اسم الخبر : قناة للقرآن بطريقة الفيديو كليب

تنطلق منتصف العام المقبل قناة فضائية دينية جديدة تستثمر إمكانيات "الفيديو كليب" في عرض القرآن الكريم.. وبينما تريث علماء دين سعوديون في التعليق على أسلوب القناة نظرا لعدم بدء البث بعد، انقسمت آراء رواد منتديات الإنترنت بين مؤيد ومعارض لأسلوبها.
وجاء التفكير في إطلاق هذه القناة، التي لم يتم الاتفاق على اسمها بعد، بحسب كلام المشرف عليها الدكتور علي العمري، بعد أن افتقدت الفضائيات المهتمة بالقرآن المهنية العالية في خدمة كلام الله عز وجل، بحسب تقديره، مضيفًا في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم الأحد 4-10-2009 أن "طريقة عرض التلاوات في القنوات القرآنية المتخصصة المتواجدة حاليا لم تف بالغرض المطلوب وهو التأثير في حياة الناس وسلوكياتهم".
وأوضح د. العمري، رئيس جامعة مكة المفتوحة ومنظومة "فور شباب" وهي الجهة التي تقف وراء إطلاق القناة، المقصود باستثمار القناة لطريقة "الفيديو كليب" في عرض القرآن الكريم، وذلك باستعراض عدد من الأساليب غير المعتادة التي ستتبعها القناة في عرض القرآن، إضافة إمكانيات التصوير المتقدمة التي سيتم الاعتماد عليها، قائلا: "سيتم تصوير الآيات القرآنية التي تحمل الأمثلة القرآنية لتكون على شكل فيديو كليب بحيث يقترب المعنى القرآني للمشاهد، إضافة إلى القيام بتفسير بعض كلمات ومعاني القرآن خلال القراءة".
وأضاف أن القناة ستعتمد أيضا على أصحاب الأصوات الحسنة من القراء، مؤكدا أن هناك العشرات من أصحاب الأصوات الحسنة لم يتم استثمارهم حتى الآن من قبل بعض القنوات القرآنية.
وذكر في هذا الصدد أن القناة ستنتهج منهج التنويع بين القراء وعدم إعطاء فترات طويلة لأي منهم؛ وذلك بهدف إبعاد الملل عن المشاهد "بحيث يأتي القارئ الأول فيتلو القرآن في مدة لا تتجاوز عشر دقائق، ويتبعه القارئ الذي يليه بنفس المدة، ولكن في مسجد آخر، ثم تنتقل القراءة إلى الحرم المكي، وبعدها تلاوة من الحرم المدني القديم، وبعد انتهاء نصف ساعة من التلاوة المتتابعة يأتي فاصل متجدد يتنوع بين تفسير الآيات أو إيضاح أمثلة قرآنية، إضافة إلى تقديم بعض الحكم القرآنية والحديث عن التفسير الموضوعي في القرآن".
واستبعد د. العمري أن تشتمل القناة على برامج قرآنية، موضحا أن التركيز سيكون على التلاوات لكن بالطريقة التي تشد المشاهدين؛ حيث إن "رسالة القناة هي سماع وتدبر القرآن الكريم وليس إنتاج برامج قرآنية".
وإضافة إلى ذلك ستخصص القناة، وفقا للعمري، بعض أوقاتها لنقل الصلوات داخل المساجد، و"سيتنوع التصوير بحيث يعيش المشاهدون أجواء جمالية فنية تقربهم أكثر من المسجد وتحببهم في الصلاة".
وأوضح قائلا: "بعض المقاطع ستصور المصلين حال دخولهم للمسجد، وتقترب عدسة الكاميرا حتى تصل إلى داخل المسجد بتصوير سينمائي يزيد جمال الصورة أكثر".
