عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25-01-2010, 02:21 AM
وحيدة شكلى وحيدة شكلى غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 509
معدل تقييم المستوى: 17
وحيدة شكلى is on a distinguished road
افتراضي

تابع شعراء العصر الإسلامي ) ::








الراعي النُمَيري

? - 90 هـ / ? - 708 م
عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.
من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي

لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.
وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.
عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.
وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.

عجبتُ منَ السّارينَ والرّيحُ قرّة ٌ

عجبتُ منَ السّارينَ والرّيحُ قرّة ٌ إلى ضَوْءِ نَارٍ بين فَرْدَة َ والرَّحَى
إلى ضَوْءِ نَارِ يَشْتَوِي الْقَدَّ أهْلُهَا وَقَدْ يُكْرَمُ الأضْيَافُ والقِدُّ يُشْتَوى
فَلَمَّا أتَوْنَا فاشْتَكَيْنَا إلَيْهِمُ بَكَوْا وَكِلاَ الْحَيَّيْنِ مِمَّا بِهِ بَكَى
بكى معوزٌ منْ أنْ يلامَ وطارقٌ يَشُدُّ مِنَ الْجُوعِ الإزَارَ علَى الْحَشَا
فَأَلْطَفْتُ عَيْنِي هَلْ أرَى مِنْ سَمِينَة ٍ وَوَطَّنْتُ نَفْسِي لِلْغَرَامَة ِ والْقِرَى
فَأَبْصَرْتُها كَوْمَاءَ ذاتَ عَرِيكَة ٍ هجانًا منَ اللاّتي تمنّعنَ بالصّوى
فَأَوْمَأْتُ إيِمَاءً خَفِيّاً لِحَبْتَرٍ وللهِ عينا حبترٍ أيّما فتى
وقلتُ له ألصقْ بأيبسِ ساقها فَإنْ يَجْبُرِ الْعُرْقُوبُ لاَ يَرْقَإِ النَّسَا
فأعجبني منْ حبترٍ أنَّ حبترًا مضى غيرَ منكوبٍ ومنصلهُ انتضى
كأنّي وقدْ أشبعتهمْ منْ سنامها جَلَوْتُ غِطَاءً عَنْ فُؤَادِيَ فانْجَلَى
فَبِتْنَا وَبَاتَتْ قِدْرُنَا ذَاتَ هِزَّة ٍ لنا قبلَ ما فيها شواءٌ ومصطلى
وأصبحَ راعينا بريمة ُ عندنا بِسِتِّينَ أنْقَتْهَا الأخِلَّة ُ والْخَلاَ
فقلتُ لربِّ النّابِ خذها ثنيّة ً ونابٌ علينا مثل نابكَ في الحيا
يشبُّ لركبٍ منهمُ منْ ورائهمْ فكُلُّهُمُ أمْسَى إلى ضَوْئِهَا سَرَى

الشماخ الذبياني

? - 22 هـ / ? - 642 م
الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان المازني الذبياني الغطفاني.
شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وهو من طبقة لبيد والنابغة.
كان شديد متون الشعر، ولبيد أسهل منه منطقاً، وكان أرجز الناس

على البديهة. جمع بعض شعره في ديوان.
شهد القادسية، وتوفي في غزوة موقان. وأخباره كثيرة.
قال البغدادي وآخرون: اسمه معقل بن ضرار، والشماخ لقبه.


لَعَلَّكَ والموعودُ حقٌّ لقاؤُهُ

لَعَلَّكَ والموعودُ حقٌّ لقاؤُهُ بدا لك في تلك القلوصِ بداءُ

الطرماح

? - 125 هـ / ? - 743 م
الطِّرمَّاح بن حكيم بن الحكم، من طيء.
شاعر إسلامي فحل، ولد ونشأ في الشام، وانتقل إلى الكوفة فكان معلماً فيها.

واعتقد مذهب (الشراة) من الأزارقة (الخوارج).
واتصل بخالد بن عبد الله القسري فكان يكرمه ويستجيد شعره.
وكان هجاءاً، معاصراً للكميت صديقاً له، لا يكادان يفترقان.
قال الجاحظ: (كان قحطانياً عصبياً).

