عبد الودود تسمى به عبد الودود بن عبد المتكبر بن هارون بن محمد بن عبيد الله حدث عن أبي بكر الشافعي توفي يوم الأربعاء مستهل شعبان من سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ، وعبد الوكيل ، لم يتسم به أحد في مجال ما أجرينا عليه البحث ، وهنا دعوة لمن أراد أن يسمي ولده بذلك الاسم ، وعبد الولي تسمى به عبد الولي والد أبي محمد تقي الدين عبد الله بن عبد الولي بن جبارة المقدسي ، قال عنه الذهبي إمام ثبت مدرس صالح عارف متبحر في الفرائض والجبر والمقابلة كبير السن توفي في العشر الأوسط من ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وستمائة ، وعبد الوهاب أبو محمد البصرى عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي ، من الطبقة الثامنة الطبقة الوسطى من أتباع التابعين ممن روى عنهم البخاري قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِىُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ في الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّارِ ، توفي سنة 194 هـ .
نأتي الآن إلى السؤال الأخير : ما الحكم فيمن سمى نفسه أو ولده بأسماء وردت في أسماء الله الحسنى كتسميتهم بمحسن وسيد وجميل ورفيق وطيب ومجيب وغير ذلك من الأسماء ؟ والجواب أنه قد يتسمى المخلوق بأسماء الخالق لكن الاسم في حق الخالق يقصد به إطلاق الوصف ، أما في حق المخلوق فهو على سبيل التقييد وما يناسب وصفه ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( والله سبحانه وتعالى سمى نفسه وصفاته بأسماء ، وسمى بها بعض المخلوقات فسمى نفسه حيا عليما سميعا بصيرا عزيزا جبار متكبرا ملكا رءوفا رحيما وسمى بعض عباده عليما وبعضهم حليما رءوفا رحيما وبعضهم سميعا بصيرا وبعضهم ملكا وبعضهم عزيزا وبعضهم جبارا متكبرا ومعلوم أنه ليس العليم كالعليم ولا الحليم كالحليم ولا السميع كالسميع ، وهكذا في سائر الأسماء ) .
قال تعالى : ( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ) (الأنعام:95) وقال : ( قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً ) (يوسف:78) . وقال : ( وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً ) ، وقال ( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ ) (الصافات:101) وقال تعالى : ( وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ) (الذاريات:28) ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رءوف رَحِيمٌ ) (التوبة:128) ، قال ابن كثير : ( والحاصل أن من أسمائه تعالى ما يسمى به غيره ومنها مالا يسمى به غيره كاسم الله والرحمن والخالق والرازق ونحو ذلك ) .
وعلى ذلك فلا بأس أن يسمى المسلم بمحسن أو سيد أو جميل أو رفيق أو طيب أو ما شابه ذلك على ألا يسميه بأل المستغرقة للوصف والجنس لأن الإطلاق لله وحده ، وقد تبين لنا في هذه المحاضرة أن الأسماء التي لم يتعبد بها أحد من رواة الحديث وعلماء السلف فيما وقع عليه مجال البحث في أكثر من ألفي مرجع هي اسم الله المقيت المليك الوتر الآخر الباطن التواب الجميل الحسيب الحيي الرفيق الرقيب السبوح الستير الشافي الشهيد العفو القابض القريب القدير المسعر المبين وهذه دعوة لجميع المسلمين أن يعبدوا أولادهم بهذه تقربا إلى الله وسبقا لهم عمن دونهم وإن كانت التسمية لا تكفي وحدها للمغفرة فلا بد من تصديق القلب وقول اللسان وعمل الجوارح والأركان ، فاللهم اجعل جهد من شاركنا هذا الأمر أو حضره أو استمعه في ميزان حسناته ، ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين َ) (البقرة: من الآية286) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .