- بكيتُ بكاءً مراًّ .. أردتُ أن أفتح الرسائل الأخرى لكن هذه أمانة , الأفضل أن آخذها إلى أصحابها ولكن المشكلة أنها كانت رسالة واحدة لثلاث فتيات علمت أن اثنتين منهن تعيشان في منزلين متجاورين أما الثالة فمنزلها بعيد اتصلت بكل واحد منهن و أخبرتها الحكاية و في النهاية اتفقنا أن نجتمع في مدرستهن فقد كنَّ في مدرسة واحدة و الحمدلله و كان الاتفاق أن أذهب في نهاية اليوم الدراسي على أن تقول كل واحدة لأهلها أن يتأخرون عنها نصف ساعة و عندما ذهبت جئن إلي و سألتني إحداهن :
- هل أنتِ مريم ؟
- نعم أنا مريم , أتذكرون سارة صديقتكن التي توفيت رحمها الله ؟
- رحمها الله , نعم نذكرها ما بها ؟
- أنا أختها لا أعتقد أنها أخبرتكن عني لأني أختها في الله و ليس من والديها .
- نعم فهمنا .
- لدي رسالة منها لكن و لم أفتحها و لكن أتمنى أن تسمحن لي بقراءتها.
فردت على التي كانت تتكلم في البداية :
- حسناً لا بأس .
أخذتها و فتحتها و قرأتها عليهن :
عن نفسي .. فقد بكيت كثيراً و عندما رفعت عيني إلى الفتيات رأيتهن يبكين كثيراً .. قلت لهن بعض الكلمات كيف تهدأن ثم غادرت و قبل أن أنطلق بالسيارة ببضع ثوان جاءت إحداهن و كانت زينب كما أخبرتني لاحقاً و طلبت مني أن آخذها في يوم ما إلى منزل سارة وافقت أعطيتها رقم هاتفي المحمول و أخذت رقم منزلها .. و بعد بضعة ايام اتصلت بي و طلبت مني أن آخذها و أن الوقت مناسب لها إن كان مناسبٌ لي , أخذتها و طرقت باب منزل سارة ففتحت والدتها سلمت عليها و أدخلتنا عرفتهما على بعض ثم قالت زينب :
- أعتقد أنكِ تتساءلين خالتي عن سبب حضوري المفاجئ و سبب رغبتي في التحدث إليكِ .
- نعم , في الحقيقة أفعل .
- إذا جئت أتحدث أن سارة .. لقد أخبرتني عن حياتها المرة التي عاشتها كما أخبرتني أنها فرحة بسماع خبر أنها مصابة بمرضٍ خبيث , و عندما سألتها لماذا قالت و لمَ أعيشُ في دنيا لا تحبني فيها أمي ؟ و أخبرتني عن طريقةِ معاملتكِ لها .. فلمَ لا تحبينها و لمَ أنتِ قاسيةٌ معها ؟
- ممممم .. لأنها تخطئ كثيراً .
- اذكري مثالاً .
صمتت برهة ثم قالت : لا أذكر .
- حسناً و هل الضرب و الحبس دون ذكر ما فعلته هي كفيل بأن يردعها ؟ ثم هذا ليس أسلوباً للتربية أبداً و أنتِ تعلمين هذا لأنكِ بهذه الطريقة تدفعينها إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء .
- لا ولكنها ... أنا لم .. لستُ مجبرة أن أرد عليكِ و ليس علي أن أشرح موقفي لأحد .
- حسناً هذا صحيح , و لكن عدم ردكِ علي يبين شيئاً واحداً هو أنكِ حقاً لا تحبينها , بل تكرهينها كما قلتِ أنتِ لها ذات مرة .
- أريدكِ أن تخرجي حالاً .
- سأخرج .. لكن ليس لأنكِ طلبتِ ذلك و لكن لأنه لا يشرفني أن أبقى هنا مع امرأة مثلكِ .
استمعت إلى الحوار و أنا مذهولة اعتذرت لوالدة سارة مع أنني أعلم أنها المخطئة , و لكنها أكبر منا و هي حرة في تصرفها مع ابنتها ثم خرجت و قلت لزينب : ما فعلته كان أكثر شيء سيسعد سارة و لو أنها كانت حية لشعرت أن هناك حقاًّ من يهتم بها ويحبها كيف يقوم بمثل هذا العمل الجريء .
ابتسمت ثم قالت : أعلم ذلك و لكن للأسف فعلتُ هذا متأخرة جداً .. جداً.
أخذتها إلى منزلها ثم عدت و جلستُ أفكر في سارة في تلك الفتاة و كم تحملت من الآلام .. و بعد بضع سنوات تزوجت عندما تزوجت كانت أم زوجي لا تحبني فشعرت ما معنى ألا تكون محبوباً من شخصٍ ما أما هي فلم يكن هناك من يحبها أبداً حتى والدتها .. و بدون سبب .. أنجبت ثلاث فتيات و صبي صغير أسميت البكر سارة و أختها التي تصغرها عاماً واحداً جنان أما التي تصغرها ثلاثة أعوام فأسميتها زينب و الصبي حسين و أنا حامل الآن في الشهر السابع أخبرني الأطباء أنها فتاة قررت تسميتها أمينة .. حتى أبقي ذكرى تلك الفتاة التي لم أشهد لقصتها مثيلاً فقد كانت مثالاً للصبر و المثابرة أمام قسوة والديها و مثالاً للتضحية و الإيثار مع صديقاتها..اللهم أغفر لها ذنوبها و اجمعني بها في الفردوس الأعلى اللهم آمين .
___________________________________________
يوجد العديد مثل هذه الفتاة يعانون في حياتهم و يتألمون .. لماذا ؟؟ ما السبب ؟؟ و ألم يحن الوقت لنعترض على ذلك ؟؟
أعتقدُ أنه يجدر بي أن أذكر أن الأسماء كلها مزيفة
نقلت اليكم هذه القصه وهى واقعيه
اتمنى ان ارى ارائكم
الحقيقه القصه دى اثرت فيا اوى قد ايه انا حزين عليهم اهلهم بعاملوهم كدا يا تـــــرى ايــــــــه السبب؟؟؟؟
ياريت كان فى اجابه ....كانوا على الاقل عرفوا هما ذنبهم ايه يتعاملوا كدا
اللهم اصلح لنا اعمالنا