السلام عليكم و رحمة الله
بدايه انا قرات تلك القصه باحدى المنتديات الحقيقه الموضوع شد انتبهاى وحبيت اعرف مزيد من الاراء
اولا وقبل كل شئ اسف لصاحبه القصه انى نقلتها ......
هذه قصة كتبتها إقتبستُ أحداثها من الواقع و الحقيقة .. حقيقة لا يمكن لأحدٍ أن ينكرها لأنني رأيتها بعيني .. حقيقةٌ مرة و واقع مؤلم لفتاة صغيرة لم تذق طعم السعادة أو الهناء ... لا أنكر أنني اقتبست القليل من المنتديات هنا و لكن ليس سوى القليل جداً ,قد لا يصدقها معظم من يقرأها أنا لم أفعل عندما سمعت قصتها أول مرة .. قلتُ في نفسي : إنها كاذبة تريد القليل من الاهتمام و لفت الانتباه .. و لكن عندما رأيت ما يحدثُ بأم عيني كنتُ مجبرةً على أن أصدقها .. و إن لم أفعل هل كان ذلك سيغير شيئاً ؟؟
قد أكون أخفيت العديد من التفاصيل المؤلمة و لم أكتب سوى الأحداث البسيطة .. و لكن ذلك تلبية لطلب الفتاة قبل وفاتها .. حتى لا أشوه سمعة أحد .. لن أؤخركم أكثر عن قراءة القصة .
_________________________________________
"هل تريدين كوباً من الشاي أم كأساً من الماء يكفي؟؟" سألتني والدتي أجبتها قائلة : شكراً لكِ لكنني لا أشعر برغبة في شرب شي .
قالت : كما تشائين و خرجت من الغرفة لأعود إلى مراقبة الفتاة من نافذة غرفتي بالمنزل المجاور ..
كانت تبكي بهدوء بجوار النافذة .. كما تفعل كل ليلة , كنت و لازلت دوماً أتساءل ترى ما الذي يبكيها ؟
عليها أن تشكر الله على حياتها .. فحياتها بالتأكيد ليست أسوأ من حياتي حيث كنا في ضائقة مالية و لم اكن قد اكملت دراستي بعد و علي دفع تكاليف الجامعة في الخارج إن كنتُ أريد أن أكملها و والدي مصاب الشلل الرعاشي أطال الله عمره كما أن أخي يدرس في الخارج و عليه دفع تكاليف الجامعة .. فما الذي أسوأ من ذلك خصوصا أنها فتاة صغيرة في عمر الزهور ..
كانت في البداية عندما تراني تغلق الستائر و تطفئ الأضواء حتى لا أراها لكن بعد فترة لم تعد تفعل ذلك ... اعتقد انها بدأت تطمئن إلي و قررت أني لا بد و أن اتحدث اليها حتى أعرف ما قصتها ...
ذات ليلة و كما أفعل دائماً جلست بجوار النافذة أراقب الهدوء المخيم على الأجواء فجأة أضيئت الأنوار في غرفة تلك الفتاة في المنزل المجاور و رأيتها تدخل مسرعة و تغلق الباب خلفها ثم اختبأت خلف السرير و كانت تبكي بحرقة فجأة دخل والدها و بدأ يبحث عنها و عندما وجدها بدأ بضربها ضرباً مبرحاً..شعرت بالأسى عليها نظراً لقسوة الأب و رغم أن والدتها كانت تقف بجوار الباب إلا أنها لم تحاول إيقاف الأب .
بعد أن خرج الأب جلست بجوار النافذة و بدأت تبكي و تبكي و تبكي حتى هدأت قليلاً ففتحت النافذة و أشرت لها أن تفتح نافذة غرفتها هي الأخرى و كان منزلينا قريبين جداً بحيث كان بمكنني سماعها و يمكنها سماعي .
ففتحت النافذة ... سألتها بهدوء : ما اسمك ؟؟ أجابت بتردد : اسمي .. سارة .. ما اسمكِ أنتِ ؟ رسمت ابتسامة على وجهي حتى أشعرها بالاطمئنان و اجبتها : انا اسمي مريم .. كم عمرك ؟
- انا الآن عمري 13 عاما .
