد منها
س.يا ترى عما يتكلم الانص من البداية الى النهاية؟
ج. عن سؤال الكتبة و الفريسين للسيد المسيح عن الطلاق
س.هل كان اليهود يسالون السيد المسيح عن تعدد الزوجات؟
ج. لا طبعا فالاصحاح من العدد (12:1) لا يتكلم الا عن الطلاق
س.هل السيد المسيح جاء لينقض الناموس والتشريع اليهودي حيث التعدد مباحا بلا حدود ؟
ج. لا طبعا المسيح قد قال
إنجيل متى 5: 17
«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.
س.هل خالف هنا السيد المسيح تشريع موسى من حيث الطلاق؟
ج. بالطبع لا و لم نرى هنا اي تحريم للسيد المسيح للاطلاق
((بل حددة))
س.ماذا يقول العهد القديم عن تعدد الزوجات و عن زواج الانبياء؟
ج.نرجع الى المداخلة الثالثة
سفر التثنية 21: 15
«إِذَا كَانَ لِرَجُل امْرَأَتَانِ، إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ، فَوَلَدَتَا لَهُ بَنِينَ، الْمَحْبُوبَةُ وَالْمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الابْنُ الْبِكْرُ لِلْمَكْرُوهَةِ،
سفر الخروج 21: 10
إِنِ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ أُخْرَى، لاَ يُنَقِّصُ طَعَامَهَا وَكِسْوَتَهَا وَمُعَاشَرَتَهَا.
س.هل جاء على لسان السيد المسيح و لو لمرة واحدة كلمة ((امراة و احدة)) , ((زوجة و احدة)) , ((التعدد))
ج. في الحقيقة لا
س.هل كان السيد المسيح قاضيا او مشرعا ليلغي التعدد المتاصل في العهد القديم ؟
ج.بالطبع لا فالسيد المسيح قد قال
إنجيل لوقا 12: 14
فَقَالَ لَهُ: «يَاإِنْسَانُ، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا أَوْ مُقَسِّمًا؟»
و الان بعد هذة الاسئلة
و إذا كانوا أخطأوا في فهم العدد
فلماذا تركهم الرب هكذا دون أن يصحح لهم مفهومهم الخاطئ
و كيف يامرهم الرب نفسة باتخاذ زوجة ثانية
ووضع تشريعات لمن عندة عدة زوجات
سفر الخروج 21: 10
إِنِ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ أُخْرَى، لاَ يُنَقِّصُ طَعَامَهَا وَكِسْوَتَهَا وَمُعَاشَرَتَهَا.
سفر التثنية 21: 15
«إِذَا كَانَ لِرَجُل امْرَأَتَانِ، إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ، فَوَلَدَتَا لَهُ بَنِينَ، الْمَحْبُوبَةُ وَالْمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الابْنُ الْبِكْرُ لِلْمَكْرُوهَةِ،
ملحوظة لا اظن ان الرب اله تشويش
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 33
لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ، كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ.
3- رد اليهود على السيد المسيح
7 قَالُوا لَهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟»
و هذا اكبر دليل على ان الاصحاح كاملا لا يتكلم الا عن الطلاق
و لذلك ذكر اليهود موسى بالتحديد لانة هو الذي اعطاهم كتاب طلاق
و لو كان الموضوع يتكلم من قريب او بعيد عن التعدد لكانوا قالوا لة
((فلماذا تزوج موسى زوجتان او ثلاثة ))
حيث تزوج النبي موسى ثلاثة زوجات
الاولى صفورة
سفر الخروج (2 : 21)
21 فَارْتَضَى مُوسَى أَنْ يَسْكُنَ مَعَ الرَّجُلِ، فَأَعْطَى مُوسَى صَفُّورَةَ ابْنَتَهُ.
الثانية الْمَرْأَةِ الْكُوشِيَّةِ
سفر العدد (12 :1 )
وَتَكَلَّمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُونُ عَلَى مُوسَى بِسَبَبِ الْمَرْأَةِ الْكُوشِيَّةِ الَّتِي اتَّخَذَهَا، لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اتَّخَذَ امْرَأَةً كُوشِيَّةً.
