عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 27-01-2010, 03:00 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

الملائكة وبني آدم
المطلب السابع
نزع أرواح العباد عندما تنتهي آجالهم
اختص الله بعض ملائكته بنزع أرواح العباد عندما تنتهي آجالهم التي قدرها الله لهم ، قال تعالى : ( قل يَتَوَفَّاكُمملك الموت الَّذي وكل بكم ثُمَّ إلى ربكم ترجعون ) [السجدة : 11] .
والذين يقبضون الأرواح أكثر من ملك : ( وهو الْقَاهِرُ فوق عباده ويرسل عليكم حفظةً حتَّى إذا جاء أحدكم الموت تَوَفَّتْهُ رسلنا وهم لا يفرطون – ثم ردُّوا إلى الله مولاهم الحق إلا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ) [ الأنعام : 61-62 ] .
وتنزع الملائكة أرواح الكفرة والمجرمين نزعاً شديداً عنيفاً بلا رفق ولا هوادة : ( ولو ترى إذ الظَّالمون في غَمَرَاتِالموت والملائِكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ) [ الأنعام : 93 ] .
وقال : ( ولو ترى إذ يتوفَّى الَّذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ) [ الأنفال : 50 ] .
وقال : ( فكيف إذا تَوَفَّتْهُمُالملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ) [محمد : 27] .
أما المؤمنون فإن الملائكة تنزع أرواحهم نزعاً رفيقاً .
تبشيرهم المؤمنين عند النزع :
وإذا جاء الموت ، ونزل بالعبد المؤمن ، فإن الملائكة تتنزل عليه ، تبشره وتثبته : ( إنَّ الَّذين قالوا ربنَّا الله ثمَّ استقاموا تتنزَّل عليهم الملائكة ألاَّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنَّة التي كنتم توعدون – نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدَّعون ) [ فصلت : 30-31 ] .
وهي تبشر الكفرة بالنار وغضب الجبار وتقول لهم : ( أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ) [ الأنعام : 93 ] .
موسى يفقأ عين ملك الموت :
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام ، فقال له : أجب ربك ) ، قال : ( فلطم موسى عين ملك الموت ففقأهما ) . قال : ( فرجع الملك إلى الله تعالى ، فقال : إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت ، وقد فقأ عيني ) . قال : ( فردّ الله إليه عينه ، وقال : ارجع إلى عبدي فقل : الحياةَ تريد ؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور ، فما توارت يدك من شَعْرة ، فإنك تعيش بها سنة ، قال : ثمّ مه ؟ قال : ثمّ تموت . قال : فالآن من قريب ) (1) . (( وملك الموت كان يأتي الناس عياناً ، فأتى موسى فلطمه وفقأ عينه )) (2) .
وذكر ابن حجر العسقلاني أن بعض المبتدعة أنكر هذا الحديث . وذكر في الرد عليهم : " أن موسى لطم ملك الموت ، لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ، ولم يعلم أنه ملك الموت ، وقد أباح الشارع فقء عين الناظر في دار المسلم بغير إذن ، وقد جاءَت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفهم ابتداءً ، ولو عرفهم إبراهيم لما قدم لهم المأكولات ، ولو عرفهم لوط لما خاف عليهـم من قومه " (3) .
والتكذيب بالأحاديث الصحيحة التي تخبر عن الغيوب بنظر عقلي مجرد ينافي الإيمان ، فأول صفات المتقين أنهم يؤمنون بالغيب ، كما ذكر الله ذلك في مطلع سورة البقرة ، فإذا صحّ الخبر عن الله أو عن رسوله فليس هناك إلا التصديق : ( والرَّاسخون في العلم يقولون آمنَّا به كلٌّ من عند ربنا وما يذَّكرُ إلاَّ أولوا الألباب ) [ آل عمران : 7 ] .
--------------------------------
(1) رواه البخاري : 3/206 . ورقمه : 1339 . ورواه مسلم : 4/1843 . ورقمه : 2373 . واللفظ لمسلم .
(2) هذه الرواية رواها أحمد في مسنده ، والطبري . انظر : فتح الباري : 6/442 .
(3) فتح الباري : 6/442 .
رد مع اقتباس