عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 14-01-2010, 12:38 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

وقال تعالى: (أَفَلمْ يَنْظُرُوا إِلى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لهَا مِنْ فُرُوجٍ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُل زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لكُل عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الحَصِيدِ وَالنَّخْل بَاسِقَاتٍ لهَا طَلعٌ نَضِيدٌ رِزْقًا للعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلدَةً مَيْتًا كَذَلكَ الخُرُوجُ) ق/6: 11.
وقال أيضاً: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلى الإِبِل كَيْفَ خُلقَتْ وَإِلى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلى الجِبَال كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) الغاشية/171:21. وقال تعالى: (قُل سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (العنكبوت:20) .

ثالثا:من الأمور التي يدرك بها العقل حقائق الأشياء التجريبيات.
وقد جعل الله الحياة تجارب تكسبنا الحكمة والخبرة، وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النَّبِي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ قَال: (لا يُلدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ).
فهي سنن وعادات وتجربة وممارسات، ولذلك حذرنا الله من العصيان، بما حدث لأعدائه في سالف الزمان، كان مصيرهم الخسف والمسخ والصيحة والنبران فقال تعالى: (قَدْ خَلتْ مِنْ قَبْلكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ) آل عمران. وقال تعالى: (فَهَل يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّةَ الأَوَّلينَ فَلنْ تَجِدَ لسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلا وَلنْ تَجِدَ لسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلا).
وقال سبحانه: (وَإِنَّ لُوطًا لمِنَ المُرْسَلِينَ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلهُ أَجْمَعِينَ إِلا عَجُوزًا فِي الغَابِرِينَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الآَخَرِينَ وَإِنَّكُمْ لتَمُرُّونَ عَليْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِالليْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) الصافات 138.
وقال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لهُمْ وَأَضَل أَعْمَالهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَل اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالهُمْ أَفَلمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَليْهِمْ وَلِلكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلى الذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الكَافِرِينَ لا مَوْلى لهُمْ) محمد 7/11.
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أن رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ قَال: (إِنَّ الصِّدْقَ بِرٌّ وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلى الجَنَّةِ وَإِنَّ العَبْدَ ليَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا وَإِنَّ الكَذِبَ فُجُورٌ وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلى النَّارِ وَإِنَّ العَبْدَ ليَتَحَرَّى الكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا).

رابعا : من الأمور التي يدرك بها العقل حقائق الأشياء أيضا المتواترات.
وكذلك خبر العدل الضابط الصادق كعلمنا بوجود مكة والمدينة، فإن العلم بوجودهما علم يقيني، وكذلك بعثة النبي العلم بها علم يقينى، لما ورد فيها من تواتر الأخبار وحملة الآثار.
وقد اتفق علماء الحديث على أن الأحاديث المتواترة تدل على اليقين وهى التي رواها جمع يستحيل اتفاقهم على الكذب عن جمع آخر يستحيل اتفاقهم على الكذب إلى نهاية الإسناد إلى رسول الله صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ.
ويحصل اليقين أيضا بخبر الواحد المعروف معرفة شخصية بطول العشرة والمعهود عنه العدالة الضبط وعدم المبالغة في القول كالراوي الثقة الذي لم يعرف بارتكاب كبيرة ولا إصرار على الصغيرة. فربما يحدث خبره من اليقين ما لايحدثه خبر التواتر.
ولم يختلف أحد من الأمم في أن رسول الله صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ بعث إلى الملوك رسولا واحدا يدعوهم إلى الإسلام، واحدا واحدا مفردا إلى كل مدينة وقبيلة، كصنعاء وحضرموت ونجران وتيماء والبحرين وعمان وغير ذلك من البلدان، وكان كل رسول يُعَلم الناس أحكام دينهم كلها، عقيدة وشريعة، وافترض النبي صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ على كل جهة قبول رواية أميرهم ومعلمهم؛ فصح قبول خبر الواحد الثقة عن مثله مبلغا إلى رسول الله صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ.
روى البخاري عَنْ البَرَاءِ أنه قَال: (لمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ المَدِينَةَ صَلى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلى الكَعْبَةِ فَأَنْزَل اللهُ تَعَالى (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلةً تَرْضَاهَا) فَوُجِّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ وَصَلى مَعَهُ رَجُلٌ العَصْرَ ثُمَّ خَرَجَ فَمَرَّ عَلى قَوْمٍ مِنْ الأَنْصَارِ فَقَال هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلى مَعَ النَّبِيِّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ وَأَنَّهُ قَدْ وُجِّهَ إِلى الكَعْبَةِ فَانْحَرَفُوا وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاةِ العَصْرِ).
خامسا: من الأمور التي يدرك بها العقل الصريح الإقرار والاعتراف.
روى مسلم عن ُبرَيْدَةَ بن الحصيب رضي الله عنه أنه قَال: (جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلى النَّبِيِّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ فَقَال: يَا رَسُول اللهِ طَهِّرْنِي؟ فَقَال: وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرْ اللهَ وَتُبْ إِليْهِ. قَال بريدة: فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَال: يَا رَسُول اللهِ طَهِّرْنِي؟ فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ: وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرْ اللهَ وَتُبْ إِليْهِ. قَال: فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَال: يَا رَسُول اللهِ طَهِّرْنِي؟ فَقَال النَّبِيُّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ مِثْل ذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ الرَّابِعَةُ قَال لهُ رَسُولُ اللهِ: فِيمَ أُطَهِّرُكَ؟ فَقَال: مِنْ الزِّنَى، فَسَأَل رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ أَبِهِ جُنُونٌ؟ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ ليْسَ بِمَجْنُونٍ، فَقَال: أَشَرِبَ خَمْرًا؟ فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنْكَهَهُ، فَلمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ، قَال بريدة: فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ: أَزَنَيْتَ؟ فَقَال: نَعَمْ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ، قَائِلٌ يَقُولُ: لقَدْ هَلكَ، لقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: مَا تَوْبَةٌ أَفْضَل مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ، أَنَّهُ جَاءَ إِلى النَّبِيِّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ ثُمَّ قَال: اقْتُلنِي بِالحِجَارَةِ.
قَال فَلبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ وَهُمْ جُلُوسٌ، فَسَلمَ ثُمَّ جَلسَ فَقَال: اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ. قَال بريدة: فَقَالُوا: غَفَرَ اللهُ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، قَال بريدة: فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ: لقَدْ تَابَ تَوْبَةً لوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لوَسِعَتْهُمْ.
قَال: ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ مِنْ الأَزْدِ، فَقَالتْ: يَا رَسُول اللهِ طَهِّرْنِي؟ فَقَال: وَيْحَكِ ارْجِعِي فَاسْتَغْفِرِي اللهَ وَتُوبِي إِليْهِ، فَقَالتْ: أَرَاكَ تُرِيدُ أَنْ تُرَدِّدَنِي كَمَا رَدَّدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، قَال وَمَا ذَاكِ؟ قَالتْ: إِنَّهَا حُبْلى مِنْ الزِّنَى. فَقَال: آنْتِ؟ قَالتْ: نَعَمْ. فَقَال لهَا: حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ. قَال: فَكَفَلهَا رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ. قَال: فَأَتَى النَّبِيَّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ فَقَال: قَدْ وَضَعَتْ الغَامِدِيَّةُ. فَقَال: إِذًا لا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلدَهَا صَغِيرًا ليْسَ لهُ مَنْ يُرْضِعُهُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ فَقَال: إِليَّ رَضَاعُهُ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَال بريدة: فَرَجَمَهَا).
رد مع اقتباس