رفعت المحجوب (ولد في
1926 واغتيل في 12 أكتوبر 1990 )، هو استاذ اقتصاد قانوني و رئيس مجلس الشعب السابق. رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصري (البرلمان) الأسبق و عضو في الحزب الوطني الديمقراطي في مصر .
النشأة والتعليم
ولد الدكتور رفعت المحجوب في مدينة
الزرقا ، في محافظة دمياط الساحلية شمال مصر، حيث تلقي تعليمه، ثم حاز علي ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة العام
1948، و الدراسات العليا في القانون العام من كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بجامعة باريس بفرنسا العام
1950 و دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد من
جامعة باريس العام
1951 و دكتوراه الدولة في الاقتصاد من جامعة باريس العام
1953، عاد إلي إلي مصر عقب الثورة حيث تدرج في عدة وظائف في جامعة القاهرة و منها عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية العام 1971.
الحياة السياسية
في
1972 تم إختياره من قبل الرئيس
محمد أنور السادات في منصب وزير برئاسة الجمهورية، و تلك كانت بداية عدة مناصب سياسية تقلدها، عين في العام 1975 في منصب نائب رئيس وزراء برئاسة الجمهورية، كما انتخب أمينا للاتحاد الاشتراكى العربى العام
1975.
في فترة رئاسة الرئيس محمد حسني مبارك تولي المحجوب منصب رئيس مجلس الشعب المصري (البرلمان) في 23 يناير 1984 وحتي اغتياله خلال عملية نفذها مسلحون إسلاميون أعلي كوبري قصر النيل صبيحة الثاني عشر من أكتوبر لعام 1990، فأثناء مرور الموكب أمام فندق سميراميس في القاهرة أطلق علي الموكب وابل من الرصاص نتج عنه مصرع الدكتور المحجوب فورا، ثم هرب الجناة على دراجات بخارية في الاتجاه المعاكس.
حصل المحجوب علي عدة جوائز و أوسمة رفيعة منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى
1963 من قبل الرئيس جمال عبد الناصر و وسام الجمهورية من الطبقة الأولى 1975 من قبل الرئيس أنور السادات و جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة، عام
1980.
المؤهلات العلمية
- ليسانس الحقوق ، جامعة القاهرة ، عام 1948.
- دبلوم الدراسات العليا فى القانون الخاص من جامعة القاهرة ، عام 1949.
- الدراسات العليا فى القانون العام ، كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بجامعة باريس ، عام 1950.
- دبلوم الدراسات العليا فى الاقتصاد من جامعة باريس ، عام 1951.
- دكتوراه الدولة فى الاقتصاد من جامعة باريس ، عام 1953.
التدرج الوظيفي
- معيد ثم مدرس ثم أستاذ مساعد بكلية الحقوق ، جامعة القاهرة .
- أستاذ الاقتصاد ب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، عام 1964.
- رئيس قسم الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، عام 1970.
- عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، عام 1971.
- وزير برئاسة الجمهورية ، عام 1972.
- نائب رئيس وزراء برئاسة الجمهورية ، عام 1975.
- انتخب أمينا للاتحاد الاشتراكى العربى ، عام 1975.
- رئيساً منتخباً لمجلس الشعب المصرى ، عام 1984 : 1990
انجازاته- كان له دور كبير فى تأصيل مفهوم الاشتراكية العربية بالإيضاح عن معالم النظام الاشتراكى فى الجمهورية العربية المتحدة بلا لبس ولا غموض.
- له دراسات قيمة فى الاقتصاد الإسلامى يعتمد عليها اعتمادا أساسيا طلاب الدراسات العليا فى هذا الفرع من فروع الدراسات الاقتصادية.
عضويات
مؤلفاته
- السياسة المالية وتحديد سعر الفائدة بغرض تحقيق توازن التشغيل الكامل 1953.
