
02-02-2010, 06:04 PM
|
 |
نـجــم الـعـطــاء
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
|
|
ـ ومن العلامات التي تدل على قرب خروج الدجال انقلاب الموازينوتغير المفاهيم وفساد عقول الناس فلا يميزون الصحيح من السقيم :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنِينَ خَدَّاعَةً يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيَتَكَلَّمُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ، قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ)) وعند نعيم (( الرويبضة : الوضيع من الناس))[1]
عَنْ عَوْفِ بن مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( يَكُونُ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنُونَ خَوَادِعٌ ، يَكْثُرُ فِيهَا الْمَطَر ُ، وَيَقِلُّ فِيهَا النَّبْتُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدِّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وتَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ", قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ , قَالَ:"مَنْ لا يُؤْبَهُ لَهُ ))[2].
" وأن ينطق الرويبضة " وهو الفاسق كما جاء في بعض الروايات ، التافه من الرجال القاعد عن المساعي الكريمة الخسيس الحقير .
وقبل خروجه تكثر الفتن وتشتد :
عن ابن عُمَرَ قال : (( كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الأَحْلاسِ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الأَحْلاسِ ؟ قَالَ : هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ ، رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ، ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً ، فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ : فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لا نِفَاقَ فِيهِ ، وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لا إِيمَانَ فِيهِ ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ ))[3]
(فِتْنَة الأَحْلاس) : قَالَ فِي النِّهَايَة : الأَحْلاس جَمْع حِلْس وَهُوَ الْكِسَاء الَّذِي يَلِي ظَهْر الْبَعِير تَحْت الْقَتَب , شَبَّهَهَا بِهِ لِلُزُومِهَا وَدَوَامهَا . اِنْتَهَى . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : إِنَّمَا أُضِيفَتْ الْفِتْنَة إِلَى الأَحْلاس لِدَوَامِهَا وَطُول لُبْثهَا أَوْ لِسَوَادِ لَوْنهَا وَظُلْمَتهَا
(هَرَب) : بِفَتْحَتَيْنِ , أَيْ يَفِرّ بَعْضهمْ مِنْ بَعْض لِمَا بَيْنهمْ مِنْ الْعَدَاوَة وَالْمُحَارَبَة قَالَهُ الْقَارِي
(وَحَرَب) : نَهْب مَال الإِنْسَان وَتَرْكه لا شَيْء لَهُ اِنْتَهَى . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْحَرَب ذَهَاب الْمَال وَالأَهْل
(ثُمَّ فِتْنَة السَّرَّاء) : قَالَ الْقَارِي : وَالْمُرَاد بِالسَّرَّاءِ النَّعْمَاء الَّتِي تَسُرّ النَّاس مِنْ الصِّحَّة وَالرَّخَاء وَالْعَافِيَة مِنْ الْبَلاء وَالْوَبَاء , وَأُضِيفَتْ إِلَى السَّرَّاء لِأَنَّ السَّبَب فِي وُقُوعهَا اِرْتِكَاب الْمَعَاصِي بِسَبَبِ كَثْرَة التَّنَعُّم أَوْ لأَنَّهَا تَسُرّ الْعَدُوّ اِنْتَهَى .
(دَخَنهَا مِنْ تَحْت قَدَمَيْ رَجُل مِنْ أَهْل بَيْتِي ) : تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَسْعَى فِي إِثَارَتهَا أَوْ إِلَى أَنَّهُ يَمْلِك أَمْرهَا ( يَزْعُم أَنَّهُ مِنِّي ) : أَيْ فِي الْفِعْل وَإِنْ كَانَ مِنِّي فِي النَّسَب وَالْحَاصِل أَنَّ تِلْكَ الْفِتْنَة بِسَبَبِهِ وَأَنَّهُ بَاعِث عَلَى إِقَامَتهَا ( وَلَيْسَ مِنِّي ) أَيْ مِنْ أَخِلائِي أَوْ مِنْ أَهْلِي فِي الْفِعْل لأَنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِي لَمْ يُهَيِّج الْفِتْنَة وَنَظِيره قَوْله تَعَالَى : { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } أَوْ لَيْسَ مِنْ أَوْلِيَائِي فِي الْحَقِيقَة .
