عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-01-2010, 12:00 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

وقد تتابع أهل العلم على التأليف في هذا الفن تحت مصطلح التوحيد ، سواء كانوا من السلفيين أو من المتكلمين فالإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة (ت:311هـ) ألف كتابا على نهج السلف الصالح عنون له : ( كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل ) ، وكتب أبو منصور الماتريدي (ت:333هـ) كتابا سماه : ( التوحيد ) وانتهج فيه طريقة المتكلمين الذين يقدمون العقل في إثبات الحجج والبراهين .
وقد بقى اصطلاح ( علم التوحيد ) دائرا بين المتقدمين والمتأخرين منذ عصر النبوة إلى وقتنا هذا ، فقد اشتهر كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت:1206هـ) حيث وضعه على نهج السلف لما انتشر شرك الجاهلية في الجزيرة العربية ، وفي المقابل نجد على مذهب الأشعرية والمتكلمين ، رسالة التوحيد للشيخ محمد عبده (ت:1323هـ) وغير ذلك من الكتب والمؤلفات .
لكن علم التوحيد أطلقت عدة اصطلاحات أخرى ، من قبل علماء السلف أو المخالفين لهم ، أبرزها يتمثل فيما يلي :
(1- علم العقيدة : فالعقيدة هي عقد القلب على الإيمان بحقيقة معنية إيمانا لا يقبل الشك مع الثبات عليها ، فإن الشاك يقول : العالم حادث أم قديم أزلي؟ والمعتقد يقول : العالم حادث مخلوق ، ويستمر عليه ولا يتسع صدره لتجويز أزليته .
وقد أطلق هذا الاصطلاح كثير من علماء السلف والخلف كل على وجهته ومذهبه ، فمن علماء السلف الإمام أحمد بن حنبل (ت:241هـ) له كتاب بعنوان : ( العقيدة ) بين فيه مذهب السلف وعقيدتهم ، وكذلك كتاب : ( العقيدة الطحاوية ) للإمام أبى جعفر بن سلامة الأزدى الطحاوى (ت:321هـ) ، وكتاب : ( اعتقاد أئمة الحديث ) لأبى بكر الإسماعيلي (ت:371هـ) .
وقد اشتهر مصطلح العقيدة بين المتمسكين بمنهج السلف حتى اقترن بهم وأصبح التعرف على العقيدة سمتهم بين الناس وميزانهم المقدم في الولاء والبراء ، كما برزت فيما بعد كتب أخرى كثيرة على منهج السلف اشتهرت شهرة واسعة بين الناس ككتاب : ( الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث ) للإمام البيهقي (ت:458هـ) ( والعقيدة الواسطية ) لشيخ الإسلام ابن تيمية (ت:728هـ) وكتاب : ( عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة ) للإمام محمد بن عبد الوهاب (ت:1206هـ) ، وغير ذلك كثير ممن كتبوا في العقيدة على منهج السلف الصالح ، كما تردد هذا المصطلح أيضا بين المنتهجين لطريقة الخلف من المتكلمين فكتب أبو حامد الغزالي (ت:505هـ) كتابه المسمى : ( قواعد العقائد ) ، وكذلك ( العقيدة الأصفهانية ) ، التي ألفها الشيخ أبو عبد الله شمس الدين الأصفهاني (ت:688هـ) أحد رؤوس علماء الكلام ، وقد شرحها شيخ الإسلام ابن تيمية وخالفه فيها ، ومن المصطلحات التي أطلقت على علم التوحيد :
(2- الفقه الأكبر : في بداية القرن الثاني الهجري ظهرت عقيدة الجهمية بظهور زعيمها الجعد بن درهم (ت:125هـ) فهو أول من قال بخلق القرآن ونفي أوصاف الله بحجة التوحيد ونفي التشبيه ، وقد تبنى فكره تلميذه الجهم بن صفوان (ت:128هـ) إلا أن الجعد لم ينل شهرة الجهم ، وكان مصطلح الفقه عند السلف يعنى العلم بالدين وأحكام العبودية التي وردت في الأدلة القرآنية والنبوية , ثم جاء المتأخرون من الفقهاء وغيرهم وحصروه بمعرفة الأحكام الشرعية والعملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية ، فظهر في المقابل مصطلح الفقه الأكبر لبيان أهمية التوحيد قبل القول والعمل والرد على الجهمية وأتباعهم ، وأول من أطلق هذا اللفظ هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثاب رحمه الله (ت:150هـ) في كتابه الفقه الأكبر ، وقد قال في الكشف عن ذلك المعنى الاصطلاحي : ( الفقه الأكبر في الدين خير من الفقه في العلم ، ولأن يتفقه الرجل كيف يعبد ربه عز وجل ، خير من أن يجمع العلم الكثير ) ، قال أبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي : ( قلت فأخبرني عن أفضل الفقه ؟ قال : يتعلم الرجل الإيمان والشرائع والسنن والحدود واختلاف الأئمة .. وذكر مسائل في الإيمان ثم ذكر مسائل في القدر ) .
رد مع اقتباس