- الاقتصاد السياسى ج 1 ، ج2 ، ج3.
- الطلب الفعلى مع دراسة خاصة بالبلاد الآخذة فى النمو 1963.
- إعادة توزيع الدخل القومى من خلال السياسة المالية 1964 .
- النظام الاشتراكى فى الجمهورية العربية المتحدة 1964.
- دراسات اقتصادية إسلامية 1979.
- والعديد من المقالات المنشورة فى مجلة القانون والاقتصاد.
الجوائز والأوسمة
عن رفعت المحجوب
عندما التحقت بكلية «الاقتصاد والعلوم السياسية» بجامعة القاهرة عام ١٩٦٢، دخل علينا قاعة المحاضرات أستاذ أنيق المظهر عميق الفكر، فصيح العبارة، ليدرس لنا «مبادئ علم الاقتصاد» وعرفت يومها أنه ينتمي إلي «المدرسة الفرنسية» التي تجعل دراسة الاقتصاد فرعًا قريبًا من الدراسات القانونية، بخلاف «المدرسة البريطانية» التي تقترب بعلم الاقتصاد من الدراسات الرياضية والإحصائية،
وكانت الكلية الوليدة في وقتها محط الأنظار، وأمل آلاف الشباب من مصر والعالم العربي باعتبارها كلية وحيدة فريدة في تخصصاتها الأصلية «للاقتصاد» و«السياسة» و«الإحصاء» وكان د. «رفعت المحجوب» - رحمه الله - يغرد في قاعة المحاضرات مازجًا الاقتصاد بالفلسفة والتاريخ البشري بالحضارة الإنسانية، ولقد بهرني أستاذي الراحل عندما بدأ يتحدث عن تعريف علم الاقتصاد باعتباره «علم الندرة» ثم مستطردًا في شرح ذلك بلغة رفيعة وتحليل لا أكاد أجد له نظيرًا،
ثم يعود ليقول مرة أخري أن الاقتصاد هو «علم الحاجة» شارحًا بنفس المستوي ما يريد الوصول إليه، ثم يعود مرة ثالثة ليقول: إن الاقتصاد هو «علم المنفعة» ويمضي مفسرًا ما يريد أن يشرحه، ثم يختتم التعريف بقوله إن الاقتصاد هو «علم الصيرورة» في عمق فلسفي لا أنساه، ولقد تزايد إعجابي بهذا الأستاذ المرموق منذ البداية،
حتي إنني بدأت منذ ذلك الوقت في استبدال «نظارتي الطبية» لتكون مثيلة لتلك التي اشتهر بها د. «المحجوب»، وظللت أتابعه في إعجاب شديد وأراقب طموحاته وهي تمضي معه في «العصر الناصري» كعضو بارز في «المؤتمر الوطني للقوي الشعبية» وجزء من المثلث المتألق في ذلك المؤتمر،
حيث كان رفيقاه هما الراحلان د. «لبيب شقير» ود. «طعيمة الجرف»، وتزايدت طموحات أستاذي الراحل عندما سبقه رفيق عمره د. «شقير» إلي مواقع السلطة الوزارية ثم البرلمانية، وبدا لي د. «رفعت المحجوب» لعدة سنوات محبطًا متبرمًا، وكأنه مشروع إنساني كبير، جري إجهاضه تدريجيا،
وهو الذي ينتمي إلي مدينة «الزرقا» بمحافظة «دمياط» التي أنجبت قبله رئيس وزراء العصر الملكي «إبراهيم باشا عبد الهادي»، وعندما وصل الرئيس الراحل «السادات» إلي الحكم اختار د. «رفعت المحجوب» سكرتيرًا أول للجنة المركزية للتنظيم السياسي الواحد في ذلك الحين، وهو «الاتحاد الاشتراكي العربي»
