
02-02-2010, 06:04 PM
|
 |
نـجــم الـعـطــاء
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
|
|
ـ كما أن قبل خروجه تشتد الأحوال فلا ينزل المطر ولا ينبت الزرع :
عن أبي أمامة الباهلي :قال صلى الله عليه وسلم : (( .. َإِنَّ قَبْلَ خُرُوجِالدَّجَّالِ ثَلاثَ سَنَوَاتٍ شِدَادٍ يُصِيبُ النَّاسَ فِيهَا جُوعٌ شَدِيد ،يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الأُولَى أَنْ تَحْبِسَ ثُلُثَمَطَرِهَا وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا ، ثُمَّ يَأْمُرُالسَّمَاءَ فِي الثَّانِيَةِ فَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِهَا وَيَأْمُرُ الأَرْضَفَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِالثَّالِثَةِ فَتَحْبِسُ مَطَرَهَا كُلَّهُ ، فَلا تُقْطِرُ قَطْرَةً وَيَأْمُرُالأَرْضَ فَتَحْبِسُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ ، فَلا تُنْبِتُ خَضْرَاءَ فَلا تَبْقَىذَاتُ ظِلْفٍ إِلا هَلَكَتْ إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ، قِيلَ : فَمَا يُعِيشُ النَّاسُفِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ؟ قَالَ : التَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُوَالتَّحْمِيدُ وَيُجْرَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مُجْرَى الطَّعَامِ ))[1]
وهذا مما يجعلالناس أشد افتتانًا بالدجال،فحين يخرج على الناس وهم في ضيق من العيش فيأمر الأرضأن تخرج زرعها والسماء أن تمطر ويدعوهم لألوهيته فإن الناس يتبعونه على ذلك ابتغاءالطعام والشراب والمال.
وهذا ليس بغريب ،فكم من مسلم تنصرفي بلاد الحروب أو المجاعات على أيدي المبشرين النصارى الخبثاء من أجل شربة ماء أو لقمة طعام أو شربةدواء أو كساء
ولا تعارض بين هذا الحديث وحديث عوف بن مالك ، ففي حديث عوف : (( يَكُونُ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنُونَ خَوَادِعٌ ، يَكْثُرُ فِيهَا الْمَطَر ُ، وَيَقِلُّ فِيهَا النَّبْتُ)) وفي حديث أبي أمامة أن السماء تمنع مطرها ثلث كل سنة قبل خروجه بثلاث سنوات ، فيمكن الجمع بينهما أنه قبل خروج الدجال بعدة سنوات يكون المطر كثيرًا ولكنه كمطر العذاب الذي لا يستفاد منه ، ثم قبل خروجه بثلاث يخف المطر فيكون نوعًا آخر من العذاب ، ولقد عذب الله تعالى الأمم السابقة بالماء ، فبكثرته يكون الهلاك والدمار ، وبقلته يكون الجفاف والقحط ، ونسأل الله العلي القدير العفو والعافية وأن يتجاوز عنا .
ـ أما ما يسبب خروجه فهو غضبة يغضبها تكون سببًافي فك أغلاله:
عَنْ نَافِعٍ قَالَ : لَقِيَ ابْنُ عُمَرَ ابْنَ صَائِدٍ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ قَوْلاً أَغْضَبَهُ ، فَانْتَفَخَ حَتَّى مَلأَ السِّكَّةَ ، فَدَخَلَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى حَفْصَةَ وَقَدْ بَلَغَهَا ، فَقَالَتْ لَهُ : رَحِمَكَ اللَّهُ مَا أَرَدْتَ مِنْ ابْنِ صَائِدٍ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا )) وفي لفظ : (( فَسَبَّهُ ابْنُ عُمَرَ وَوَقَعَ فِيهِ فَانْتَفَخَ حَتَّى سَدَّ الطَّرِيقَ فَضَرَبَهُ ابْنُ عُمَرَ بِعَصًا كَانَتْ مَعَهُ حَتَّى كَسَّرَهَا عَلَيْهِ فَقَالَتْ لَهُ حَفْصَةُ مَا شَأْنُكَ وَشَأْنُهُ مَا يُولِعُكَ بِهِ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا ))[2]
وعند مسلم : (( إِنَّ أَوَّلَ مَا يَبْعَثُهُ عَلَى النَّاسِ غَضَبٌ يَغْضَبُهُ ))[3]
ـ ويخرج الدجال كما في الأحاديث من إيران .. بلاد الشيعةالخبثاء :
عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ ))[4]
ـ وأول اتباعالدجال هم يهود إيران :
وإيران تعتبر البلد الوحيد في الشرق الذي أهله الأصليين يعتنقون الديانة اليهودية ، حتى يهود فلسطين فإنهم جاءوا من الشتات .
