عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 27-01-2010, 02:15 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

صِفَةُ حشر العبَاد
يحشر العباد حفاة عراة غرلاً ، أي : غير مختونين ، ففي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم محشورون حفاة عراة غرلاً " ثم قرأ ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) (1) [ الأنبياء : 104 ] .
وعندما سمعت عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً " قالت : يا رسول الله ، الرجال والنساء جميعاً ، ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال : " يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض " متفق عليه (2) .
وقد جاء في بعض النصوص أن كل إنسان يبعث في ثيابه التي مات فيها ، فقد روى أبو داود وابن حبان والحاكم عن أبي سعيد الخدري أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد، فلبسها ، ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها " وقال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ، وقال الشيخ ناصر الدين فيه : وهو كما قالا (3) .
وقد وفق البيهقي بين هذا الحديث وسابقه بثلاثة أوجه :
الأول : أنها تبلى بعد قيامهم من قبورهم ، فإذا وافَوْا الموقف يكونون عراة ، ثم يلبسون من ثياب الجنة .
الثاني : أنه إذا كسي الأنبياء ثم الصديقون ، ثم من بعدهم على مراتبهم فتكون كسوة كل إنسان من جنس ما يموت فيه ، ثم إذا دخلوا الجنة لبسوا من ثياب الجنة .
الثالث : أن المراد بالثياب ها هنا الأعمال ، أي يبعث في أعماله التي مات فيها من خير أو شر ، قال الله تعالى : ( وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ) [ الأعراف : 26 ] ، وقال : ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) [ المدثر : 4 ] .
واستشهد البيهقي على هذا الجواب الأخير بحديث الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يبعث كل عبد على ما مات عليه " (4) .
وحديث جابر هذا رواه مسلم في صحيحه (5) ، ولا يفقه من أن العبد يبعث في ثيابه التي كُفِّنَ فيها أو مات فيها ، وإنما يبعث على الحال التي مات عليها من الإيمان والكفر ، واليقين والشك ، كما يبعث على العمل الذي كان يعمله عند موته ، يدلًُّ على هذا ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا أراد الله بقوم عذاباً، أصاب العذاب من كان فيهم ، ثم بعثوا على أعمالهم " (6) .
فالذي يموت وهو محرم يبعث يوم القيامة ملبياً ، ففي صحيح البخاري ومسلم ومسند أحمد عن عبد الله بن عباس قال : إن رجلاً كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فوقصته (7) ناقته وهو محرم فمات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اغسلوه بماء وسدر ، وكفنوه في ثوبيه ، ولا تُمِسُّوه بطيب ، ولا تخمروا رأسه (8) ، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً " (9) .
والشهيد يبعث يوم القيامة وجرحه يثعب ، اللون لون الدم والريح ريح المسك .
ومن هنا استحب تلقين الميت لا إله إلا الله ، لعله يموت على التوحيد ، ثم يبعث يوم القيامة ناطقاً بهذه الكلمة الطيبة .
--------------------------------
(1) مشكاة المصابيح : (3/75) ، ورقم الحديث : 5535 .
(2) مشكاة المصابيح : (3/57) ، ورقم الحديث : 5536 .
(3) سلسلة الأحاديث الصحيحة : (4/234) ، ورقم الحديث : 1671 .
(4) النهاية لابن كثير : (1/288) .
(5) رواه مسلم : (4/2206) ، ورقم الحديث : 2878 .
(6) صحيح مسلم (2/2206) ورقم الحديث : 2879 .
(7) أي أسقطته فكسرت عنقه .
(8) أي لا تغطوا رأسه .
(9) مشكاة المصابيح : (1/520) ، ورقم الحديث : 1637 .
رد مع اقتباس