...... وانتهى طابور الصباح ولكن .......

زادت نبرة الخوف في صدري .... أحسست باني قد اطلقت العنان لشعور ما غريب بداخلي .. رأيت نفسي أقف وحيدا لا أعرف من حولي من الأطفال .... جعلت اتجول بنظرات هائمة هنا وهناك وأرى من هم حولي ...

أحسست بشعور جديد في صدري ... شعور طعمه مر .... نعم انه شعور الغربة .... لأول مرة اشعر بان الغربة قاسية لهذا الحد ... كم كنت اظن بأني سأسافر كي اتنزه واتجول في البلد التي أسافر اليها وارى اناس جديدون واعرف اشياء جديدة .....

أعلن الجرس انتهاء الطابور وبداية الحصة الأولى الى وقتي هذا اتذكر بعض ما كان يسرد الينا من شرح في الفصل ..... كنت انتبه الا معلميني بكل ذهني وأحاول ان اتجاوب مع لغتهم الخليجية التي تختلف كثيرا عن لغتنا العامية الشعبية .....

مرت اللحظات علي كسنوات وكأن عقارب الساعة لا تريد ان تتحرك ... أحسست بتوقف دقات قلبي للحظات لكن سرعان ما سمعت صوت جرس الفسحة .... فرحت كثيرا .... خرجت فوجدت المقصف أمامي ووقفت مع اخي الى ان قدما .... نعم لقد قدما

شخصان هما محمد وأحمد يمشيان بخطوات هائمة كانهما يتعثران بالأرض ... أحسست بأنهما اخوان .... نعم سمعت احدهما يقول للأخر يا أخي ....... انهما خائفان ويتسلل اليهما الرعب شئ فشئ مثلي أنا وأخي .... لمحت نظرة وطعم الغربة في عينهما ...... أحسست باننا سنبقى أصدقاء ...... وهذا ما حدث بالفعل ......

وكان احمد في مثل عمر أخي بسام ومحمد في نفس عمري ويا للحظ لقد كان محمد معي في الفصل...

تعارفنا وأصبحنا أصدقاء ...... ومرت الأيام الى ان انتهى عامي الدراسي الاول في سلطنة عمان ..... تفوقت وكنت الأول على فصلي .... وعلى كل فصول الصف الأول الابتدائي .... شعرت بفرحة شديدة جدا .... وكنت قد حفظت جزء وبعض السور من القران مع مدرس التربية الدينية الأسلامية ....

انتهت الدراسة وحان وقت الرحيل ... العودة لوطني .... شعور جميل كم اشتقت الى وطني مصر .... عدنا ولما نزلت من الطائرة وتوجهنا الى المطار .... أحسست بان شئيا عاد الي شيئا غريبا لا أحس به .... نعم انه شعور الأمان والطمأنينة ... فرحت كثيرا

توجهنا خارج المطار .... ثم الى السيارة التي ستقلنا الى بيتنا ......ثم .........

-
-
-
-

.......... يتبع ..............