إِنِّي صَرَمْتُ مِنَ الصِّبا آرَابي

إِنِّي صَرَمْتُ مِنَ الصِّبا آرَابي وسَلَوْتُ بَعْدَ تعِلَّة ٍ وتَصابي
أزْمَانَ كُنْتُ إذا سَمِعْتُ حَمامَة ً هَدَلَتْ بَكَيْتُ لِشائِقِ الأطْرابِ
فَاليَوْمَ آضَ صِبايَ بَعْدَ.......... ... الهَوَى مُتْجَلْبِباً جِلْبابي
دعْ ذكركَ الشيبَ الطويلَ عنانهُ واقطعْ علائقها منَ............
واعْرِضْ بِذِكْرِ جَسِيمِ مَجْدِكَ إِنَّهُ قَدْ.......................
مجدٌ أناخَ أبوكَ في بذخاتهِ طُول.... واهل مفْرَع الأَطْنابِ
بيتٌ بجيحٌ في قماقمِ طيىء ٍ بَخٍّ لذِلِكَ عِزُّ بَيْتٍ رَابي
بيتٌ سماعة ُ والأمينُ عمادهُ والأثرمان وفارسُ الهلاّبِ
عمي الذي صبحَ الجلائبَ غدوة ً في نَهْرَوانَ بِجْفَلٍ مِطْنابِ
وأبو الفَوَارِسِ مُحْتَبٍ بِفِنَائِهِ نفرُ النفيرِ، وموئلُ الهرّابِ
فَهُناكَ، إِنْ تسْألْ تَجِدْهُمْ والِدي وهُمُ سَناءُ عَشِيرَتي ونِصَابي
يَهْدِي أوائِلَها، كَأنَّ لِواءَهُ لَمّا اسْتَمَرَّ بِهِ جَناحُ عُقابِ
وَعلا مُسَيْلِمَة َ الكَذُوبَ بِضَرْبَة ٍ أوْهَتْ مَفارِقَ هامَة ِ الكَذَّابِ
وعلا سجاحاً مثلها، فتجدلتْ، ضَرْباً بكُلِّ مُهَنَّدٍ قَضَّابِ
يومَ البُطاحِ، وطيىء ٌ تردي بها جُرْدُ المُتُونِ، لَوَاحِقُ الأقْرابِ
يَصْهَلْنَ للِنَّظَرِ البَعِيدِ كَأنَّها عِقْبَانُ يَوْمِ دُجُنَّة ٍ وضَبابِ
بل أيها الرجلُ المفاخرُ طيئاً أعزبتَ لبّكَ أيّما إعزابِ
إِنَّ العَرَارَة َ والنُّبُوحَ لِطَيِّىء ٍ والعزَّ عندَ تكاملِ الأحسابِ



جَميل بُثَينَة

? - 82 هـ / ? - 701 م
جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، أبو عمرو.
شاعر من عشاق العرب، افتتن ببثينة من فتيات قومه، فتناقل الناس أخبارهما.
شعره يذوب رقة، أقل ما فيه المدح، وأكثره في النسيب والغزل والفخر.
كانت منازل بني عذرة في وادي القرى من أعمال المدينة ورحلوا إلى أطراف الشام الجنوبية

. فقصد جميل مصر وافداً على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه وأمر له بمنزل فأقام قليلاً ومات فيه

تذكّرَ أنساً، من بثينة َ، ذا القلبُ

تذكّرَ أنساً، من بثينة َ، ذا القلبُ وبثنة ُ ذكراها لذي شجنٍ، نصبُ
وحنّتْ قَلوصي، فاستمعتُ لسَجْرها برملة ِ لدٍّ، وهيَ مثنيّة ٌ تحبو
أكذبتُ طرفي، أم رأيتُ بذي الغضا لبثنة َ، ناراً، فارفعوا أيها الركّبُ
إلى ضوءِ نارٍ ما تَبُوخُ، كأنّها، من البُعدِ والإقواء، جَيبٌ له نَقْب
ألا أيها النُّوّامُ، ويحكُمُ، هُبّوا! أُسائِلكُمْ: هل يقتلُ الرجلَ الحبّ؟
ألا رُبّ ركبٍ قد وقفتُ مطيَّهُمْ عليكِ، ولولا أنتِ، لم يقفِ الرّكبُ
لها النّظرة ُ الأولى عليهم، وبَسطة ٌ، وإن كرّتِ الأبصارُ، كان لها العقبُ

جَرير

28 - 110 هـ / 648 - 728 م
جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم.
أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء

زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل.
كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.

حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى

حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى قَبْلَ التّصَدّعِ مِنْ شَماليلِ النّوَى
قالتْ بليتَ فما نراك كعهدنا ليت العهود تجددتْ بعد البلى
أأُمَامُ! غَيّرَني، وأنتِ غَريرَة ٌ، حاجات ذي أربٍ وهمٌّ كالجوى
قالَتْ أُمامَة ُ: ما لجَهْلِكَ ما لَهُ، كيف الصبابة ُ بعد ما ذهب الصبا
و رأت أمامة في العظام تحنياً بعدَ استقامته وقصراً في الخطا
و رأتْ بلحيته خضاباً راعها وَالوَيْلُ للفَتَياتِ مِنْ خَضْبِ اللّحَى
و تقولُ أني قدْ لقيتُ بلية ً من مسح عينك ما يزالُ يها قذى
لَولا ابنُ عائِشَة َ المُبارَكُ سَيْبُهُ، أبكَى بَنى ّ وَأُمَّهُمْ طُولُ الطَّوَى
إن الرصافة َ منزلٌ لخليفة ٍ جَمَعَ المَكارِمَ والعَزائِمَ والتُّقَى
ما كانَ جرب عند مدَّ حبالكمْ ضعف المتون ولا انفصامٌ في العرى
ما إنْ تركْتَ منَ البِلادِ مَضِيلَّة ً إلاّ رَفَعتَ بها مناراً للهدى
أُعطِيتَ عافِيَة ً ونَصراً عاجِلاً، آمينَ ثم وقيتَ أسبابَ الردى
ألحَمْدُ لله الّذي أعْطاكُمُ -سنَ الصنائعِ والدسائع والعلى
يا ابنَ الخَضَارِمِ لا يَعيبُ جُبَاكُمُ صِغَرُ الحِياضِ وَلا غَوائِلُ في الجبَا
لا تجفونَّ بني تميمٍ إنهمْ تابُوا النَّصوحَ وَرَاجَعوا حسنَ الهوى
مَنْ كانَ يَمرَضُ قلبُهُ مِنْ رِيبَة ٍ خافُوا عِقابَكَ وانتَهَى أهلُ النُّهى َ
و اذكرْ قرابة َ قوم برة َ منكمُ فالرحمُ طالبة ٌ وترضى بالرضا
سوستَ مجتمعَ الأباطحِ كلها و نزلت منْ جبلى قريشٍ في الذرى
أخَذُوا وَثائِقَ أمرِهِمْ بعَزائِمٍ للعالمينَ ولا ترى أمراً سدى
يا ابن الحُماة ِ فَما يُرامُ حِماهُمُ و السابقين بكلَّ حمدٍ يشتري
ما زلتُ معتصماً بحبلِ منكم مَنْ حَلّ نُجْوَتَكُمْ بأسبابٍ نَجَا
وَإذا ذكَرْتُكُمُ شدَدْتُمْ قُوّتي؛ و إذا نزلتُ بغيثكمْ كان الحيا
فلأشكرنَّ بلاءَ قومٍ ثبتوا قصبَ الجناح وأنبتوا ريشَ الغنا
مَلَكُوا البِلادَ فسُخّرَتْ أنهارُهَا في غير مظلمة ٍ ولا تبعِ الريا
أوتيتَ منْ جذب الفرات جواريا منها الهَنِيُّ وسائحٌ في قرقرى
والمجدُ للزَّنْدِ الذي أوْرَيْتُمُ بَحْرٌ يَمُدُّ عُبَابُهُ جُوفَ القِنى
سيروا إلى البلدِ المباركِ فانزلوا وَخُذوا مَنازِلَكُمْ من الغيثِ الجدا
سيروا إلى ابن أرومة عادية ٍ وَابنِ الفُرُوعِ يمدُّها طِيبُ الثّرَى
سيروا فقد جرت الأيامنُ فانزلوا بابَ الرُّصَافَة ِ تَحمَدوا غبّ السُّرَى
سرنا إليكَ منَ الملا عيدية ً يَخبِطنَ في سُرُحِ النِّعالِ على الوَجَى
تدمى مناسمها وهنَّ نواصلٌ من كُلّ ناجِيَة ٍ ونِقْضٍ مُرْتَضى َ
كَلّفت لاحِقَة َ النَّميلِ خَوَامِساً، غُبْرَ المَخارِمِ وهيَ خاشعة ُ الصُّوى
نرمى الغرابَ إذا رأى بركابنا جُلَبَ الصِّفاحِ وَدامِياتٍ بالكُلَى


