ثمّ قال الإمام الطحاوى- عليه رحمة الله -
2-ولا شئ مثله (يقصد اللهَ رب العالمين)
-فقد أتفقت سادة هذه الامة من علمائها من اهل السنة أن الله ليس كمثله شئ لا فى صفاته ولا فى أسمائه ولا فى افعاله ولا فى ذاته ولا فى أى شئ -سبحانه وتعالى سبحانه-وقول الإمام عليه الرحمة مآخوذ من قوله تعالى فى سورة الشورى {لَيْسَ كَمِثلهِ شئٌ}.11
-فالله ربّ العالمين سبحانه لا نمثله بأحد قط ولا نشبه وكذلكَ صفاته لا نكيفها ولا نحرفها ولا نعطلها نثبتها كما أثبتها لنفسه فى كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
فأهل السنة ليسوا بمشبهةٍ الذين قالوا بأن الخالق مثل المخلوق ولا يفرقون بين الخالق والمخلوق
وأهل السنة أيضاً ليسوا بمعطلة الذين غالوا فى تنزيه الله ربّ العالمين -بزعمهم-فنفوا عن الله معظم صفاته حتى لا يقعوا فى التشبيه -بزعمهم-وهؤلاء فرقتان ضالتان
وأمّا أهل فأهل وسط يثبتون لله ما أثبته لنفسه منغير تشبيه ولا تعطي على الوجه الذى يليق بربنا عملاً بقوله تعالى
{لَيْسَ كمثلهِ شئٌ وهو السميع البصير}فقوله تعالى
{ليَس كمثله شئ}رداً على الشبهة كما مرّ
وقوله{وهو السميع البصير}رداً على المعطلة كما مرّ أيضاً
*لذلك أهل السنة يقولون إن المعطلَ يعبد عدماً لأنه يعطل أسماء الله وصفاته والله يثبتها لنفسه فلعلهم يعبدون غير الله لأن الله أثبت لنفسه صفات وأثبتها له رسوله ..
وأيضاً يقولون المشبه يعبد صنماً
وأمَا أهل السنة فيعبدون إلهً واحداً فرداً صمدا بدون تكيف ولا تشبيه
__________________
ألستَ الذى رَبيتني وهديتني ولازلتَ منّانًا عليَّ ومُنعما؟! //*//*// عسى مَنْ له الإحسانُ يغفرُ ذلّتي ويسترُ أوزاري وماقدْ تقدّما
|