عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-02-2010, 06:09 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

باب من هزل بشيء فيه ذكر الله
أو القرآن أو الرسول[1]
(أي فهو كافر)
س: ما علاقة هذا الباب بكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن السخرية والتهكُّم والاستهزاء بالإسلام والمسلمين كفرٌ ينافي التوحيد؛ قال - تعالى -: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ [التوبة: 65، 66].
س: اشرح هذه الآية واذكر ما يستفاد منها؟
جـ: يقول الله - تعالى - لرسوله محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -: إنكَ لو سألتَ أولئك المنافقين الذين تكلَّموا في حقِّك وفي حق أصحابك بما لا يليق من الاستهزاء والسخرية، ليقولُن لك يا محمد معتذرين: إنما كنا نخوض ونلعب، ونتحدَّث حديثَ الركْب؛ لنقطع به الطريق، ولم نقصد الاستهزاء، لكن أخبِرْهم أن معذرتَهم لا تغني عنهم من عذاب الله شيئًا، وأنهم بهذا التهكم والاستهزاء قد كفروا بعد إيمانهم.
ويستفاد من الآية: تحريمُ الاستهزاء بالدين وأهله، وأنه كفر.
"عن ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة - دخل حديثُ بعضهم في بعض -: أنه قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثلَ قرَّائنا هؤلاء، أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء - يعني: رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابَه القرَّاء - فقال له عوف بن مالك: كذبتَ ولكنك منافق، لأخبرنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فذهب عوفٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخبره، فوجد القرآنَ قد سبقه، فجاء ذلك الرجلُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد ارتحل وركب ناقتَه، فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب؛ نقطع به عنا الطريق، قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقًا بنسعة ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن الحجارة تنكب رجليه وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((﴿أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾)) ما يلتفت إليه، وما يزيده عليه"[2].
س: ما معنى قول المؤلف: دخل حديث بعضهم في بعض؟
جـ: يعني رواة الحديث؛ أي: إنه مجموع من رواياتهم.
س: ما معنى قول المنافقين: ما رأينا مثل قرَّائنا هؤلاء، أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء؟ ومن يقصدون بهذا الكلام؟
جـ: معناه: أن هؤلاء الذين يقرؤون القرآنَ أكثرُ رغبةً في الأكل، وأكذب من ينطق، وأكثر الناس جبنًا، وأخوفهم عند لقاء العدو؛ يعنون: رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وقد كذَبوا في ذلك؛ فرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أقلُّ الناس أكْلاً، وأصدقُهم حديثًا، وأشجعُ من كافح وناضل في سبيل الله، والمنافقون بالعكس، كما وصفهم الله بذلك.
س: هل إخبار عوف بن مالك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قاله المنافقون من النميمة أو من النصيحة؟ وما الفرق بينهما؟
جـ: ليس من النميمة؛ بل من النصيحة، والفرق بينهما: أن النميمة تكون على جهة الإفساد، والنصيحة تكون على جهة الإصلاح.
س: ما المقصود بنسعة ناقة رسول الله؟
جـ: هو سير يُجعل زمامًا للبعير، وقيل: هو ما تشد به الرحال.
س: ما معنى قوله: ما يلتفت إليه، وما يزيده عليه؟
جـ: المعنى: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يلتفت إلى المنافق، ولم يَقبل عُذره؛ لكذبِه، ولم يزده على قوله: {أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}.
س: اذكر ما يستفاد من حديث الباب المتقدم؟
جـ: يستفاد منه:
1- أن الإنسان قد يكفر بكلمةٍ يتكلم بها، أو عملٍ يعمله، أو اعتقادٍ يعتقده.
2- الخوف من النفاق الأكبر.
3- جواز وصف الرجل بالنفاق إذا ظهر منه ما يدل عليه.
4- أن الاستهزاء بآيات الله ورسوله كفرٌ.
5- أن الإنسان إذا فعل الكفر ولم يعلم أنه كفر، لا يعذر بذلك؛ بل يكفر، وأن الشاكَّ كافر بطريق الأولى.
والله أعلم، وصلى الله على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

[1]من كتاب "الجامع الفريد للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد"، للمؤلف، ص186- 189.

[2]قال في "تيسير العزيز الحميد": هذا الأثر مجموعًا من رواية ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة، وقد ذكره قبله كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، فأما أثر ابن عمر، فرواه ابن جرير، وابن أبي حاتم، وغيرهم بنحو مما ذكره المصنف.
وأما أثر محمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة، فهي معروفة؛ لكن بغير هذا اللفظ. اهـ. وانظر: "تفسير ابن كثير" 2/367، و"سيرة ابن هشام" 4/180، وانظر: "تفسير الطبري" بتحقيق/ محمود شاكر، 12/332 - 336.
رد مع اقتباس