منبع
أراد أن يعرف منبع غديري
هذا ما استدعاه ذهني رداً على تساؤلاته هو و غيره :
دعنا نضع لحديثنا أساساً حتى لا يضطرب الكلـِم . الثانية و الأربعون تداهمنى عما قريب و المال يمر عبري عمراً زهاء الربع قرن لكل مصلحة ، استلم حقوقاً ، و ادفعها لأصحابها . حالياً أرأس قسم العلوم في مدرستي فأقوم على كتابة ملخص لكتب الوزارة ينير للطلاب الفهم فيمضون في فهم المقررات و أختار طاقم التدريس و أراجع أعمالهن ، حقيقة عملي هو وصل و فصل الأمور بين الإدارة و المدرسات و أولياء الأمور و المدرسات و بين الطالبات و المدرسات.
ينتهي يوم عملي بكشف حساب دقيق لكل ما قلت و فعلت ، هل وضع خطوة أقرب للخير و العدل و شرع الله يحكم الأرض ؟ ما لم يفعل يصيبني بداء الإكتئاب يعرقل خطوتي فترة ريثما ألملم شملي و أتحرك مجدداً ، مثلاً عشرة أيام من المرض أوقفتني أتساءل لماذا يقبل جسمي التلف و العلة بكل يسر ، ما لا يفعله من حولي ، سؤال أحتفظ بإجابته لي فما هو شخصي ملكي وحدي يمتعني أن أستقل بأسراري و ما هو بيني و بين خالقي ، لا يطلع عليه البشر.
و لن أزعم أنني النقاء فأنا ابنة آدم ، تغريني اللقمة مثله و تضعف بي الإرادة و لن أزعم أن ما حولي جنة الله في الأرض . فقط أن التغيير يعرف إلينا طريقاً و أنه يقطع هذا السبيل على عجل أحياناً فيصلنا منه ما يصلح الحال . حالياً أكتفي بذلك ، فهذا فقط قدر همتي .
و هي حياة دهس نسيجها آلاف البشر ، أفسد بعضهم منها ما أفسد ......
و قد اطلع عمري على حكايات تملأ أعماراً ، جعلتها خيوطاً نسجت بها أفكاراً و صوراً و أمزجة عرضت بعضها للناس و احتفظت بمعظمها داخلي .
خمس سنوات مضت افتتحت في عقلي تلك التي تسجل بعض ما يمر بها و لذلك حكاية ربما أقصها فيما يلي من الزمن .
مر بعمري من ناولني طرف حكاية تاركاً للزمن وضع النهاية المناسبة ، لكن قوتي دفعت ثمن إتمام الحكاية كي يفرغ منها ذهني فيلتفت لما هو أهم . تكمل الحكاية الحساب فيرتفع الشأن لرب العالمين ، لا جنازة و لا ذكرى و لا مشيعيين .
و إذ وجدت أناساً يقفون عند بداية الحكاية يعجزون عن فهم منطقها و أين تمضي و إلى ماذا تصير ، قلت أطلعهم على حكايتي لعلها تشبه ما بين أيديهم ، لو أن ذلك أعان أحدهم فنعم به و إلا فإنني على النت مجهولة بين مجهولين و العلم الذي دربت على استخدامه يخبرني أن لا أقف ما ليس لي به علم .
أبدأ يومي بتصور لما أريد فعله ، يؤمىء شيء في النفس أنها جهل و أن معرفتها قصور و فعلها نقص و تقصير و أنها تستشرف لما هو أعلى . أنفض غبار خطتي و أقوم أصلي لله ، ركعتين ثم أسأل : خطي واضح ؟ ترغب النفس في مزيد صلاة .... تنتهي الصلاة و النفس تفقه شيئاً ، خطة جديدة للأمور ، تبدأ التنفيذ فيمتزج الفكر بعناصر الكون السليمة ، تضيف ألوانها و تمنح فعلي لون النجاح ، أحمد المولى الكريم على عطائه . جربوها أحياناً عوضاً عن التخبط في الحياة تجربون الكثير قبل أن تصيبوا ما هو فعال و يصل إلى غاية .