- أحقاً ؟ كنتُ أظنكِ أكبر من ذلك .
- نعم و كم عمركِ أنتِ إن كان بإمكاني أن أسأل ؟
- أجل بالتأكيد .. أنا عمري 20 عاماً .
- لا يبدو عليكِ هذا تبدين و كأنكِ أصغر سنأ.
- نعم هذا بسبب قصر قامتي و وجهي الدائري .
مرت لحظات هدوء لم يتكلم فيها أحد فبادرت بالكلام قائلة :
- سارة .. اسمكِ جميل .
ابتسمت بخجل ثم قالت :
- شكراً لكِ .
- هل لديكِ أخوة أو أخوات أم أنكِ وحيدة ؟
- لا لست وحيدة لدي أختان و أخ .
- ما أسماؤهم ؟
- أختي هند أصغر مني بسنتين و نور بأربع و حمد بثمانِ سنوات .
.
- اذاً أنتِ الكبرى .. شيء جميل أن تكوني الكبرى لطالما كنت
أتمنى أن أكون الكبرى لكن للأسف لست كذلك .
ارتسمت على وجهها علامات الحزن ثم قالت :
- أن تكوني الكبرى بين أخوتكِ و أخواتكِ ليس شيء جميل صدقيني .
غيّرتْ محور الحديث بسرعة .
- أعلم أنكِ تراقبينني منذ فترة من نافذة غرفتكِ ما السبب في ذلك ؟
- لا أعلم .. أعتقد أنه الفضول .. بالمناسبة بأي صفٍ أنتِ و في أي مدرسة ؟
- أنا في الصفِ الثامن و في مدرسة فاطمة بنت عبد الملك ِ المتوسطة .
- ما أسماءُ زميلاتكِ و صديقاتكِ في المدرسة .
- زينب و جنان و أمينة و بلقيس و ريم و آمنة و كوثر و دلال و هدى و زهراء و زهرة و فجر.
- لديكِ الكثير من الصديقات شيءٌ جميل .
- لا لسنَ صديقاتي إنهن زميلاتي فصديقاتي هن جنان زينب و أمينة .
- و هل هناك فرق ؟
- كثيراً .
تحدثنا طويلاً ربما لساعتين أو ثلاث عرفت عنها الكثير من الأشياء علمت أن أمها ليست من الكويت بل هي من دولة خليجية و أن خالاتها و خوالها ليسوا في الكويت و علاقتهم مع العمات ليست جيدة لذلك فلم يتبق أحد سوى العم الوحيد المحبوب لدى الجميع و أخبرتني أنها تحب ابنة عمها هديل كأختها نظراً لكونها في مثل سنها ثم سمعت صوت أمها تأمرها بأن تطفئ الأنوار لتنام فقد تأخر الوقت سألتها كم الساعة الآن قالت : أنها العاشرة .
- يا الهي لقد تأخر الوقت كثيراً .. و عليك أن تذهبي إلى المدرسةِ غدا .
- نعم صحيح .. على كل حال لقد استمعت كثيرا بالحديث معك .
- ما رأيك أن نكرر هذا غداً مساء في نفس الوقت .
- نعم لم لا ؟
- حسنا اذا تصبحين على خير و إلى اللقاء .
- إلى اللقاء .
في المساء التالي تحدثنا مرة أخرى و في النهاية قررنا أن نلتقي في اليوم التالي و بدأت لقاءاتنا تتكرر أصبح موعدنا كل مساء .
ذات ليلة بعد أن ذهبت كل منا إلى النوم استلقيت على سريري و أنا أفكر بهذه الفتاة شعرت أن بها شيئاً غريبا فالمعروف أن الفتيات في هذا العمر يريدون الاستمتاع بالحياة أما هي فإنها مختلفة فقد لاحظت عليها أنها دائما مشغولة البال و في كل مرة تأتي و عيناها محمرتانِ من البكاء فقلت يجب أن أعرف ما بها لأنني أريد حقاً مساعدتها و علي أن ابدأ بكسبِ ثقتها .