فسبحان الله رب العالمين .. فإن الفتن تأتي من المشرق كما قال صلى الله عليه وسلم ، وإيران تجمع بين أخبث البشر في العالم فمنهم الشيعة الذين هم مطايا اليهود والنصارى وهم أخبث منهم ، ومنهم اليهود أتباع الدجال ، فهم أشر الناس .
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ الطَّيَالِسَةُ )) لفظ مسلم وعند أحمد (( يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْيَهُودِ عَلَيْهِمْ التِّيجَانُ))[5]
وأصبهان مدينة موجودة أيضًا بإيران ، ولفظ التيجان تفسير "الطيالسة" .
فخراسان هذا إقليم كبير بداخله مدينة أصبهان ، فتم البيان أن أخبث الخلق يخرج من أرض أخبث البشر ... ولا عجب فمن أخبث من الشيعة الذين يطعنون في القرآن والدين والصحابة
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( لَيَنْزِلَنَّ الدَّجَّالُ خُوزَ وَكَرْمَانَ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ ))[6]
خوز هي من بلاد الأعاجم ، وقيل أنها خوزستان ، وهناك بلدة ريفية بالعراق تسمى خوز ، والله أعلم ، وعمومًا كلها من الشرق حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الفتن تأتي من الشرق .
محافظة كرمان محافظة كرمان هي إحدى محافظات إيران الثلاثين. تقع في جنوب شرقي البلاد وعاصمتها مدينة كرمان ، يحدها من الشمال خراسان ، فهي منطقة الشيعة أيضًا .
والظاهر أيضًا من الأحاديث أن أكثر أتباع الدجال هم أهل البدع المارقين من الدين ، وفيهم يخرج ، فكما أنه يخرج من أرض الشيعة فكذلك من أتباع وأقرانه أهل البدع مثل الخوارج ، فكما أن أهل البدع طُمست عقولهم فضلوا في الدين ومرقوا منه واستحسنوا ما هم عليه من الباطل وخالفوا السنة ، كانوا هم أيضًا أتباع الدجال وأنصاره ، والمادة التي تمد الدجال على باطله وتؤيده ، والدليل على ذلك هذا الحديث الجليل :
عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً ، حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمْ الدَّجَّالُ ))[7]
فهذا جزاء أهل البدع ، الذين طعنوا في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وطعنوا في سنته المشرفة ، فاعتبروا يا أولي الأبصار .
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، في قصة الدجال، قال: ألا وإن أكثر أتباعه أولاد الزنا، لابسو التيجان، وهم اليهود، عليهم لعنة الله، يأكل ويشرب، له حمار أحمر، طوله ستون خطوة مد بصره، أغور اليمين، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور، صمد لا يطعم، فيشمل البلاد البلاء، ويقيم الدجال أربعين يوماً، أو يوم كسنة، والثاني كأقل، فلا تزال تصغر وتقصر حتى تكون آخر أيامه كليلة يوم من أيامكم هذه، يطأ الأرض كلها إلا مكة والمدينة وبيت المقدس.[8]
[1] رواه ابن ماجه في الفتن باب فتنة الدجال (4067) ، ورواه ابن خزيمة وأخرجه الحاكم ( 4 / 536 - 537 ) وقال :
( صحيح على شرط مسلم ) ووافقه الذهبي والضياء ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7875) .
[2] رواه مسلم في الفتن باب ذكر ابن صياد (2932) ، وأحمد (25886) .
[3]رواه مسلم في الفتن (2932) .
[4] رواه الترمذي في الفتن باب من أين يخرج الدجال (2163) ، وقال قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، ورواه ابن ماجه في الفتن (4062) ، وصححه الألباني في صحيح السنن ، وأحمد في المسند (13) وقال أحمد شاكر في المسند (1/171) : إسناده صحيح .
[5]رواه مسلم في الفتن باب الدجال (2944) ، وأحمد ( 12931)
[6] رواه أحمد (8248) ، وقال أحمد شاكر في المسند (8/318) : إسناده صحيح .
[7] رواه ابن ماجه في المقدمة باب ذكر الخوارج (170) وفي الزوائد : إسناده صحيح ، وقد احتج البخاري بجميع رواته .
[8]عقد الدرر (1/85)
|