النابِغَة الشيباني

? - 125 هـ / ? - 743 م
عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس، من بني شيبان.
شاعر بدوي من شعراء العصر الأموي.
كان يفد إلى الشام فيمدح الخلفاء من بني أمية، ويجزلون له العطاء.
مدح عبد الملك بن مروان وولده من بعده، وله في الوليد مدائح كثيرة، ومات في أيام الوليد بن يزيد.


أرقتُ وشر الداء هم مؤرق

أرقتُ وشر الداء هم مؤرق كأنّي أسيرٌ جانَبَ النومَ مُوثَقُ
تذكّرَ سلمى ، أو صريعٌ لِصَحْبهِ يقول إذا ما عزت الخمر : أنفقوا
يُشِبُّ حُميّا الكأسِ فيهِ إذا انتشى قديمُ الخِتامِ بابِليٌّ مُعَتَّقُ
يقولُ الشُّروبُ: أيُّ داءٍ أصابَهُ؟ أتخبيل جن أم دهاه المروق ؟
يَموتُ ويَحْيا تارة ً مِنْ دَبيبِها وليسَ لهُ أنْ يُفصِحَ القيلَ منْطِقُ
وأعجب سلمى أن سلمى كأنها من الحسن حوراء المدامع مرشق
دعاها إلى ظلٍّ تُزجّي غَزالَها مع الحر عمري من السدر مورق
تَعَطَّفُ أحياناً عليهِ وتارة ً تكاد - ولم تغفل - من الوجد تخرق
وللحلي وسواسٌ عليها إذا مشت كما اهتزَّ في ريحٍ من الصَّيْف عِشْرِقُ
إذا قَتَلَتْ لم يُؤْدَ شيئاً قتيلُها برهرهة ٌ ريا تود وتعشق
وتَبْسِمُ عن غُرٍّ رُواءٍ كَأَنَّها أقاح بريانٍ من الروض مشرق
كأنَّ رُضابَ المِسْكِ فوقَ لِثاتها وكافورَ دارِيٍّ وراحاً تُصَفَّقُ
حمته من الصادي فليس تنيله وإنْ ماتَ ما غنّى الحمامُ المطوَّقُ
تكونُ وإنْ أعطتْك عهداً كأنَّها إذا رُمْتَ مِنْها الودَّ نجمٌ مُحَلِّقُ
فبرح بي منها عداة ٌ فصرمها عليَّ غرامٌ وادّكارٌ مُشوِّقُ
وقالَ العدوُّ والصديقُ كِلاهُما لنابغة البكري شعرٌ مصدق
فأَحْكَمُ أَلْبابِ الرجالِ ذَوو التقى وكل امرئٍ لا يتقي الله أحمق
وللناسِ أهواءٌ وشَتّى هُمومُهُمْ تَجَمَّعُ أحياناً، وحيناً تَفَرَّقُ
وزرع وكل الزرع يشبه أصله هم ولدوا شتى مكيسٌ ومحمق
فذو الصمت لا يجني عليه لسانه وذو الحلمِ مَهْدِيٌّ وذو الجهل أَخْرقُ
ولست - وإن سر الأعادي - بهالكٍ وليس يُنجّيني من الموتِ مُشْفِقُ
وأشوسَ ذي ضغنٍ تراهُ كأنَّهُ ـ إذا أَنْشَدَتْ يوماً رُواتي ـ مُخَنَّقُ
ولم يأته عني من الشم عاذرٌ خَلا أنَّ أمثالي تُصيبُ وتَعْرُقُ
وبدلت من سلمى وحسن صفاتها رسوماً كسحق البرد بل هي أخلق
عفتها خسا الأرواح تذرى خلالها وجالَ على القضِّ الترابُ المدقَّقُ