وهي وظيفة تعادل تقريبًا الأمين العام للحزب الحاكم حاليا، ثم تقلد الأستاذ عمادة «كلية الاقتصاد والعلوم السياسية» مرتين، حتي جاء عصر الرئيس «مبارك» الذي اختاره رئيسًا لـ «مجلس الشعب» مع أنه عضو بالتعيين في سابقة جديدة تقديرًا لمكانة الرجل وقيمته، وعندئذ جمعتني ظروف العمل بأستاذي القديم الذي رسبت لأول مرة في حياتي في مادة «الاشتراكية العربية» علي يديه،
وانتقلت بها إلي السنة الثالثة في الكلية، وعندما ناقشته فيما بعد عن تلك المفارقة التي أذهلت أصدقائي وزملائي كان رده بوضوح ان الورقة احتوت اتجاهًا فكريا فيه مغالاة في قبول الفكر الاشتراكي، وأنه رأي إعطاءها درجة «ضعيف»، تحسبًا لأن تكون ورقة مدسوسة لإثبات خروجه هو عن إطار «الاشتراكية العربية» التي كان يرفعها النظام شعارًا له في ذلك الوقت! ولقد ظللنا نتندر بتلك القصة لعدة سنوات،
وعندما كان د. «رفعت المحجوب» رئيسًا لـ «مجلس الشعب» تألق بصورة مبهرة وكانت خطبته السنوية عند تقديم رئيس الجمهورية في افتتاح البرلمان قطعة رفيعة في الأدب والفكر معًا، وأذكر أنه في إحدي المناسبات ألقي خطبته بالكامل، قياسًا علي الذكر الحكيم، مقتبسًا من القرآن الكريم في روعة تدعو إلي الخشوع والاحترام،
وهو الذي نزل من فوق المنصة في إحدي جلسات «مجلس الشعب» عندما تزايد الهجوم عليه والانتقاد لتصرفات شقيق له، فوقف بين صفوف الأعضاء، وكرر عبارته الشهيرة (لا تكونوا كأهل «أورشليم» كلما جاءهم نبي رموه بحجر)، وما أكثر ما تحدث إلي أستاذي، بحكم ظروف العمل، شارحًا وموضحًا ومستفسرًا،
وكنت أشعر دائمًا أن الرئيس «مبارك» يخصه باحترام خاص، وتقدير واضح، بينما كان ينظر إليه د. «عاطف صدقي» رئيس الوزراء نظرته للقدوة وصاحب الفضل، وأتذكر من الطرائف أن د. «رفعت المحجوب» كان حاضرًا لمراسم استقبال أمير البحرين الراحل في أحد أيام الثمانينيات،
وبينما كان الرئيس «مبارك» يقدمه للعاهل الخليجي داست قدمه - د. «المحجوب» - عن طريق الخطأ علي رداء الأمير الضيف، حتي كاد الأمير أن يسقط علي الأرض بفعل ذلك، وهنا جذب ضباط الحراسة الخاصة المصرية رئيس البرلمان المصري في اتجاه يبعده عن الأمير الزائر، تلافيا لمشكلة «بروتوكولية» لا مبرر لها، وليلتها حدثني د. «المحجوب» تليفونيا وهو شديد التأثر من الواقعة والأسف لما حدث،
ولقد جاءت نهاية أستاذ الراحل حزينة بكل المعاني، فقد كانت نهاية مأساوية لقي فيها الرجل مصرعه برصاصات غاشمة، وبدت قمة المأساة في أنه كان «اغتيالاً خاطئًا»، فقد كان المستهدف هو «وزير الداخلية» الأسبق اللواء
محمد عبد الحليم موسى ولكن موكب «رئيس البرلمان» سبق موكب «وزير الداخلية» فكانت المأساة،
رحم الله د. «رفعت المحجوب» فقد كان طرازًا فريدًا في الترفع والكبرياء، والعجيب أن قاتليه قد حصلوا علي البراءة، ومازالوا يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، والرجل في رحاب ربه راضيا مرضيا. [2]