عرض مشاركة واحدة
  #70  
قديم 05-02-2010, 10:18 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


أسرار قرآنية
في
( بسم الله الرحمن الرحيم )
قال العلماء:
هذا قسم من ربنا أنزله عند رأس كل سورة
يقسم لعباده:
إن هذا الذي وضعت لكم يا عبادي في هذه السورة حق.
وإني أوفي لكم بجميع ما ضمنت في هذه السورة من وعدي ولطفي وبري.
. وقال بعض العلماء:
أن "بسم الله الرحمن الرحيم":
تضمنت جميع الشرع. لأنها تدل علي الذات وعلي الصفات.
وهي مما أنزله الله علي هذه الأمة وفي كتابها القرآن ولم يسبق نزولها إلا لسليمان
. وقد افتتح بها الصحابة كتاب الله.
واتفق العلماء
علي أنها بعض آية من سورة النمل:
"إنه من سليمن وإنه بسم الله الرحمن الرحيم" "النمل:30"
ثم اختلفوا:
هل هي آية مستقلة في أول كل سورة.
أو من أول كل سورة كتبت في أولها.
أو أنها بعض آية من كل سورة.
أو أنها كذلك في الفاتحة دون غيرها.
أو أنها كتبت للفصل بين السور.
وفي سنن أبي داوود بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة
حتي ينزل عليه
"بسم الله الرحمن الرحيم"
. وفي مسند الإمام أحمد. وسنن أبي داوود وصحيح ابن خزيمة. ومستدرك الحاكم عن أم سلمة رضي الله عنها
قالت:
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقطع قراءته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين.
وقد رجح بعض العلماء ما ذهب إليه الإمام الشافعي
من أن "بسم الله الرحمن الرحيم" آية من سورة "فاتحة الكتاب"
بل ورجحوا أنها آية من كل سورة بدئت بها عدا سورة التوبة.
وهذا ما يؤيده صنيع الصحابة في تدوين مصحف عثمان الذي يتداوله المسلمون حتي الآن.
وقد تعرض الفقهاء والمفسرون وعلماء القراءات لهذا في كتبهم.
رويا بن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه -
سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن "بسم الله الرحمن الرحيم"
فقال:
هو اسم من أسماء الله..
وقد اتفقت الأمة علي جواز كتبها في أول كل كتاب من كتب العلم والرسائل.
. وندب الشرع إلي ذكر "بسم الله الرحمن الرحيم" في أول كل فعل أو قول
. وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة
"قل: باسم الله وكل بيمينك. وكل مما يليك"
ونقل أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يفتتح كتبه وخطبه ب"بسم الله الرحمن الرحيم".
الله:
علم علي الرب - تبارك وتعالي -
انه الاسم الأعظم. لأنه يوصف بجميع الصفات كما قال الله سبحانه:
"هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر
سبحن الله عما يشركون هو الله الخالق الباريء المصور له الأسماء الحسني يسبح له
ما في السموت والأرض وهو العزيز الحكيم" "الحشر: 22 - 24".
و"الله"
اسم لم يسم به غيره تبارك وتعالي.
ومن ثم لم يعرف في - كلام العرب له اشتقاق.
وقال أكثر الأصوليين والفقهاء والخليل وسيبويه: انه اسم غير مشتق البتة. أما بقية الأسماء الحسني
فتذكر صفات له:
"قل أدعوا الله أو أدعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسني ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ"
"الإسراء:110". وتشير هذه الآية إلي أن هذين الاسمين لم يسم بهما غير الله سبحانه.
ومعني: بسم الله:
بدأت بعون الله وتوفيقه وبركته وهذا تعليم من الله تعالي لعباده ليذكروا اسمه عند افتتاح القراءة والكتابة وغيرها: "اقرأ باسم ربك الذي خلق" "العلق".
وروي الدار قطني عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا مس طهوره "أي ماء الوضوء" سمي الله تعالي ثم يفرغ الماء علي يديه".
وفي القرآن:
"فكلوا مما ذكر اسم الله عليه" "الأنعام:118".
وفيه: "وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها" "هود: 41" وفي الحديث "كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أجذم". أي لا خير فيه ولا بركة.
وفي رواية أبي داوود عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر". أي ناقص.
ولاشك أن في افتتاح القرآن الكريم بهذه الكلمة المباركة إرشاد للمسلمين حتي نفتتح بها أعمالنا وأقوالنا. أي أنها مطلوبة لذاتها.
نعم. لقد صارت شعاراً للمسلمين وسمة لهم إذ يقصد بها إبراز التبري من الحول والقوة.
وليس معني هذا أن المسلم عندما يقول "بسم الله الرحمن الرحيم" يتجرد من حوله وقوته.
ويلقي بنفسه مع المصادفات دون تفكير فيما أقدم عليه من عمل أو قول. ودون بذل أي جهد كما يردد بعض الذين لم تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق.
فذهبوا يشيعون أن الإسلام - بمثل هذا الاسلوب - يربي في اتباعه روح الاستكانة والضعف والاعتماد علي القوي الغيية المجهولة! من قالوا بهذا وسهوا عن ابتداء الأعمال والأقوال بالبسملة قد أخطأوا. وحرفوا الكلم عن مواضعه. إذا المعني عند البسملة - والله أعلم - أن كل عمل أو قول يصدر عن المسلم إنما هو باسم الله تعالي حيث منه تستمد القوة ويرجي الإحسان.
ولقد غفل أولئك الداعون إلي إغفال هذا الشعار. بل وإلي إهدار سمة من أخص السمات للمسلمين
غفلوا عن أن الإنسان في نظر الإسلام خليفة الله في الأرض:
يعمل ويجهد نفسه.
ويتصرف وينظم حياته
. ويكلف ويحاسب من الله.
وهذا يعطي - دون شك - ان الإسلام لا يعطل القوي الإنسانية
ولا يهملها اعتماداً علي اللجوء إلي الله
__________________
رد مع اقتباس