وغيرها جونٌ ركامٌ مجلجلٌ أجشُّ خَصيفُ اللونِ يخبو ويَبْرُقُ
يلالي وميضٌ مستطيرٌ يشبه مهامهَ محالاً بها الآلُ يخفقُ
تنوءُ بأحمالٍ ثِقالٍ، وكُّلها ـ وقد غرقت بالماءِ ـ ريّانُ مُتْأَقُ
كأنَّ مصابيحاً غذا الزيتُ فُتْلَهَا ذبالاً به باتت إذا التج تذلق
كأنّ خَلايا فيهِ ضَلّتْ رِباعُها ولَجَّة ُ حُجّاجٍ وغابٌ يُحَرَّقُ
تَمَرَّضَ تَمْريهِ الجَنوبُ مع الصَّبا تَهامٍ يَمانٍ أَنْجَدٌ وهو مُعْرِقُ
يَسُحُّ رَوايا فهو دانٍ يَثُجُّها هَريتُ العَزالي كُلُّها مُتَبَعِّقُ
يُسيلُ رمالاً لم تَسِلْ قبلَ صَوْبِهِ وشقَّ الصِّفا منهُ معَ الصخرِ مُغْدِقُ
سقى بعدَ مَلْحوبٍ سَناماً ولَعْلَعاً وقد رَوِيَتْ منهُ تَبوكٌ وأَرْوَقُ
وأضحت جبال البحتريين كلها ـ وما قَطَنٌ منها بناجٍ ـ تُغَرَّقُ
إذا فرقٌ في الدار خارت فنتجت أتى بعدها من دلح العين فرق
فأقلعَ ـ إِذْ خَفَّ الرَّبابُ فلم يقُم ـ رُكامٌ تزجيهِ الشَّمالُ وتَسْحَقُ
فمنهُ كأمثالِ العُهونِ دِيارُها لها صبحٌ نورٌ من الزهر مونق
عفتْ غير أطلالٍ ، تعطف حولها مراشيقُ أُدْمٌ دَرُّها يُتَفَوَّقُ
وشُوهٌ كأمثالِ السبائجِ أُبَّدٌ لها من نتاج البيض في الروض دردق
يقود الرئال حين يشتد ريشها خَريقانِ من رُبْدٍ جَفولٍ ونِقْنِقُ
يكاد إذا ما احتك يعقد عنقه من اللين مكسو الجناحين أزرق
فراسنُها شَتَّانِ: وافٍ وناقصٌ فأنصافُها منهنَّ في الخلق تُسْرَقُ
نقانقُ عُجْمٌ أُبَّدٌ وكأنَّما مع الجن باتت بالمواسي تحلق
ترى حِزَقَ الثيرانِ يحمينَ حائلاً فكلٌّ لهُ لَدْنٌ سِلاحٌ مُذَلَّقُ
تُزَجّي المَها السفُعُ الخدودِ جآذِراً وِراداً إِذا رُدَّتْ من الرِيِّ تَسْنَقُ
وتخذُلُ بالقيعانِ عِينٌ هَوامِلٌ لَها زَمَعٌ من خَلْفِ رُحٍّ مُعَلَّقُ
إذا أجفلت جالت كأن متونها سيوفٌ جرى فيها من العتق رونق
وكل مسح أخدري مكدمٍ له عانة ٌ فيها يظل ويشهق
بأكفالها من ذبه بشباته خدودٌ وما يلقى أَمَرُّ وأَعْلَقُ
إذا انْصَدَعَتْ وانصاعَ كانَ كأنما بهِ ـ وَهْوَ يَحْدوهاـ من الجِنِّ أَوْلَقُ
هواملُ في دارٍ كأنَّ رُسومَها من الدرس عادي من الكتب مهرق
فمنهُنَّ نُؤْيٌ خاشِعٌ وَمُشَعَّثٌ وسُفْعٌ ثلاثٌ قد بَلينَ وأوْرَقُ
فجشمت نفسي - يوم عي جوابها وعيْنيَ مِن ماءِ الشُّؤونِ تَرقْرَقُ