وأضاف أن القائمين على القناة سيتمكنون من تحقيق هذا الهدف عبر استخدام إمكانيات التصوير المتطورة المتوفرة حاليا "فهناك مساجد سيتم تركيب 3 كاميرات بها وأخرى أكثر من ذلك إضافة إلى استخدام كاميرا مثبتة على جهاز الكرين بما يساعد على إظهار المسجد بطريقة فنية إبداعية".
وفي سياق حديثه عن القناة المرتقبة، عاب د. العمري على بعض القنوات الفضائية المتخصصة في القرآن الكريم فتح المجال أمام بعض الأصوات غير الحسنة أو تلك التي لا تمتلك مقومات القراءة الجيدة، كما عاب افتقاد كثير من مفسري القرآن في القنوات الفضائية لأسلوب فني يوضحون من خلاله معاني القرآن للمشاهدين، مضيفا أن كثيرا من القنوات تأتي بمثل هؤلاء لتغطي مساحات فارغة، بحسب تقديره.
وتوقع د. العمري أن تتفوق القناة المزمع إطلاقها على القنوات القرآنية الأخرى؛ "كونها ستأتي بأفكار إبداعية جديدة لم تتطرق إليها قنوات القرآن الأخرى"، معربا عن اعتقاده بأن "فكرة الفيديو كليب ستجد قبولا بين أوساط المشاهدين وعلماء الدين".
انتقاد وتأييد وتريث
تحمس رئيس جامعة مكة المفتوحة للقناة المزمع إطلاقها وأسلوبها الجديد لم يشفع من توجيه بعض رواد المنتديات الإلكترونية انتقادات لها؛ ففي منتدى "شباب أون لاين"، رأى أحد القراء أن مشاهدة القرآن بالفيديو كليب "سيعمل على تشتيت ذهن المستمع للتلاوة بحيث يتوزع ذهنه ما بين النظر والسمع"، معتبرا أن حلاوة الاستماع للتلاوة سيتم افتقادها بهذه الطريقة، وتمنى ألا يفقد المشاهد متعة الاستماع لكلام الله الذي يشرح النفوس والصدور أكثر من مشاهدة الصور.
ووافقه قارئ آخر في منتدى "المعالي" بقوله: "يا مسلمون نزهوا القرآن الكريم وأبعدوه عن الأساليب الرخيصة التي تفسد علينا ديننا"، مضيفا أن كثيرا من مقدساتنا الإسلامية قد انتهكت "وها نحن الآن نرى البعض يترنح ويتمايل في قراءة القرآن وفي طريقة عرضه بهذا الشكل"، على حد تعبيره.
إلا أن أصواتا أخرى رحبت بالقناة المزمع إطلاقها، إذ أعرب أحد القراء على منتديات "لون حياتك" عن اعتقاده بأن أسلوب هذه القناة "سيكون رائعا"، مضيفا: "هناك حاجة بين الناس إلى فهم وتدبر آيات وكتاب الله الذي أصبح الكثيرون يرددون آياته بلا فهم حقيقي".
من جانبهم، تريث علماء دين سعوديون في التعليق على أسلوب القناة المزمع إطلاقها، مبررين ذلك بأن القناة لم ترَ النور حتى هذه اللحظة، ومن ثم لا يليق الاستنكار أو الترحيب بأمر ما زال في الخفاء.
وقال الشيخ "عبد الله بن منيع"، مستشار العاهل السعودي، في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت": "لا أريد الحكم على القناة لأنني لم أشاهدها، ولا أستطيع الحكم على سياستها وطريقة العرض فيها بمجرد قراءة الخبر في صحيفة أو غيرها"، مضيفا أن القناة المزمع إطلاقها "قد تخدم كلام الله سبحانه وتعالى، وقد تضره".
بدوره، رفض الدكتور "عبد المحسن العبيكان"، مستشار العاهل السعودي، إبداء الرأي في أسلوب القناة، وأوضح في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" أن "الحكم على الأشياء من غير علم بها أمر لا يليق.. بعد أن نشاهد القناة سيتضح توجهها ونستطيع بعد ذلك الحكم عليها".
إسلام أون لاين