عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 16-01-2010, 06:54 PM
Observer Observer غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 8,627
معدل تقييم المستوى: 25
Observer is on a distinguished road
افتراضي


أستاذنا الكبير جمال سراج أذهلنى حماسك وغيرتك على بنى جلدتك فى زمن
خربت فيه الضمائر وغلب عليه الطابع المادى ، ولكن طلب الرزق فى البلاد
ليس عيباً أو نقصاً يستدعى المذمة ، فالحياة ضاقت بالناس ولم يعد الناس
قادرين على تحقيق متطلبات المعيشة فماذا يفعلون ؟!



أقولها بملء الفم ، المواطن المحترم فى هذا البلد ليس له مكان وليس له
حقوق أو كرامة بل ليس له حتى حق الحلم والطموح وانتظارغد أفضل
والدلائل قائمة ... !!


أعتقد أن منتهى حلم أى مدرس مصرى فى هذه الأيام هو الهجرة والسفر إلى
اى بلد آخر وضع ألف خط تحت كلمة آخر من أجل لقمة العيش وحياة كريمة
فقط ، وكثير من الإخوة يبحثون عن أى اعلان عمل بأى دولة عربية لتحسين
أحواله لأن العمل فى أى بلد آخر أفضل كثيراً من العمل فى مصر
فلماذا نغلق المنفذ الوحيد المتاح أمامه ؟


أما نقطة التقليد الغبى والتمسح الأعمى من البعض فى الهيئة وطريقة الكلام
فهذا مرده لضعف شخصية هؤلاء وتأصل النفاق فى دواخلهم ولن يزول هذا
النقص بأى حال وهؤلاء هم من نعانى منهم فى بلادنا عندما يتقلدون المناصب
فنراهم يعذبون الناس ويدفعونهم دفعاً للفرار والهجرة من البلد



الوزير أحمد درويش أعلنها من قبل صريحة وقال ( كل واحد يشوف مصلحته )
عندما سألوه عن تثبيت المؤقتين وأنا الآن ( بشوف مصلحتى ) طبقاً لكلام
السيد الوزير ولن أمانع فى العمل فى أى دولة عربية أو غير عربية
ولو حتى إسرائيل ولا أبالغ

ألا يتعامل مسئولونا معهم وتوجد بيننا وبينهم علاقات رسمية معلنة ؟؟


هذه التناقضات المؤلمة جعلتنى أكتب هذه الكلمات



أتُراك سعيدة
يا بنت الدهر
ويا زهر الريحان
أتُراك لفقد الطفل العاشق
زاهية الرونق والألوان .. !
وأرى أطفالك من بعدى أيتاماً
قد غُذوا بالحرمان
الحيرة تعصف بالوجدان

كم كنتِ وكنَّا
وكم ناجينا أقمارك
كم لاح الفجر يهدهدنا
يغسل عن أعيننا النوم
ويكشف أسرارك
وينشر فى كل الآفاق
قصائد أشعار الأولاد بروضة بستانك

فى كل شوارعك الحجريّة
وكل دروبك
كنا نجرى
نلهث كالجرذان
والقدم الحافى
يئن وتلسعه الأحجارْ
تلك الأحجار الشمسية
وقد اختزلت نيران الشمس
لتطلقه تحت الأقدام

وبأيدينا المتسخة صافحنا كل الأشياء
وتذوقنا طعم الحب وطعم البؤس
وطعم الأمل الكاذب
محشوّاً فى الخبز المشقوق
وشممنا كل روائحك المحظورة
رائحة الطين الأسوَد
والعرق المالح
والآمال المكبوتة
تحت قناع الصمت

والآن ..
نمدُّ إليك الأيدى
أيتها الأم السلبية
والدوامات الملعونة تهد قوانا
والطفل العاشق داخلنا
يبكى ويناشدك الإحسان
أنْ داوينا والتقطينا
وأراك بعيدة
تبتعدى أكثر
وكفرتِ بنا أيتها الأم
تركتينا
فكرهتك وكرهت الحب
ولعنت قصيدة عشقك
ومحوت الذكرى من قلبى
ورحلْت ...

تحياتى