و شيئأ فشيئاً بدأت تخبرني تشعر بالإطمئنان نحوي و في يوم من الأيام تأخرت عن موعدها نصف ساعة .. شعرت بالقلق حاولت إقناع نفسي مراراً و تكراراً أنها بخير لكنني لم أفلح في ذلك لذا ذهبت لأشرب كأساً من الماء عسى أن أهدأ قليلاً و عندما عدت وجدتها تبكي بحرقة .. انتظرت حتى هدأت ثم سألتها :
- ما بكِ عزيزتي لمَ تبكين ؟
- كيف لا أبكي و ... و ...
عادت للبكاء ثانية فطلبت منها أن تشرب كأسا من الماء لتهدأ قليلاً بعد أن عادت طلبت منها أن تخبرني بهدوء ما الذي حصل .
- مريم .. أظنني أخبرتكِ عن صديقتي زينب ؟؟
- نعم فعلتِ .. و أدركِ مدى حبكِ لها لكن ما علاقتها بسبب بكائك ؟
- كلمتها عن طريق الانترنت فتظاهرت بأنها شاب يعبث مع الفتيات .. كنت أعلم أنه مقلب مدبر و لكنني أردت التأكد أكثر فسألت زميلتي شيماء أهي زينب من تتكلم أم فتاة أخرى ؟؟
- أجابتني أنها زينب فاستمريت بالتحدث اليها لكن لم يعجبني أسلوبها في الحديث فغضبت و اتصلت بها فاخبرتني بانها لم تتكلم معي و لا بد أن من تكلم معي هو ابن خالتها غضبتُ غضباً شديداً و في اليوم التالي علمت أمي بالموضوع بطريقةٍ ما فتحدثت معي و أخبرتها أنني لم أعلم أنها لم تكن هي ، لكن أمي لم تصدقني و ظنت أن بيننا علاقة و أخبرت أبي الذي غضب بدوره كثيراً و قام بضربي و في تلك الليلة طردتني أمي من المنزل و في اليوم التالي و كان يوم الجمعة قمت بالاتصال بها و أخبرتها بالذي حدث معي فضحكت كثيراً و شعرت بالغضب لأنني في مشكلة كبيرة و هي تضحك باستهزاء، في النهاية أخبرتني بأنها كانت من تكلمني و أن الأمر كله مجرد مقلب مدبر , غضبت أشد الغضب و أغلقت السماعة ثم ذهبت فوراً إلى أمي و أخبرتها بما قالته لي ..
صمتت برهة ثم أكملت ..
- و لكن أمي لا زالت غاضبة .
- لا بأس عزيزتي لا بد أن والدتك قلقت عليكِ كثيراً فلا أحد يأمن الشباب هذه الأيام .
- صحيح .. و لكنني تعاقبت ظلماً .
- أعلم .. و لكن فكري بالأمر لقد حدث بسبب مزحة ثقيلة و سوء تفاهم.
- نعم ..
مرت بضع دقائق لم نتكلم فيها فبادرت بقولي :
- سارة لقد لاحظتُ عليكِ أمراً و هو أنكِ شديدة التعلق في زينب رغم أن مدة تعرفكِ اليها لم تتجاوز السنة حتى الآن فما السبب في ذلك ؟؟
- مممممم .. ربما لأنني ... لا أعلم .. لأنني و من عدة مواقف عرفت أنها فتاة أمينة صادقة مؤدبة محترمة تستحق الثقة صديقة حقيقية لا تتخلى عن صديقتها مهما كانت الظروف .
- حسناً , سؤال آخر هل تثقين بي ؟
- بالتأكيد .
- حسناً إذن هذا موضوع أردت أن أكلمكِ به منذ فترة أعتقد أن اليوم مناسب .
- تفضلي , ما هو ؟
- لقد لاحظتُ عليكِ شيئاً آخر و هو أنكِ دائماً حزينة و مشغولة البال و عيناكِ تحمل الكثير من الألم .. و لكنكِ لا تخبريني بشيء مما يحدث لكِ و أنا أشكي لكِ كل مشاكلي و أطلب منك المساعدة أحياناً , لماذا ما الذي يحدث ؟
تنهدت ثم قالت بتردد :
- أنتِ لا تعرفينني فأنا لست سارة كما تعرفينني أنا فتاة أخرى و شخصيتي التي ترينها مزيفة و أستخدمها للتمويه .