*يؤخذ فى الإعتبار أن اسم حمى موسى جاء مختلفاً:
حُوبَابَ
سفر القضاة 4: 11
وَحَابِرُ الْقَيْنِيُّ انْفَرَدَ مِنْ قَايِنَ، مِنْ بَنِي حُوبَابَ حَمِي مُوسَى، وَخَيَّمَ حَتَّى إِلَى بَلُّوطَةٍ فِي صَعَنَايِمَ الَّتِي عِنْدَ قَادَشَ.
يَثْرُونَ
سفر الخروج 3: 1
وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ يَثْرُونَ حَمِيهِ كَاهِنِ مِدْيَانَ، فَسَاقَ الْغَنَمَ إِلَى وَرَاءِ الْبَرِّيَّةِ وَجَاءَ إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ.
رَعُوئِيلَ
سفر الخروج 2: 18
فَلَمَّا أَتَيْنَ إِلَى رَعُوئِيلَ أَبِيهِنَّ قَالَ: «مَا بَالُكُنَّ أَسْرَعْتُنَّ فِي الْمَجِيءِ الْيَوْمَ؟»
وقد يشير هذا إلى وجود زوجة ثالثة لموسى عليه السلام
إلا إذا اعترفنا بخطأ الكتاب فى تحديد اسم حمى موسى عليه السلام.
المثال الاول
في هذا الشكل نجد ان المولى تبارك وتعالى عندما خلق الشحنات او الالكترونات
و من المعروف طبيعيا ان الشحنات المختلفة تتجاذب(-)(+)
بينما نجد ان الشحنات المتشابهة تتنافر مثل (-) و (-)
او (+) و(+)
المثال الثاني
قطبي المغناطيس
حيث نجد تجاذب الاقطاب المختلفة (الشمالي)
و (الجنوبي)
بينما نجد الاقطاب المتشابهة تتنافر
و كما راينا فحينما ذكر السيد المسيح
واراد ان يذكرهم بسنة الله تعالى في الكون فقد خلق الله الجنس البشري نوعين
(الذكر) و (الانثى)
و جعل الرباط المقدس بينهما بحيث لا يمكن نقضة بسهولة لاي سبب من الاسباب
و لا نرى من قريب او بعيد اي تطرق الى موضوع التعدد
و مثل هذا المعنى نجدة واضحا جدا ايضا في
القران الكريم
حيث يقول الحق تبارك وتعالى
[ النساء: 19-21 ]
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً(19)
وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً (20)
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً (21)))
و ايضا قولة تعالى
[ الروم:21 ]
[ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ]
السؤال الثاني
ما العلاقة بين قساوة قلوب اليهود و سماح النبي موسى لهم بالطلاق؟
إن ما قصدة المسيح هو ما كان منتشرا عند اليهود و عند العرب في الجاهلية أنه عندما يكره الرجل زوجته أو يحب أخرى فإنه يهملها و يهمل جميع حقوقها المادية و المعنوية و الزوجية فيذرها كالمعلقة
[ النساء:129 ]
[ وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً ]
فلا هو يصبح لها زوجا و لا هو يتركها لتجد حياتها مع شخص أخر
لذلك أذن لهم موسى بالطلاق لكي يحرر المرأة من هذا الظلم الواقع عليها
و لكن من البدء لم يكن هكذا
يقصد انه من البدء لم تكن هناك قسوة القلوب التي عرفها اليهود و ليس معناه أنه من البدء لم يكن هناك تعدد زوجات
سفر حزقيال 2: 4
وَالْبَنُونَ الْقُسَاةُ الْوُجُوهِ وَالصِّلاَبُ الْقُلُوبِ، أَنَا مُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ. فَتَقُولُ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
سفر حزقيال 3: 7
لكِنَّ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَسْمَعَ لَكَ، لأَنَّهُمْ لاَ يَشَاؤُونَ أَنْ يَسْمَعُوا لِي.
لأَنَّ كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ صِلاَبُ الْجِبَاهِ وَقُسَاةُ الْقُلُوبِ.
لذلك وضح لهم المسيح أكثر أن موسى عندما أذن لهم بالطلاق لم يكن يقصد أن يطلق الرجل زوجته لكل سبب و لكن يطلقها لسبب قوي تستحيل معه العشرة بين الزوجين
و من هذه الأسباب التي قالها المسيح علة الزنى فهذه من الأسباب القوية التي تجعل الرجل يطلق زوجته
الرد على العددين الخامس والسادس