عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-01-2010, 12:00 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

وقد نسب بعضهم الفقه الأكبر لأبي مطيع الحكم البلخي الذي ذكر فيه أراء أبي حنيفة وأقواله في التوحيد ، وهو متن صغير شرحه الكثير من الأحناف ، والشاهد هنا أن اصطلاح الفقه الأكبر بعد أن ظهر في القرن الثاني اشتهر على ألسنة العلماء ، وأصبح مرادفا لعلم التوحيد والعقيدة عند السلف والخلف على السواء ، ومن المصطلحات التي أطلقت على علم التوحيد :
(3- السنة : بمعنى سنة الدلالة والطريقة المسلوكة ، وقد أطلق لفظ السنة على علم التوحيد وعرف به في أواخر القرن الثاني الهجري وبداية الثالث ، وذلك حين بلورت المعتزلة آرائها الفكرية في خمسة أصول عقلية كان أولها ادعاء التوحيد ، فقد رتبوا عليه القول بخلق القرآن وتعطيل السنة ورد ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب الصفات بحجة أنها من أخبار الآحاد التي لا تدل على اليقين ، مما دفع أهل السنة وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (ت:241هـ) أن يطلقوا مصطلح السنة على مسائل التوحيد والعقيدة السلفية تمييزا لها عن أصول المعتزلة التي أسفرت عن تعطيل السنة وردها ، فألف الإمام أحمد بن حنبل كتابه أصول السنة ، قال في مقدمته :
( أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم ، وترك البدع ، وكل بدعة فهي ضلالة ، وترك الخصومات في الدين ، والسنة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن ، وليس في السنة قياس ولا تضرب لها الأمثال ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء ، إنما هو الإتباع وترك الهوى ، ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها ، الإيمان بالقدر خيره وشره والتصديق بالأحاديث فيه ، والإيمان بها لا يقال لم ولا كيف ) ، وكذلك الإمام الحافظ أبو بكر بن أبي عاصم الشيباني (ت:287هـ) ، كتب في الرد على المعتزلة كتاب : ( السنة ) حيث جاءت مسائله عن الإيمان بالقدر ورؤية الله تعالى في الآخرة ، ومسائل أخرى في صفات الله عز وجل ، يقف منها أهل الاعتزال موقف التعطيل .
وعلى الوتيرة نفسها جاء لأبى جعفر محمد بن جرير الطبري (ت:310هـ) كتابه ( صريح السنة ) قال فيه : ( فأول ما نبدأ بالقول فيه من ذلك عندنا القرآن كلام الله وتنزيله إذ كان من معاني توحيده ، فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه كلام الله غير مخلوق ، كيف كتب وحيث تلي وفي أي موضع قرئ .. فمن قال غير ذلك أو ادعى أن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بأسنتنا ونكتبه في مصاحفنا ، أو اعتقد غير ذلك بقلبه أو أضمره في نفسه أو قاله بلسانه دائنا به ، فهو بالله كافر حلال الدم بريء من الله والله منه بريء ) ، وكذلك كتاب : ( السنة ) لأبى عبد الله بن نصر المروزي (ت:294هـ) وكتاب : ( السنة ) لأبى بكر الخلال (ت:311هـ) وكتاب : (شرح السنة ) لأبى محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت:329هـ) .
وكل هؤلاء يؤكدون على أن الإسلام هو السنة ، والسنة هي الإسلام ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر ، وأن من السنة لزوم الجماعة ومن رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وكان ضالا مضلا ، وأن الأساس الذي بنى عليه الجماعة هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمهم الله أجمعين وهم أهل السنة والجماعة ، فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع ، وكل بدعة ضلالة ، والضلال وأهله في النار .
وهناك كتب كثيرة باسم السنة كاصطلاح يرادف معنى التوحيد والعقيدة ، وكلها كما نلاحظ ألفت في القرن الثالث الهجري وحتى منتصف القرن الرابع ، وهو عصر سيطرة المعتزلة ، وولادة المذهب الأشعري وظهور أركانه واستقرار بنيانه ، ومن المصطلحات التي أطلقت على علم التوحيد :
(4- الإيمان : أطلق مصطلح الإيمان على مسائل التوحيد والعقيدة ، لأنها قضايا تتعلق بتصديق القلب واستعداده للعمل ، وهذان ركانان أساسيان في صلاح الإنسان ، وقد تداول علماء السلف هذا الاصطلاح منذ وقت مبكر وأطلقوه على مؤلفاتهم .
فمن ذلك كتاب : ( الإيمان ومعالمه وسنته واستكمال درجاته ) لأبى عبيد القاسم بن سلام (ت:223هـ) وكتاب الإيمان لمحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني (ت:243هـ) ، والإيمان لمحمد بن إسحاق بن يحيى بن منده (ت:395هـ) وكتاب : ( الإيمان وأصوله ) لأبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي (ت:429هـ) ، وكتاب شعب الإيمان لأبى بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت:458هـ) .
ثم كتابان لشيخ الإسلام ابن تيمية (ت:728هـ) وهما الإيمان الأوسط والإيمان الأكبر ، وأيضا كتاب تنبيه الوسنان إلى شعب الإيمان للشيخ زين الدين عمر بن أحمد الشماع الحلبي (ت:936هـ) وغير ذلك كثير .
ومن المصطلحات التي أطلقت على علم التوحيد والشائعة حتى الآن :
(5- أصول الدين : الأصول جمع أصل وهو في اللغة عبارة عما يفتقر إليه ولا يفتقر هو إلى غيره ، وفي الشرع ما يبنى عليه غيره ولا يبنى هو على غيره ، وعلى هذا فأصول الدين قوام أركانه وأساس بنيانه .
ومن العجب أن اصطلاح ( أصول الدين ) الذي اشتهر ولا يزال مشتهرا حتى سميت باسمه الكليات الجامعية في البلاد الإسلامية هو في حقيقته من صنع الأشعرية .
رد مع اقتباس