- ماذا تقصدين ؟
- أقصدُ الكثير .
- لا أفهم .
- أعني أن حياتي ليست كما تظنينها أبداً .
- إذن كيف هي ؟
- علي أن أذهب الآن فقد تأخر الوقت كثيراً,تصبحين على خير.
- و أنتِ أيضاً .
ذهبت و تركتني في حيرة من أمري .. شعرت نحوها بالغموض و الفضول .. قلت في نفسي : يا لها من فتاةٍ غريبة أشعر معها بأنني أتخلص من همومي لأني أشكي لها مشاكلي و لم أظن حتى اليوم أن لديها مشاكل هي أيضاً , شعرت بالشفقةِ نحوها فلا أحد تشتكي له لا بد و أن أعرف ما بها .
و في اليوم التالي لاحظت زميلتي في العمل منى شرود ذهني فسألتني :
- ما بكِ يا مريم ؟
- لا شيء يا منى و لكن أتذكرين سارة التي أخبرتكِ عنها ؟؟
- نعم تلك الفتاة الصغيرة .
- أجل , هي من يشغل بالي و لكن أرجوكِ لا تسأليني لماذا فأنا لا أعلم حتى الآن .
مر اليوم بطيئاً و كأن الثواني دقائق و الدقائق ساعات و في النهاية حان موعد رؤيتي سارة .
- كيف حالكِ اليوم ؟
- بخير و الحمدلله , ماذا عنكِ ؟
- الحمدلله .. لقد أثرتِ فضولي ليلة أمس ماذا كنتِ تقصدين ؟
- لا شيء لا شيء .
- هيا سارة بإمكانكِ أخباري و أعدكِ أني لن أخبر أحداً .
- لا أعلم ... حسناً .
- هيا .. كلي آذانٌ صاغية .
- ممممم .. لا أعلم إن كان يجدر بي إخبار أحد .
- بإمكانكِ فعل ما تشائين إن كنتِ تطنينه صائباً .
- حسناً إذن ... أمي و أبي لا يحبانني .
قلت بدهشة واضحة :
- ماذا ؟
- لقد أخبرتكِ .
- أعلم و لكن لا يوجد أم و أب لا يحبان ابنتهما .
- والدي بلى .
- و كيف علمتِ ذلك ؟
- تصرفاتهما .
- ماذا تقصدين ؟؟
- تختلف عن كيفية تصرفهما مع أخواتي .
- كيف ذلك ؟
- لا يعاملانني كما يعاملانِ أخوتي .
- كيف .. اذكري لي مثالاً .
- مثلا ً أخوتي يحصلون على كل ما يريدون أما إن كنت أنا من تطلب شيئا فدائما و قبل أن أحصل على ما أريد إن حصلتُ عليه يكون هناك تحقيق حول ما أريده مثلا لماذا ؟ متى تحتاجيه ؟ لمَ تحتاجينه ؟ فيم تستخدمينه ؟ و هكذا .
- ماذا أيضا ؟
- دائماً يضربانني و عادة ما يختلقانِ الأسباب .
- ربما لا يفعلان و لكنكِ تكونين حقاً أخطئتِ في أمرٍ ما و يريدان أن يبينا لكِ ما هو الصواب و يضربانكِ حتى لا تعودي لفعل هذا الأمر .
- قد تكونين محقة و لكن أليس من حقي أن أعرف فيما أخطأت حتى لا أعود لفعله ؟
- بلى , إذن لمَ لا تسألينهما ؟
- فعلت و كل ما حصلتُ عليه هو المزيد من الضرب بعد أن يردا علي: ألم تتعلمي من خطأكِ حتى الآن؟أو أتمزحين بعد كل ما فعلته لا تعلمين فيمَ أخطأتِ ؟
- مممممممم ... إذن هما أولا: لا يعاملانكِ كأخوتكِ ، ثانيا: يضربانكِ .
- ليس هذا فقط بل هناك أيضا الحبس .
- الحبس؟!
يتبع....................