من الأرض - دوياً يخاف بها الردى
تغربلُهُ ذيلُ الرياحِ تُرابَها فليسَ لوحشيٍّ بها مُتعلَّقُ
بِها جِيفُ الحَسْرى ، أُرومٌ عِظامُها إذا صفحت في الآل تبدو وتغرق
كأنَّ مُلاءَ المحضِ فوق مُتونِها ترى الأكم منه ترتدي وتنطق
ويومٍ من الجوزاءِ مُسْتَوْقِدِ الحصى تكاد عضاه البيد منه تحرق
لَهُ نِيْرتا حَرٍّ، سَمومٌ، وشَمْسُهُ صِلابُ الضَّفا منْ حرِّها تَتَشَقَّقُ
إذا الريحُ لم تسكُنْ وهاجَ سَعيرُها وخبَّ السَّفا فيها وجالَ المُخزَّقُ
وظَلَّتْ حَرابِيُّ الفلاة ِ كأنَّها منَ الخَرْدلِ المَطْرُوقِ بالخَلِّ تَنْشَقُ
بأدماء من حر الهجان نجيبة ٍ أجادَ بِها فَحْلٌ نجيبٌ وأينُقُ
بَقِيَّة ُ ذَوْدٍ كالمَها أُمَّهاتُها تخيرها ثم اصطفاها محرق
لها كاهلٌ مثل الغبيط مؤربٌ وأَتْلعُ مَصْفوحُ العَلابي عَشَنَّقُ
وجمجمة ٌ كالقبر بادٍ شؤونها وسامِعتا نابٍ ولَحْيٌ مُعَرَّقُ
وعينان كحلاوان تنفي قذاهما إذا طَرَفتْ أشْفارُ عَيْنٍ وحِمْلِقُ
وخدّانِ زَانَا وَجْهَ عَنْسٍ كأنَّها وقد ضمرت قرمٌ من الأدم أشدق
وخَطْمٌ كَسَتْهُ واضِحاً مِنْ لُغامِها نفاه من اللحيين دردٌ وأروق
يُبَلُّ كَنَعْلِ السِّبْتِ طَوْراً وتارة ً يكفُّ الشَّذا مِنْها خَريعٌ وأَفَرقُ
يعوم ذراعاها وعضدان مارتا فكلٌ لهُ جافٍ عن الدفِّ مِرْفَقُ
مُضَبَّرة ٌ أُجْدٌ كأنَّ مَحالَها ومابين متنيها بناءٌ موثق
وتَلوي بِجَثْلٍ كالإهانِ كأنَّما بِهِ بَلَحٌ خُضْرٌ صِغارٌ وأَغْدُقُ
مَناسِمُ رِجْليها إِذا ما تقاذَفتْ يَداها وحُثَّتْ بالدوائرِ، تَلْحقُ
على لاحبٍ يزداد في اللبس جدة ً ويبلى عن الإعفاء طوراً ويخلق
تقلب أخفاقاً بعوجٍ كأنها مرادي غسانية ٍ حين تعتق
وكانتْ ضِناكاً قد علا النحضُ عَظْمَها فعادتْ مَنيناً لحمُها مُتعرَّقُ
إذا حُلَّ عنها كُورُها خَرَّ عِنْدَهُ طليحان مجترٌ وأشعث مطرق
وماءٍ كأنَّ الزيتَ فوق جِمامِهِ متى ما يذقه فرط القوم يسبق
فَوَصَّلْتُ أَرْماثاً قِصاراً وبَعْضُها ضعيف القوى بمحمل السيف موثق
إلى سفرة ٍ ، أما عراها فرثة ٌ ضعافٌ ، وأما بطنها فمخرق
أَلُدُّ بما آلَتْ من الماءِ جَسْرة ً تكادُ إذا لُدَّتْ من الجهدِ تَشَرقُ



الفَرَزدَق

38 - 110 هـ / 658 - 728 م
همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس.
شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة.
يشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين.
وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. كان شريفاً في قومه،

عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه.
لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه. وتوفي في بادية البصرة، وقد قارب المئة

لما أجيلت سهام القوم فاقتسموا

لمّا أُجِيلَتْ سِهامُ القَوْمِ فاقتَسَمُوا صَارَ المُغِيرَةُ في بيْتِ الخَفَافِيشِ
في مَنْزلٍ ما لَهُ في سُفْلِهِ سَعَةٌ، وَإنْ تعرَقّى بصُعْدٍ غَيرِ مَفْرُوشِ
إلاّ على رَأسِ جِذْعٍ باتَ يَنْقُرُهُ جِرْذانُ سَوْءٍ وَفَرْخٌ غَيرُ ذي رِيشٍ







وحيدة




__________________


معلم لغة عربية
رد مع اقتباس