*****************************************
سبحان من تعطف بالعز و قال به، سبحان من لبس المجد و تكرم به، سبحان ذي الفضل و النعم، سبحان ذي المجد و الكرم، سبحان الذي أحصى كل شئ علمه.
سبحان الله ملء البر، سبحان الله ملء البحر، سبحان الله ملء السموات و الأرض، سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر و لا حول و لاقوة إلا بالله عدد ما خلق و عدد ما هو خالق و زنة ما خلق و زنة ما هو خالق و ملء ما خلق و ملء ما هو خالق و زنة عرشه و منتهى رحمته و مداد كلماته و مبلغ رضاه و حتى يرضى و إذا رضى. سبحان الله عدد ما ذكره به خلقه أبد الدنيا و الآخرة تسبيح لا ينقطع أولاه و لا ينفد أخراه.
*****************************************
مدح و ذم (من هؤلاء) ؟
إلى سكان كوكب النت الذين مروا عابرين بكلماتي فسجلوا إعجابهم أو انتقصوه و أولئك الذين قبلوه أو رفضوه فلم يشغلوا بالهم بتوضيح رأيهم فيه ، إلى كل أولئك أقول :
أيمكن أن يستبدلوا ذلك كله بدعاء مسلم لأخت له يعلم الله أن الكرب حولها يكاد يخنقها ؟
أما الأرض التي نمشي عليها فيؤذيني الذم إذ يكون تجريحاً بلا مناسبة ، يختل توازني لحظات ثم أستعيده و أمضي مجدداً ، أما المديح فأنا لا أحفظ ما لا منفعة منه .
أوقفتني أسألني لماذا إذ يمر الكلام عبري يتشكل على هذا النحو ؟
_ قرآن ربي حب نفسي إذ كانت بريئة قبل أن يصيبها كل عوج باعوجاج ، ربما شكّل بعض نواحي الكلام . كل ما مر بي و كل من عبروا إليهم عبري و من مروا بي فلم يتوقفوا عندي . المرض المقعـِد و المعقد الذي ابتليت به كان أداة مهمة ، أود لو استخدمه عذراً لكل ما أفعل لكن نفسي لا تقبل هذا التزييف ، لا فقط كان له دور ما . ثم التحدي ، التحدي أحد أدوات كل صاحب إعاقة ، لا أفهم كيف يدفعه لبذل أضعاف ما يبذله من حوله فتأتي الثمرة على قدر الجهد مباركة طيبة.
كائناً ما كانت مواصفات الخلطة فإنني أخلطها بتوازن حتى لا يضيع مكون في جنبات الآخر فتتعادل النكهات و ينتج عنها العادي ، هذا ممل لا أحبه .
يا من يقول أن الكلام سهل ، صدقني لا شيء نحوي سهل . النفس تحسب ثم تحسب حتى يفوتها قطار الفعل (الكلام لون من ألوان الفعل) ، الكلام عقد التزام ، أمر تصدره النفس و توثقه أمام طرف آخر ، تلتزم فيه أعضاء الجسد كلها بعمل دؤوب حتى يتم تسليمه للطرف الآخر . أما ما تزعم أنه مثل عليا و أعمال جليلة فقد أخبرتك قبلاً أن العقل لا يستقبل المديح أو يسجله أو يلتزم تجاه قائله بأي اتفاق .
القدر صنع المفكرة ، أخذ منها قوة الجسم و عوضها بقوة الفكر . يمر فعلها عبر مصفاة فكر بذرته لا إله إلا الله و محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم . و الثمرة طيبة حتى الآن ، حتى ينقض الفكر ما كان و يستشرف لما هو أعلى .
مساؤكم خير و نور و وجدان . تصبحون على قرآن الفجر بإذن الذي خلق .
|