سياسة الأمة
الذين يستجيبون للرسل يُكونّون جماعة وأمة ، وهؤلاء يحتاجون إلى من يسوسهم ويقودهم ويدبر أمورهم ، والرُّسل يقومون بهذه المهمة في حال حياتهم ، فهم يحكمون بين الناس بحكم الله (
فاحكم بينهم بما أنزل الله ) [ المائدة : 48 ] .
ونادى ربُّ العزة داود قائلاً : (
يا داوود إنَّا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين النَّاس بالحق ) [ ص : 26 ] ، وأنبياء بني إسرائيل كانوا يسوسون أمتهم بالتوراة ، وفي الحديث "
كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ، كلّما هلك نبيٌّ خلفه نبيٌّ "
(1) وقال الله عن التوراة : (
يحكم بها النَّبيُّون الَّذين أسلموا للَّذين هادوا ) [ المائدة : 44 ] .
فالرسل وأتباعهم من بعدهم يحكمون بين الناس ، ويقودون الأمة في السلم والحرب، ويلون شؤون القضاء ، ويقومون على رعاية مصالح الناس ، وهم في كلّ ذلك عاملون بطاعة الله ، وطاعتهم في ذلك كلّه طاعة لله (
مَّن يطع الرَّسول فقد أطاع الله ) [ النساء : 80 ] .
ولن يصل العبد إلى نيل رضوان الله ومحبته إلا بهذه الطاعة (
قل إن كنتم تحبُّون الله فاتَّبعوني يحببكم الله ) [ آل عمران : 31 ] .
ولذا فإنّ شعار المسلم الذي يعلنه دائماً هو السمع والطاعة (
إنَّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ) [ النور : 51 ] .
--------------------------------
(1)صحيح البخاري : 3455 ، وصحيح مسلم : 1842 .