
02-02-2010, 06:01 PM
|
 |
نـجــم الـعـطــاء
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
|
|
إشارة القرآن الكريم إلى ذكر الدجال :
قال تعالى : ((هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ ، يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ))[1]
قال ابن كثير : يقول تعالى متوعدا للكافرين به والمخالفين لرسله والمكذبين بآياته والصادين عن سبيله "هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك" وذلك كائن يوم القيامة
"أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها" وذلك قبل يوم القيامة كائن من أمارات الساعة وأشراطها كما قال البخاري في تفسير هذه الآية حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عمارة حدثنا أبو زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل" وقد رواه مسلم .
وروى رواه مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله تعالى عليه وآله وسلم ثلاث إذا خرجن "لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا" طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض ورواه أحمد .[2]
وهذا هو تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لآيات الله تبارك وتعالى ، فلا حجة لمنكر يأتي ويقول لم يرد ذكر الدجال في القرآن ، فالله تبارك وتعالى أنزل الكتاب والنبي صلى الله عليه وسلم بين أحسن البيان .
كما أن السنة أثبتت خروج الدجال ، فلا يستطيع أن ينكره إلا جاحد ، والسنة وحي من الله تعالى ، والنبي صلى الله عليه وسلم مبلغ عن ربه تبارك وتعالى ، ويكفي الإشارة لذلك وإلا فالمسألة مقررة لا تحتاج لمزيد بيان .
فتنة الدجال من أعظم الفتن
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْمَغْرِبِهَا أَوْ الدُّخَانَ أَوْ الدَّجَّالَ أَوْ الدَّابَّةَ أَوْ خَاصَّةَأَحَدِكُمْ ، أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ ))[3]
قال النووي : قَالَ هِشَام : خَاصَّة أَحَدكُمْ الْمَوْت .
وَقَالَ قَتَادَة : أَمْر الْعَامَّة الْقِيَامَة .[4]
وبادروا بالأعمال ستًا : أي عليكم بالمبادرة والإسراع بالأعمال الصالحة والتوبة من قبل حدوث هذه الأشياء التي إذا جاءت فإن باب التوبة يغلق فلا تقبل التوبة بعده من أحد بعد ذلك ، ولا العمل الصالح .
عن هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّجَّالِ )) وفي رواية (( أَمْرٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّجَّالِ ))[5]
أي أكبر فتنة وأعظم شوكة ، حتى أن فتنته تعدل فتنة القبر أو أشد
فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا قَالَتْ في حديث صلاة الكسوف قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( .. وَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ..))[6]
وبالرغم من أن فتنة القبر كبيرة وعصيبة إلا أن فتنة الدجال أشد حتى أنه صلى الله عليه وسلم قال عنها أنها قريبة من فتنة الدجال ، وذلك لأن الدجال سيخرج على الناس بأشياء تحير الألباب وتفتنهم عن دينهم كما سيأتي .
[1] الأنعام (158)
[2] تفسير ابن كثير (2/151) .
[3] رواه مسلم في الفتن باب أحاديث الدجال (2947) ، وأحمد (8104) ، ورواه ابن ماجه عن أنس في الفتن باب الآيات (4046) .
[4]شرح مسلم
[5] رواه مسلم في الفتن باب أحاديث الدجال (2946) ، وأحمد (15820)
[6] رواه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة باب الاقتداء بسنن الرسول صلى الله عليه وسلم (7287) ، ومسلم في الكسوف (905) ، والنسائي في الجنائز (2035) ، وابن ماجه في إقامة الصلاة (1255) ، وأحمد (26385) ، ومالك في النداء للصلاة (447) .
|