نزول الوحى (؟ رمضان 13 ق. هـ - ؟ أغسطس 610 م) :
تقول بعض المصادر بأن نزول الوحى كان فى 17 رمضان 13 ق. هـ إلا أن هذا غير دقيق , وذلك لتعارضه مع قول الرسول صلى الله على وسلم : (تحروا ليلة القدر فى السبع الأواخر) , كما أن نزول الوحى كان يوم الإثنين حيث روى "أبى قتادة" قائلاً : (سـُئل رسول الله صلى الله على وسلم : عن صوم يوم الإثنين فقال الرسول صلى الله على وسلم : ذاك يوم ولدت ويوم بعثت أو أنزل على فيه). بالتالى يكون نزول الوحى فى أغلب الظن يوم الإثنين27 رمضان 13 ق.هـ .
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الأربعين من عمره وكان يخلو في غار حراء بنفسه، ويتفكر في هذا الكون وخالقه، وكان تعبده في الغار يستغرق ليالي عديدة حتى إذا نفد الزاد عاد إلى بيته فتزود لليالٍ أخرى،, وكان يخلو بغار حراء، فيتعبد فيه قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى "خديجة" فيتزود لمثلها، وفي نهار أحد أيام الاثنين من شهر رمضان جاءه الملاك "جبريل" فجأة لأول مرة فى غار حراء فقال: اقرأ.
فقال "محمد": «ما أنا بقارئ»
فأحس بـ "جبريل" يمسكه وكأنه يخنقه ، ثم تركه وقال: اقرأ.
فقال "محمد": «ما أنا بقارئ»
فأمسكه "جبريل" مرة أخرى حتى أحس بالإختناق، ثم تركه فقال: اقرأ
فخاف "محمد" أن يخنقه للمرة الثالثة فقال : «ماذا أقرأ ؟»
فقال "جبريل" : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ , خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ , اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ , الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) [العلق: 1: 4]
فقرأها "محمد" فأنصرف عنه الملاك وقد نـُقـِشت تلك الآيات فى قلبه , وقد كان خائفاً حتى إستعاد قواه فأسرع نازلاً الجبل متجهاً إلى بيته.
وأثناء إسراع "محمد" إلى بيته حائراً ويفكر فيما إذا كان ما رآه ذلك حلماً فقط أم حقيقة إذ به يسمع صوتاً يناديه ويقول له : أنا "جبريل" يا "محمد" وأنت نبى الله ورسوله.
فخاف ونظر إلى السماء فإذا بالذى ينادى عليه هو الملك فى صورة رجل فزاد فزع "محمد" وخوفه وجعل يصرف وجهه عما يرى , فرجع يرجُف فؤاده، فدخل على "خديجة بنت خويلد" فقال: زملونى! زملونى
فأسرعت إليه "خديجة" وعاونته حتى أبلغته فراشه وغطته كما أمر ووقفت بجانبه صامته لا تغادر سريره حتى ذهب عنه الفزع وفتح عينيه فعاونته على النهوض وكشفت عنه الغطاء وبدلت له ملابسه التى بللها العرق الكثير وجلست بجانبه وسألته عما حدث, فحكى لها "محمد" كل ما حدث بالتفصيل حتى قال لها الآيات التى نزلت عليه : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ , خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ , اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ , الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ )
فقالت "خديجة" : ما أحلى هذا الكلام يا أبا "القاسم" ! إن له لحلاوة , وإن عليه لطلاوة , ليس هذا قول البشر يا أبا "القاسم" .
ثم قال "محمد" : لقد خشيت على نفسى
فقالت "خديجة" : والله لا يخزيك الله أبداً , إنك لتصل الرحم , وتصدق الحديث , وتحمل الكـَلّ , وتقرى الضيف , وتتعين على نوائب الخير.
فانطلقت به خديجة، حتى أتت به "ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى", ابن عم "خديجة"، وكان امرأً تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانى، فيكتب الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي.
فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك.
فقال له ورقة: يا ابن أخى ماذا ترى؟
فأخبره "محمد" خبر ما رأى.
فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جَذَعًا ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك.
فقال محمد: أَوَمُخْرِجِيّ هم؟
قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودى، وإن يدركنى يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا.
|