( ثُمَّ يَصْطَلِح النَّاس عَلَى رَجُل ) : أَيْ يَجْتَمِعُونَ عَلَى بَيْعَة رَجُل ( كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَع ) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ مَثَل وَمَعْنَاهُ الأَمْر الَّذِي لا يَثْبُت وَلا يَسْتَقِيم وَذَلِكَ أَنَّ الضِّلَع لا يَقُوم بِالْوَرِكِ . وَبِالْجُمْلَةِ يُرِيد أَنَّ هَذَا الرَّجُل غَيْر خَلِيق لِلْمُلْكِ وَلا مُسْتَقِلّ بِهِ اِنْتَهَى .
( ثُمَّ فِتْنَة الدُّهَيْمَاء ) : وَالدَّهْمَاء السَّوْدَاء وَالتَّصْغِير لِلذَّمِّ أَيْ الْفِتْنَة الْعَظْمَاء وَالطَّامَّة الْعَمْيَاء . قَالَهُ الْقَارِي . وَفِي النِّهَايَة تَصْغِير الدَّهْمَاء الْفِتْنَة الْمُظْلِمَة وَالتَّصْغِير فِيهَا لِلتَّعْظِيمِ وَقِيلَ أَرَادَ بِالدُّهَيْمَاءِ الدَّاهِيَة وَمِنْ أَسْمَائِهَا الدُّهَيْم زَعَمُوا أَنَّ الدُّهَيْم اِسْم نَاقَة كَانَ غَزَا عَلَيْهَا سَبْعَة إِخْوَة فَقُتِلُوا عَنْ آخِرهمْ وَحُمِلُوا عَلَيْهَا حَتَّى رَجَعَتْ بِهِمْ فَصَارَتْ مَثَلاً فِي كُلّ دَاهِيَة
( لا تَدَع ) : أَيْ لا تَتْرُك تِلْكَ الْفِتْنَة ( إِلا لَطَمَتْهُ لَطْمَة ) : أَيْ أَصَابَتْهُ بِمِحْنَةٍ وَمَسَّتْهُ بِبَلِيَّةٍ , وَأَصْل اللَّطْم هُوَ الضَّرْب عَلَى الْوَجْه بِبَطْنِ الْكَفّ , وَالْمُرَاد أَنَّ أَثَر تِلْكَ الْفِتْنَة يَعُمّ النَّاس وَيَصِل لِكُلِّ أَحَد مِنْ ضَرَرهَا ( فَإِذَا قِيلَ اِنْقَضَتْ ) : أَيْ فَمَهْمَا تَوَهَّمُوا أَنَّ تِلْكَ الْفِتْنَة اِنْتَهَتْ ( تَمَادَتْ ) أَيْ اِسْتَطَالَتْ وَاسْتَمَرَّتْ وَاسْتَقَرَّتْ
( لا إِيمَان فِيهِ ) : أَيْ أَصْلاً أَوْ كَمَالاً لِمَا فِيهِ مِنْ أَعْمَال الْمُنَافِقِينَ مِنْ الْكَذِب وَالْخِيَانَة وَنَقْض الْعَهْد وَأَمْثَال ذَلِكَ ( فَانْتَظِرُوا الدَّجَّال ) : أَيْ ظُهُوره .[4]
[1] رواه أحمد (12885) ، ونعيم بن حماد في الفتن (1/319) ، وأبو يعلى والطبراني في الأوسط ، وقال ابن كثير في النهاية في الفتن (1/33) إسناده جيد ، وقال الحافظ في الفتح : إسناده جيد (13/84) .
[2]رواه الطبراني في المعجم الكبير (14551) ، وفي مسند الشاميين (44) ، ورواه في المطالب العلية الحافظ (4642) وقال رواه البزار ، والوياني في مسنده (5757) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/342) : رواه الطبراني بأسانيد وفي أحسنها ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات ، ومن أجل ابن إسحاق هذا فالحديث حسن .
[3] رواه أبو داود في الفتن باب ذكر الفتن (3704) وصححه الألباني في صحيح أبي داود ، ورواه أحمد (6133) ، والحاكم وصححه وأقره الذهبي .
[4] عون المعبود
|